استونيا أول من يدخل عالم الانتخابات التشريعية الالكترونية

شبكة النبأ: استونيا هذه الدولة الصغيرة في اوربا الشرقية طبقت قبل يومين وفي سابقة تعد الاولى من نوعها في العالم نظام الكتروني جديد يتيح للمواطن المشاركة في الانتخابات التشريعية من خلال الاقتراع الالكتروني من المنزل او اي مكان عام بالاضافة الى امكانية اجراء الاقتراع الاعتيادي لمن يرغب ذلك.

ولعل الشعب الاستوني بعد ان اختبر المصداقية التي تتمتع بها انظمة دفع الضرائب وتحويل الاموال عبر الشبكات الالكترونية في البلد قرر اتباع هذه التقنية في الاقتراع التشريعي الذي تشهده البلاد هذه الايام.

وستصبح استونيا اول دولة في العالم تنظم انتخابات تشريعية عبر الانترنت حيث سمحت للناخبين بارسال بطاقات اقتراعهم الكترونيا.

ولن يضطر الناخبون هذه السنة الى مواجهة الثلج والبرد للوصول الى مكاتب الاقتراع في هذه الدولة المطلة على بحر البلطيق المعروفة بتقدمها التكنولوجي وبتصدرها الدول الاقل فساداً في اوروبا الوسطى والشرقية.

وقالت اولي ماديز العضو في اللجنة الانتخابية الوطنية لوكالة فرانس برس "انها اول مرة في العالم تجري فيها عملية اقتراع بواسطة الانترنت في انتخابات تشريعية وطنية".

وسيتاح للناخبين الاستونيين وعددهم حوالى 940 الفا ارسال بطاقات الاقتراع الالكترونية في مهلة معينة على ان يتمكن الناخبون الذين لا يدلون باصواتهم عبر الانترنت بالتصويت بالطرق التقليدية.

ويجيز القانون للناخبين في حال تغيير رأيهم تعديل اسماء المرشحين الذين يختارونهم على بطاقات الاقتراع الالكترونية بالأدلاء ببطاقة اقتراع مصححة يوم الانتخابات التقليدية وذلك استجابة لمخاوف البعض من التعرض لضغوط في حال التصويت عبر الانترنت سواء من منازلهم او من اماكن عملهم.

وقالت ماديز انه "من المفترض ان تردع هذه الامكانية المتاحة لتغيير التصويت الالكتروني كل من قد يسعى للتأثير على الناخبين عبر الانترنت".

غير ان منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تشرف على حسن سير الانتخابات في البلدان الاوروبية تشعر بالحيرة حيال سبل مراقبة هذا النمط الجديد من التصويت.

وأقر مسؤول في المنظمة طلب عدم كشف اسمه "انها حقا اول تجربة نخوضها لانتخابات عبر الانترنت".

وقال "سنتابع عملية التصويت عبر الانترنت لكنه لن يكون في وسعنا الدخول الى نظام التصويت الالكتروني بحد ذاته".

وتابع "علينا ان نحدد ما اذا كانت اجراءات الشفافية كافية لضمان الحياد. تراودنا تساؤلات ايضا حول امان عملية الاقتراع الالكترونية. لا نريد الدخول الى النظام لأن هذا يتطلب كفاءات فنية خاصة جدا".

وشدد على ان "التصويت الالكتروني يستوجب ثقة في الدولة مثل اي وسيلة اخرى".

واعتبر ايفار تالو الذي يدير منظمة "اي غوفرنانس اكاديمي" غير الحكومية الاستونية المعنية بنشر المعلوماتية انه ليس هناك ما يدعو الاستونيين الى الارتياب من التصويت عبر الانترنت.

وقال "ان الاستونيين يثقون بمعاملاتهم المالية عبر الانترنت ويرسلون كشوفاتهم الضريبية عبر الانترنت ويجرون تحويلات مالية عبر مصارف الكترونية فلماذا يرتابون من الادلاء باصواتهم عبر الانترنت؟"

وسيكون في وسع الناخبين الادلاء باصواتهم عبر اجهزة الكمبيوتر الشخصية او اجهزة اماكن عملهم باستخدام بطاقة هوية الكترونية موزعة على جميع المواطنين الاستونيين تقريبا.

وينبغي على الناخب ادخال البطاقة في جهاز قراءة الكتروني يمكن التزود به لقاء 6 يورو ثم تدوين خياره في بطاقة التصويت الالكترونية وتاكيده بتوقيعه الالكتروني.

واعتمدت طريقة التصويت عبر الانترنت في الانتخابات المحلية التي جرت في استونيا عام 2005 واستخدمها آنذاك نحو 2% من الناخبين.

ويلجأ حاليا 82% من الاستونيين الى الانترنت لأرسال كشوفاتهم الضريبية غير ان تالو ابدت تحفظات بشأن امكانية التوصل سريعاً الى نسبة استخدام مماثلة في الانتخابات.

وقالت "اننا لا ننظم عملية انتخابية كل سنة والمشاركة ليست الزامية".

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 6 آذار/2007 -16/صفر/1428