الانفراد الامريكي وسلبية العالم المعاصر تحول العالم الى مكان مخيف

شبكة النبأ: هناك ثمن لكل شئ، والثمن الذي يدفعه العالم اليوم هو اختلاط مفاهيم "الارهاب والدفاع عن النفس وحق التطور وتقرير المصير"، وانصهارها في بوتقة واحدة بسبب عدم الاتفاق الدولي على تعريف موحد لمفهوم "الارهاب" يمكن من خلاله تحقيق اجماع عالمي شامل لترتيب المواجهة والاستئصال، ولعل التخبط وعدم النجاح في تحقيق الاهداف يقع ضمن هذه الاشكالية لأن الغرب يتعامل بازدواجية ويكيل بمكيالين بل وقد يؤيد انظمة دكتاتورية وارهابية في حين يشن هو حربا على الارهاب.

وكشفت دراسة جديدة أن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب حوّلت العالم إلى مكان مخيف شهد ارتفاعاً دراماتيكياً في الهجمات الإرهابية منذ غزو العراق عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة والذي جعل الناس الأبرياء يدفعون ثمن تأثيراته.

وقالت صحيفة إندبندنت إن الدراسة الأمريكية الرسمية عن الهجمات الإرهابية لمرحلة ما بعد غزو العراق تتعارض مع الإنكار المستمر من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأن حرب العراق لا علاقة لها بانتشار العنف المتطرف عبر العالم، وتعد أول محاولة من نوعها لقياس تأثير العراق على الإرهاب الدولي.

ووجدت الدراسة الأمريكية أن عدد الأشخاص الذين قُتلوا في العمليات الجهادية حول العالم شهد ارتفاعاً كبيراً منذ اندلاع حرب العراق في مارس2003، كما أجرت مقارنة بين أحداث سبتمبر2001 في الولايات المتحدة وغزو العراق عام 2003 مع الفترة التي تلت الغزو اظهرت أن عدد الأشخاص الذي لقوا حتفهم جراء الهجمات الإرهابية باستثناء الأزمة العربية ـ الإسرائيلية ارتفع من 729 إلى 5420 شخصاً خلال الفترة المذكورة.

كما وجدت الدراسة التي أجراها مركز الأمن والقانون الأمريكي أن عدد الذين قُتلوا على يد الإسلاميين في العراق ارتفع من 7 إلى 3122 شخصاً، مشيرة إلى أن الهجمات في أوروبا والشيشان وكشمير شهدت ارتفاعاً بارزاً منذ غزو العراق.

ونشرت واشنطن لائحة بأسماء الدول والمنظمات التي تعتبر الاكثر تهديدا للمصالح والاراضي الامريكية، وجاء الترتيب في تقرير قدمه رئيس الاستخبارات الامريكية مايكل ماكونيل خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ. حسب تقرير نقلته الـ فرانس برس.

1- تنظيم القاعدة هو المنظمة الارهابية التي تشكل التهديد الاكبر للمصالح الامريكية. »لقد اسرنا وقتلنا عددا كبيرا من العناصر الرفيعي المستوى في القاعدة، لكن عناصر في القاعدة ما زالوا يقاومون. وما زالوا يعدون لهجمات« ضد »اراضي« الولايات المتحدة.

2- حزب الله الشيعي المتطرف »المدعوم من ايران وسورية« يشكل ايضا تهديدا.

على اثر الاعمال الحربية في الصيف الماضي، فان ثقة حزب الله بنفسه وعدائه للولايات المتحدة بصفتها داعما لاسرائيل، يمكن ان تقود هذا الحزب الى زيادة استعداداته ضد المصالح الامريكية«.

3- حركة طالبان »تحتفظ بمواقع« في باكستان و»عودتها« الى افغانستان »تمنع التطور الاقتصادي وتنسف الدعم المقدم الى الرئيس كرزاي«.

4- العراق »الاتجاهات الحالية السياسية والامنية في العراق تتطور في الاتجاه السيئ«. إلا اذا اسفرت الجهود الرامية الى عكس هذا الاتجاه عن نتائج حقيقية خلال الاشهر الـ 12 الى الـ 18 المقبلة... ونعتبر ان تدهور الوضع الامني سيستمر بوتيرة مشابهة لوتيرة الفصل الثاني من 2006«.

5- تدرج ايران في المرتبة الاولى للدول التي يمكن ان تشكل تهديدا للولايات المتحدة، كما كشف التقرير.وقال ماكونيل »حتى لو ان معلوماتنا غير مكتملة، فاننا نعتبر ان ايران يمكن ان تنتج سلاحا نوويا بحلول النصف الثاني من العقد المقبل«.

6- كوريا الشمالية تشكل ايضا تهديدا للامن الدولي، كما قال ماكونيل مشيرا الى ان انتشار اسلحة الدمار الشامل يشكل »التهديد الثاني الاكبر« بعد الارهاب. لكن الوضع الان في تغير بعد ان تخلت كوريا عن الاستمرار في برنامج التسلح النووي.

7- روسيا واوضح التقرير ان »تأكيد القوة الروسية سيستمر في ضخ عناصر تنافسية في العلاقات بين الولايات المتحدة وموسكو«.

وفي سياق متصل قال مسؤولون رفيعو المستوى في أجهزة الاستخبارات الأميركية إنه يتعين على الدول فعل المزيد لمنع الإرهابيين من إنشاء ملاذات آمنة في الأجزاء الخارجة عن القانون من العالم.

وأكد مدير الاستخبارات القومية مايك مكونيل في شهادة أدلى بها أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ أن "العديد من الدول المستقلة غير قادرة على بسط الحكم الرشيد والمحافظة على سيادة القانون داخل حدودها"

وقال "إن مثل هذا الوضع يهيئ الظروف لقيام دول فاشلة ودول وكيلة تتوفر فيها الملاذات الآمنة للإرهابيين ومناطق لا تخضع لحكم الدولة، مما يعرض المجتمع الدولي ومواطني هذه الدول على حد سواء للخطر."

وقد انضم إلى مكونيل، الذي خلف مؤخرا السفير جون نجروبونتي رئيسا للاستخبارات القومية التي تضم 16 وكالة، الفريق مايكل ميبلز من الاستخبارات العسكرية وتوماس فينغار الذي يرأس المجلس الوطني للاستخبارات، لتقديم تقييم شامل حول التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي الناشئة منها والحالية.

وشدد مسؤولو الاستخبارات على أن الإرهاب لا يزال يشكل التهديد الأكبر للأمن القومي الأميركي وأن القاعدة التي تعيد بناء نفسها وتقوي علاقاتها مع المجموعات المنضوية تحت لوائها في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا تشكل أبرز تحد لأجهزة الاستخبارات. وأضافوا أنه بالرغم من أن المواد المتفجرة التقليدية هي السلاح المفضل عند الإرهابيين، إلا أن ميبلز حذر بأن أجهزة الاستخبارات تتلقى تقارير تفيد بأن تنظيم القاعدة لا يزال يسعى إلى الحصول على أسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية لاستخدامها في هجمات مستقبلية.

وأشار ميبلز إلى أنه بمساعدة الحلفاء مثل أفغانستان والعراق وباكستان والمملكة العربية السعودية وتركيا والمملكة المتحدة، تمكنت الولايات المتحدة من تعطيل عدد من الهجمات مثل مؤامرة عام 2006 التي كانت تستهدف تفجير الرحلات الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة عبر الأطلسي، وتم تقديم العديد من كبار عناصر القاعدة للعدالة، أو تصفيتهم مثل زعيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي.

وقال مكونيل إنه في حين أن 75 في المئة من قيادات القاعدة قد قتل أو أسر، إلا أن هناك جيلا جديدا صاعدا من الإرهابيين يتدرب في العراق وفي المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان وفي شرق إفريقيا.

وأوضح أن أعمال العنف التي تقوم بها القاعدة لا تشكل سوى جزء يسير من أعمال العنف الكلية الدائرة في العراق، غير أن تركيزها على القيام بتفجيرات ضخمة تستهدف إلحاق إصابات جماعية على نطاق واسع قد ضخم من حجم تأثير التنظيم على الوضع الأمني المعقد في البلد وذلك بواسطة تصعيد العنف الطائفي بين الشيعة والسنة.

وقال إن الصراع الدائر في العراق يمر بدورة تغذي وتكرر نفسها، حيث أن أعمال العنف التي تحدث تولد على نحو متزايد أعمال عنف انتقامية. وأكد أن "انعدام الأمن يبرر وجود الميليشيات، وعلى وجه الخصوص الميليشيا الشيعية مما يثير دواعي القلق ويزيد الخوف لدى الطائفة العربية السنية.  وتكون النتيجة مزيدا من الدعم أو على الأقل الرضوخ للمتمردين والإرهابيين، مثل القاعدة في بلاد الرافدين".

وأبلغ ميبلز أعضاء مجلس الشيوخ أن الميليشيات الشيعية في العراق التي تم اكتشافها تتدرب في إيران المجاورة للعراق وكذلك في مرافق في جنوب لبنان يديرها حزب الله المدعوم من قبل إيران.

أما في أفغانستان، فقال مكونيل إن القاعدة وطالبان تتخذان "ملاجئ هامة" لهما في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان الواقعة في شمال غرب باكستان. وقال مسؤول الاستخبارات إن إزالة هذه المعاقل وكذلك قطع الصلة بين المقاتلين وأمراء الحرب المحليين الذين يستفيدون من الاتجار بالمخدرات تشكل أولويات قصوى خلال هذا العام.

وفي حين أشاد بالمجهودات التي تبذلها باكستان المجاورة لأفغانستان في مكافحة الإرهاب، إلا أنه انتقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف لإبرامه اتفاقات مع زعماء القبائل المحليين الذين سمحوا منذ ذلك الحين لعناصر طالبان والقاعدة بإعادة تنظيم صفوفهم.

وقال "إن الرئيس الباكستاني كان يظن أنه سيكون أكثر تأثيرا وفعالية بتوقيعه اتفاقية السلام هذه. وفي رأينا، فإن قدرة القاعدة على التدرب وغير ذلك قد ازدادت."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 6 آذار/2007 -16/صفر/1428