يوماً بعد يوم تُثبت الأحداث وتُبرهن الوقائع أن تنظيم
القاعدة هو مؤسسة أرهابية بأمتياز تُصدِِر الدم وتُمارس القتل وتُنفذ
الأغتيال والتفجير بشكل عبثي وبأسلوب عدمي وبطرق لامعقولة، فهو لايميز
بين من ينتمون الى مذهبه الديني أو من يختلفون معه أو بين المسلح
والمدني، بألأضافة الى أنه لايضع في أعتباراته_ وهو ينفذ عملياته
المسلحة_ وجود مدني أو رضيع أو طفل صغير أو أمرأة أوشيخ كبير ليس له
علاقة بمعارك طواجين الهواء التي يخوضها، فالكل يمكن أن يقع في دائرة
أستهداف تنظيم القاعدة والجميع يمكن أن تطالهم ألتصفية الجسدية أذا ما
اختلفوا معه وتعارضت أفكارهم مع أفكاره.
وللشعب العراقي في الفترة الراهنة أدلة دامغة على ماقلته أعلاه
أنبثقت من سنوات التجربة المريرة التي ذاق فيه ويلات القاعدة متجسده في
أنهار الدم التي سالت ومازالت في شوارع العراق بشكل يومي. ففي الساعة
الرابعة من عصر السبت المصادف 24|2|2007 تم تفجير شاحنة كبيره في مسجد
الصحابة في حي العمال وسط مدينة الحبانية غرب الفلوجة السنية التي تعد
من معاقل المسلحين في العراق، حيث أدى هذا الحادث الأثم الى أصابة 151
مواطن وكلهم من السنة، أنتقل منهم الى رحمة الله تعالى 47 شخصًا، بينهم
21 طفلاً وامرأة.
وقد قال المصدر ألاعلامي أن سبب هذا التفجير الآثم أن الشيخ محمد
المرعاوي إمام وخطيب المسجد رحمه الله قد هاجم في خطبة الجمعة تنظيم
القاعدة، وقد اضاف أن الهجوم كان متوقعا أن يحصل ضد الإمام فقط وليس
بهذه الضخامة واستهداف المصلين السنة والنساء والأطفال، وقد كان أمام
مسجد الصحابة الشيخ محمد المرعاوي الذي مات في الحادث قد هاجم قبل يوم
في خطبة الجمعة تنظيم القاعدة وأساليبه القذره في القتال في العراق،
لذلك توقع الكثير أن يتم تصفية الشيخ_ طبقاً لأساليب القاعدة الدموية_
بعد هذه التصريحات المهينة للقاعدة ولكن لم يتوقع البعض أن تهاجم
القاعدة المصلين والنساء والأطفال من أجل تصفية أمام المسجد، وهذا الظن
أو الوهم غير صحيح أذ أن سجل تنظيم القاعدة مليء بهكذا جرائم ومجازر
وأساليب فاشية وقذرة تستهين بروح الانسان الذي لادخل له في صراعاتهم
وخلافاتهم مع الأخر ولعل مئات التفجيرات الأرهابية التي ينفذها في
العراق والعالم أجمع دليل ناصع على ذلك.
وفي الواقع لابد لنا أن نستقرأ ما قاله الشيخ الراحل عن تنظيم
القاعدة حيث أعتقد برأيي أن كلامه يُعد شهادة واقعية حية لاتقبل الشك
والارتياب لأنها تصدر من جهة دينية سنية تعيش معهم في نفس المكان كما
أنها تنتمي الى نفس الطائفة التي هي أقرب الى عقائد تنظيم القاعدة من
الطائفة الشيعية حيث أتهم الشيخ القاعدة بالأفساد وتدمير مقدرات
المحافظة "الانبار" وقطع أرزاق الناس وقتل مدنيين بغير وجه حق.
وقد أستند الشيخ الراحل في حديثة الى جمله من الحوادث والوقائع، فقد
تحدث الشيخ المرعاوي حسب المصدر عن حادثة وقعت الخميس الماضي حيث قام
تنظيم القاعدة باختطاف الطفلة آيه البالغة من العمر سبع سنوات لإجبار
والدها العقيد في الشرطة عبد الرحمن الخليفاوي على تسليم نفسه إليهم
بعد صدور أمر من أمير القاعدة أبو حمزة المهاجر بقتله.
وقال الخطيب الراحل:
"ان خطف طفله صغيره لإجبار والدها على تسليم نفسه إليهم ليس من
أخلاق المجاهدين"
وذكر المصدر أن القاعده سبق أن خطفت ابن مدير بلدية الفلوجة وقتلته
بعد رفض والده تسليم نفسه والحادثه معروفه لجميع المواطنين هناك.
وبسبب هذه الحوادث وغيرها تساءل الشيخ الفقيد:
هل من الشجاعة أن يأتي هؤلاء ممن يسمون أنفسهم بأسود التوحيد
فيتخفون بين بيوت السكان العزل ويطلقون الصواريخ على القاعدة الأمريكية
المجاورة رغم توسلات الشيب والعجائز والنساء لهم بعدم فعل هذا ؟
ويكمل الشيخ خطبته قائلاً :ثم يهرب أسود القاعدة بعد دقائق تاركين
هؤلاء العزل المساكين تحت قصف صواريخ الطائرات ومدافع الهاون الأمريكية
.
وأعقب الشيخ حديثه بعد هذا متسائلا بمرارة
ألا بقوا مع هؤلاء العزل المساكين ؟
وقد قارن الشيخ الراحل بين جماعة القاعدة وبين غيرهم من مسلحي
العراق واستشهد بمقاتلين أنصار السنة والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين
حيث قال بأنهم يهاجمون الاحتلال من خارج المناطق السكنية فكانوا هؤلاء
هم الأسود بحق،على حد تعبيره.
ولهذا قام تنظيم القاعدة بوضع شاحنة مليئة بالمتفجرات ووضعها قرب
المسجد وقام بتفجيرها على اهل المسجد والسوق الذي هو ملاصق للمسجد
مماتسبب بعشرات الجرحى والشهداء الذين راحوا ضحية لهذا الفعل الهمجي.
وبعد هذا التفجير الجبان حضر كل من حضر الشيخ حسين علي المرعاوي
وكامل خميس الخليفاوي شيوخ عشيرتي البو خليفة والبو مرعي إلى مكان
الحادث وتعجبوا من هول الذي حصل ومدى بربرية الفاعل وهمجية مخطط هذه
المجزرة حيث وصف احد الذين كانوا هناك المنظر بما يلي:
جثث النساء قد بقت مع عباءاتهن وبعضهن بدون عباءاتهن وعوراتهن
مكشوفه وأشلاء الأطفال والرجال وسط الشارع!!!!
ومن المعروف ان محافظة الانبار من المحافظات المحافظة دينياً، فما
شعورهم وهم يرون نسائهم في ارض الحدث عرايا وممزقة ومكشوفة هكذا !!!
لهذا كان أحد ابناء شيوخ عشيرة البو نمر كان يصرخ بين جثث النساء
اللاتي قد تكشفت عورات بعضهن ويقول بصوت عال:
" الله يكشف عوراتهم وعورات أهلهم مثل ما كشفوا عورات نساءنا
وبناتنا "
أما الشيخان حسين علي المرعاوي وكامل خميس الخليفاوي، فقد كانا في
حالة هستيرية كبيرة بعد مشاهدتهم ما حل بابناء عشائرهم، كما يصفهم
المصدر ولهذا هاجموا تنظيم القاعدة وقالوا بالحرف الواحد:
" والله لو نضع أيدينا بأيدي اليهود مقابل تخلصنا من القاعدة لما
تأخرنا "
ويبدو من بديهيات الأمور أن سيكون لهذا الحادث عواقب وبيلة ونتائج
وخيمة على الجهاد في العراق مثلما توقع المصدر الذي يقول:
لا يحتاج أن نتوقع شيء من هذا الحادث وقد حصل ما كنا نخشى منه فقد
أعلن شيخي العشيرتين (البو خليفة والبو مرعي) بعد اجتماع موسع انضمامهم
إلى مجلس إنقاذ الانبار الذي يحارب القاعدة منذ أشهر.
ومجلس أنقاذ الانبار هو تجمع كبير يضم عشائر عديدة في الانبار تقاتل
كل المجاهدين بينما كانوا من العشائر المناصرة للجهاد والمدافعة عن
المجاهدين ولكن بسبب حماقات القاعدة وغلوها كما يقول المصدر انقلبوا
عليهم وبدأوا حملة عسكرية شعواء ضدهم!!!
ويتساءل الكثير من المراقبين للأحداث السياسية في العراق عن فائدة
قيام القاعدة بهذه العمليات التي تستهدف أناس يشتركون معهم في الكثير
من الاهداف كالمقاتليين السنة العراقيين الذين يقاتولون الوجود
الامريكي وقوات الامن الحكومية العراقية فيتساءل المصدر:
لمصلحة من تقوم القاعدة بهذا ؟
ويضيف المصدر بعدها موضحاً!!!
أن الانفجار حصد أيضا خمسه من كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي،
وهم:
إياد الدليمي الجيش الاسلامي سرية القناصه
خالد عبد الله الخليفاوي الجيش الإسلامي رامي هاون
أبو الوليد المرعاوي الجيش الإسلامي
اسود كامل الفلاحي كتائب ثورة العشرين
احمد صباح كتائب ثورة العشرين؛ وهذا قضى مع زوجته وأطفاله عندما
كان يتسوق من احد المحال القريبه في منطقة الانفجار.
وقد فضح المصدر تنظيم القاعدة وعرى ستراتيجيته التي يتبعها حينما
يقوم بهكذا أعمال فقد ذكر بان لدى لهذا التنظيم بعض الألاعيب والحيل
التي يمارسها حينما ينفذ جرائم وفضائح من هكذا نوع حيث يحاول التغطية
عليه بالمباشرة باستهداف القوات الامريكية او الحكومية العراقية او حتى
المدنيين لكي يغطي على جريمته فيقول المصدر:
وكالعاده بعد كل جريمه( وأرجو الأنتباه الى كلمة كالعادة وكلمة بعد
كل جريمة) ترتكب من قبل جماعة القاعدة على أهل السنة بتعمد أو دون تعمد
قامت عناصر القاعده بقصف منطقة الكراده الشيعيه بواحد وعشرين صاروخ
وسقط قتلى وجرحى من الرافضه بالعشرات لتغمض عيون الإعلام عن الجريمة
الأولى بقيامها بهجوم على الرافضة!!!
ويذكرنا المصدر بجريمة اخرى قامت بها عصابات القاعدة فيقول:
كما حصل في جريمة القاعدة في الرمادي عندما قامت بقتل رئيس الحزب
الإسلامي في الرمادي في وسط السوق ثم أتبعته بقتل قائد كتائب ثورة
العشرين في الرمادي مع ثلاثة من مجاهدي الكتائب عندما توجهوا لقادة
القاعدة في الرمادي للاحتجاج على قتل رئيس الحزب الإسلامي هناك،عندها
ثارت العشائر مع الكتائب ضد القاعدة فقامت القاعدة بتنفيذ عمليات كبيرة
ضد الأمريكان في الرمادي لصرف الأنظار عن تلك الجريمة.
ويبدو لزاماً علي أن أتساءل كما تساءل المصدر الأعلامي:
لمصلحة من يقوم تنظيم القاعدة بهذه الجرائم ؟
ومن المستفيد منها ؟
وكيف يستهينوا بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بهذا
الأسلوب المنحط الرخيص الدوني ؟
وهل للأنسان في منظومة هؤلاء الفكرية والعملية قيمة ما ؟
وهل يمكن لهكذا أفعال تتبناها القاعدة أن تحرر وطن وتبني دولة
معاصرة تحترم الانسان وتوفر له حاجياته الضرورية؟
أترك للقارئ الفطن حرية الأجابة عليها مع علمي اليقيني بأن الاجابة
واضحة وجلية عند كل من يملك أدنى حدود المعرفة الأنسانية؟؟؟
(ملاحظة)
كل الكلام الذي يرد تحته خط يرجع الى البيان الذي صدر من احدى
المواقع الرسمية القريبة من تنظيمات المسلحين في العراق وهو موقع
"مختصر الأخبار".
[email protected] |