
قال وزير الداخلية الالماني فولفجانج شيوبله ان أجزاء من العالم
الاسلامي لم تعتنق بعد قيم التنوير وانه ينبغي للاتحاد الاوروبي أن
يساعد على دمج المسلمين بتشجيع تدريب الائمة كما نقلت ذلك رويترز.
وقال شيوبله لصحفيين زائرين من بروكسل انه سيستغل رئاسة بلاده
للاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة والتي تستمر ستة أشهر لإقامة حوار
على مستوى الاتحاد مع زعماء المسلمين لدعم الاندماج ونزع فتيل التوترات
ومكافحة "الارهاب المحلي".
وقال الوزير الالماني عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ان "جزءا
من العالم الاسلامي لم يتبن التنوير بعد." وكان شيوبله يشير الى حركة
التنوير الاوروبية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر التي نادت
بإعلاء قيم الحرية والعقل على التقاليد.
واضاف "يجب ألا نكون متعجرفين وانما مساعدين فقط. فالمسيحية..على كل
حال.. أشعلت صراعات رهيبة لبضعة قرون الى أن تأصلت عملية التنوير.. كما
يظهر جزء من المسيحية علامات على التراجع في هذا الاتجاه."
ورأى شيوبله أنه يتعين على العالم الاسلامي قبول أن المساواة في
الحقوق بين الرجل والمرأة هي مبدأ عالمي نص عليه ميثاق الامم المتحدة
وليس "خصوصية ما" لاوروبا.
وقال "أي شخص لا يمكنه قبول المساواة بين الرجال والنساء لا يقترب
حتى من تلبية أحد الشروط الاساسية للقرن الحادي والعشرين. من مصلحة
الاسلام جعل ذلك واضحا ومحسوما."
وأشار شيوبله الى أن ألمانيا والمفوضية الاوروبية ستشجعان مبادرات
لتدريب الائمة حتى يمكنهم دمج الشبان المسلمين في المجتمع الاوروبي
بدلا من تعزيز الفصل.
وقال ان برلين تجري بالفعل محادثات مع تركيا التي ترجع اليها أصول
أغلب المهاجرين المسلمين بألمانيا لضمان أن يكون الائمة الذين يتم
ارسالهم الى ألمانيا يتحدثون الالمانية.
وقال "لن يكون الاتحاد الاوروبي هو الجهة التي ستنظم هذا التدريب..
لكننا نريده في أوروبا لاننا نريد أن يسهم الائمة في الاندماج وليس في
عكس الاندماج."
وعبر مفوض العدل والامن بالاتحاد الاوروبي فرانكو فراتيني عن دعمه
لخطط شيوبله "بالتأكيد على امكانية أن تكون هناك مشروعات تدريب نوعية
للائمة وليس اسلاما أوروبيا فحسب."
وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي ان الاتحاد لن يمول تدريب الائمة بشكل
مباشر غير أنه قال ان بإمكان دول الاتحاد استخدام "صندوق اندماج" جديد
بتمويل يبلغ 825 مليون يورو لتشجيع تبادل أفضل الممارسات بشأن هذه
القضية الى جانب الحوار بين الاديان.
وعبر شيوبله عن دعمه للسياسيين الاوروبيين من أمثال وزير الخارجية
البريطاني السابق جاك سترو الذي أثار جدلا بانتقاده ارتداء المسلمات
للنقاب.
وأكد شيوبله على أنه لا يتحدث بوصفه رئيس مجلس وزراء داخلية الاتحاد
الاوروبي وقال ان وجهة نظره الشخصية هي أن "النقاب.. حيث يمكنك فقط
رؤية عيني الشخص.. اذا أمكن.. هو النقيض لما نعتبره اتصالا.
"المجتمعات المفتوحة تعني العيش والتحدث معا وعدم الانفصال عن
بعضنا. ولهذا فان النقاب عنصر يعرقل الاتصال."
لكن شيوبله اضاف أنه لا ينبغي للسياسيين أن يحاولوا وضع لوائح لغطاء
الرأس الذي يرتديه الرجال أو النساء لانهم "يدخلون سريعا في حقل ألغام.
ينبغي أن يقرر الناس ذلك لانفسهم."
وقال ان الحوار مع زعماء الطائفة المسلمة ساهم في حل قضايا مثل عرض
لاوبرا "ايدومينو" لموتسارت العام الماضي في برلين والتي أثار أحد
مشاهدها والذي يظهر رأس النبي محمد مقطوعا جدلا استمر شهورا.
وقال شيوبله ان من مصلحة الطوائف المسلمة التعاون مع السلطات
الامنية للمساعدة في التعرف على المشتبه في كونهم ارهابيين وتجنب حدوث
وضع غير مقبول يخضع فيه المسلمون للاشتباه عموما.
وقال "أرى أن عددا متناميا من المسلمين وممثليهم سيتستجيبون بشكل
أفضل اذا أحسوا بمزيد من الامل في أنهم مقبولون بالكامل كمواطنين لهم
نفس الحقوق."
واضاف "هذا شرط واحد للتعامل مع مشكلة الارهاب الذي ينمو محليا مع
توافر امكانات نجاح أفضل (لهذا التعامل)." واشار الى تحسين الظروف
الاجتماعية وزيادة فرص العمل كعامل مهم اخر. |