القذافي يشيد بديمقراطيته الديكتاتورية وينتقد ديمقراطية التمثيل ويدعو شعبه للهجرة الى افريقيا

شبكة النبأ: يبدو ان العقيد القذافي وبعد ان تخلى عن تلك العنجهية التي كان يتحلى بها أمام الغرب قبل عدة سنوات حين ارغم على قبول المحكمة الدولية المقامة من اجل محاكمة افراد مخابرات تابعين له أقدموا على تفجير طائرة الركاب المدنية فوق الاراضي البريطانية ومن ثم اجباره على التوقف عن برنامجه النووي المزعوم من دون ان يحصل على (الجزرة).

واضاف محللون لشبكة النبأ، يبدو ان ما تقدم جرح كبرياء الزعيم حينما ادرك انه استسلم وبدون أي ثمن وهو يرى الآن امكانية الامتيازات والعروض التي تقدم الى كوريا وايران من أجل ان يتراجعوا عن برامجهم النووية.

ولعل قرين السوء الذي يتمتع بصحبته القذافي في الخيمة التي ينصبها في وسط الصحراء بين حين وآخر قد تمكن من هذا الرجل الى درجة انه يريد تغيير مفهوم الديمقراطية وحكم الشعب من خلال الانتخابات الحرة ويصف ذلك بأنه ديكتاتورية متناسياً بأن حكمه الذي أمتد الى 30 سنة من خلال مسميات شكلية (المؤتمرات الشعبية) همها الوحيد هو المحافظة على نظام الحكم فقط هوالديكتاتورية بعينها وقمع الحريات المدنية والاعلامية الذي يمارسه ضد شعبه هو الاستبداد بنفسه، ويظهر ان الرجل يرزح تحت تاثير داء العظمة الذي اكتسبه خلال مدة تسلطه الطويلة على الشعب الليبي حتى وصل الأمر لأن يبحث عن طريقة لتهجير الشعب الى افريقيا بقوله "أدعوا الليبيين للذهاب للعيش في افريقيا والاستثمار في الالماس والذهب والزراعة لان ليبيا في المستقبل لن تحتمل ان يعيش فوق ارضها اكثر من مليونين شخص" ؟! وعلى ما يبدو فانه يريد افراغ ليبيا من جميع المناهضين له ولسياسته من خلال هذه النكتة.

وينتقد القذافي الدساتير والقوانين الديمقراطية التي وضعتها الشعوب مجتمعة بكل خبراتها   منذ مئات السنين بالرغم من أنه كتب وحده دستوراً للشعب الليبي يسمى "الكتاب الاخضر" وضع فيه ما يراه مناسباً لحكم البلاد والعباد وهذا ما يسمى "الحكم الفردي والتسلطي بعينه".

وفي تصريح جديد أعلن وزير خارجية ليبيا عبد الرحمن شلقم أن مقعد بلاده سيكون خالياً في القمة العربية المقبلة في الرياض حسب تقرير نقلته(أ ش أ).

وأرجع الوزير الليبي عدم مشاركة بلاده في القمة «نتيجة لخلل إجرائي» لأن قمة الخرطوم قررت أن يكون انعقاد القمة القادمة في دولة المقر مع الحفاظ على مناوبة الرئاسة ..مضيفا أن القمة هي «سيدة قرارها»..وتساءل شلقم «من قام بتغيير هذا القرار».

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها شلقم عقب الاجتماع التشاوري الذي عقده وزراء الخارجية العرب بدعوة السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري.

ودافع العقيد معمر القذافى بمناسبة الذكرى الثلاثين لأعلان قيام "سلطة الشعب" عن الديمقراطية المباشرة بواسطة المؤتمرات الشعبية والنظام الجماهيري منتقدا اللجوء في دول اخرى الى صناديق الاقتراع غداة هجوم عنيف شنه على الغرب.

وقال القذافي في احتفال كبير بحضور عدد من الرؤساء الافارقة اقيم في سبها الصحراوية (الف كيلومتر جنوب طرابلس) ان "الحكم بواسطة المؤتمرات الشعبية اكثر شفافية وصدقا وعدلاً من صناديق الاقتراع على الطريقة الغربية التي يمكن بها شراء المرشحين بالاموال".

وتابع يقول "ان هذه الانتخابات مهزلة. ما يحدث مثلاً في موريتانيا البلد الصغير القبلي من مهرجانات للاطفال وشعارات يضحكون بها السفارات الاجنبية علينا".

وقال "الناس يجب عليهم ان يديروا أمورهم السياسية الداخلية والخارجية بانفسهم".

وتساءل القذافي في كلمته التي دامت ساعة امام مؤتمر الشعب العام (البرلمان) الذي انعقد فى جلسة احتفالية "كيف يعقل ان يمثل 300 شخص الملايين باسم الاحزاب".

واكد ان "الاحزاب لا تحكم لصالح الشعوب بل لصالح الافراد والاحزاب".

ويشارك في الاحتفالات رئيس تشاد ادريس ديبي واغندا يوري موسفيني والنيجر محمد تانجا.

وتجري الاحتفالات في سبها المدينة التي انطلق منها اعلان "سلطة الشعب" عام 1977 والتي جرى فيها ايضا التخطيط للثورة التي اطاحت بالنظام الملكي في اول ايلول/سبتمبر 1969.

ففي آذار/مارس 1977 أعلنت ولادة "الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمى" التي يتولى فيها الشعب "السلطة مباشرة" واقيم "مؤتمر الشعب العام" وهو بمثابة برلمان و"اللجنة الشعبية العامة" المكلفة تنفيذ تعليمات المؤتمر العام والتي تعتبر بمثابة حكومة.

ويستمد النظام الجماهيري افكاره من "الكتاب الاخضر" الذي يعرض نظرية القذافي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي اصبحت المنهج المعتمد في البلاد رسمياً.

وكان الزعيم الليبي شن الخميس هجوما عنيفا على الغرب في كلمة ذكرت بخطبه في حقبة ما قبل التقارب مع الدول الغربية متهما اياه بانه "يجند العملاء ليسرق السلطة والثروة النفطية" في ليبيا كما حصل في العراق.

وقال القذافي "يجب ان تنتبهوا من القوة الاستعمارية التي تتربص بنا لتسرق ثروتنا هذة الشركات الاميركية والغربية النفطية التي لا تأخذ اكثر من 20 في المائة تتمنى ان تنقلب المعادلة وتأخد النصيب الاكبر ولهذا ستسعى لتجنيد العملاء لسرقتنا".

وتابع قائلا "ان العدو لا يأتي مباشرة ولكنه يجند العملاء لتحقيق مصالحه ويسرق السلطة منا مثل ما حدث في العراق حيث باع العملاء الشهيد القديس صدام حسين الذي هو افضل من الحكام العرب الاحياء".

وقال "ليعلموا ان ليبيا لن تكون ميدان تجارب لمؤامراتهم من قبل عملائهم ولا تحتاج الى رعاية من الخارج".

وهذه اول مرة يحمل فيها القذافي بهذه القوة على الغرب منذ اعلان طرابلس تخليها عن برامج اسلحة الدمار الشامل عام 2003 والتقارب مع الغرب الذي تلا ذلك.

وقد بدأت رياح التغيير تهب على ليبيا منذ تخلت طرابلس عن برامج اسلحة الدمار الشامل عام 2003 وسعت الى استعادة موقعها على الساحة الدولية ما شجع الكثير من الشركات الغربية للتوجه الى ليبيا للاستثمار فيها.

لكن رغم دعوة الزعيم الليبي في حزيران/يونيو 2003 الى خصخصة الشركات العامة وتحرير الاقتصاد الا انه حذر من سياسة اقتصاد السوق الذي اعتبره "اقرب للمقامرة لانه يعتمد على نظرية المنافسة تصمد او تموت".

وانتقد الزعيم الليبي معمر القذافي النظام المالي العالمي واصفا اياه بأنه دكتاتورية قائمة على الخوف لكنه قال ان خيار ليبيا العملي الوحيد بعد سنوات من العقوبات هو قبول الواقع الجائر للتجارة العالمية. حسب تقرير نقلته(رويترز).

وقال القذافي في مناظرة علنية نادرة مع علماء غربيين ان ليبيا التي تسيطر الدولة على صحافتها قبلت الانترنت وقنوات التلفزيون التي تبث بالأقمار الصناعية لانها أظهرت لليبيين ما قال انه ضعف الديموقراطية الغربية.

ومضى يقول ان السلطات الكاسحة اليوم في أيدي من يملكون قوة اقتصادية وعسكرية تغرس الخوف في الاخرين مضيفا أنهم يستطيعون تجويع الناس واغلاق الابواب أمام صادراتهم من المواد الخام مثل البن أو النفط.

وقال بشأن الشروط التي تفرضها الجهات الغربية المانحة للمساعدات على الدول الفقيرة انها دكتاتورية دولية تتم ممارستها ضد الناس وخصوصا الفقراء.

واضاف ان اولئك الذين يهددون باستخدام القوة العسكرية أو بمجلس الامن التابع للامم المتحدة هم الذين يسيطرون على العالم وأن من يقف ضد المد فقد يتم تدميره.

ومضى يقول في المناظرة التي أقيمت في الذكرى الثلاثين لاعلانه الجماهيرية في ليبيا ان الليبيين أدركوا هذا جيدا ومن منطلق هذه الرؤية الواقعية والعملية حسنت ليبيا علاقاتها مع بلدان العالم.

وأقيمت المناقشة التي استغرقت ساعتين في غرفة صغيرة أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين الذين تمت دعوتهم في سبها وهي بلدة صحراوية جنوبية أعلن فيها القذافي الجماهيرية في الثاني من مارس عام 1977.

وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بعد الاجتماع شكا القذافي من أن ليبيا لم تعوض بشكل مناسب مقابل تخليها عن الاسلحة النووية وقال انه نتيجة لذلك لم تحذ دول مثل ايران وكوريا الشمالية حذوه.

واضاف ان هذا كان نموذجاً لا بد وأن يحتذى به ولكن ليبيا أصيبت بخيبة أمل لأن الوعود التي قدمتها لها امريكا وبريطانيا حتي يمكنها التخلي عن قدراتها لم تنفذ ومن ثم فأن تلك الدول لن تحذو حذو ليبيا.

وقال القذافي ان ليبيا تقبل بأن التحول الاقتصادي قد يأتي في شكل عولمة حتى رغم قوله ان العولمة موجهة من مصالح مالية قوية.

واضاف ان ليبيا جزء من هذا العالم المتغير الذي تهيمن عليه العولمة وان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يفرضان شروطا قاسية بشدة وغير ملائمة على الدول الفقيرة.

واستطرد أن من الممكن انتقادهما لكن لا يمكن البقاء خارج هذه المؤسسات واصفاً ذلك بأنه مستحيل في الوقت الراهن.

وكرر الزعيم الليبي وجهة نظره بشأن أن ديموقراطية التمثيل هي دكتاتورية الواحد وخمسين في المئة.

وقال لعالم السياسة الامريكي بنيامين باربر وعالم الاجتماع البريطاني انتوني جيدينز في نقاش أداره الصحفي التلفزيوني البريطاني ديفيد فروست ان نسبة %51 ليست ديموقراطية لانها تعني أن %49 ضد الفائز.

ومضى يقول ان الدولة الواقعة في شمال أفريقيا البالغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة ستواصل نظام الجماهيرية لأنه يتيح للناس العاديين بالفعل ان يكون لهم رأي أكثر من الانتخابات الغربية التي قال ان عدم مبالاة الناخبين تؤدي الى إضعافها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 5 آذار/2007 -15/صفر/1428