هل ستكمل روسيا بناء محطة بوشهر النووية الايرانية تحت الضغوط الغربية ؟

 شبكة النبأ: تحاول روسيا ابقاء نفسها ضمن دائرة المجتمع الدولي المؤثر وخاصة في مجلس الامن الدولي دون ان تتضرر مصالحها الوطنية، وقال محللون لشبكة النبأ ان هذا الامر قد يسبب لروسيا احراجاً كبيراً في التوفيق بين متطلبات التزاماتها النووية مع ايران وبين تحركات الغرب لمنع ايران مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم واصدار عقوبات اقتصادية جديدة. وتتضح معالم القضية في المناورة والتعطيل الروسي للاتفاق المبرم مع ايران في ارسال الوقود النووي خلال شهر آذار/مارس المقبل، واكمال تشغيل محطة بوشهر النووية قبل نهاية العام الحالي. حيث تريد الولايات المتحدة التي تشتبه في أن ايران تحاول صنع أسلحة نووية أن توقف روسيا بناء محطة بوشهر تماماً في اطار عقوبات دولية جديدة ستصدر قريبا وتكون اكثر صرامة.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن مسؤول كبير في الملف النووي الايراني ان ايران مستعدة لدفع اموال لمساعدة الشركة الروسية "اتومستروي اكسبورت" المكلفة بناء محطة بوشهر النووية الايرانية على اتمام هذه الاعمال حسب تقرير لـ(ا ف ب).

وقال نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي ان "الشركة الروسية تواجه مشاكل سيولة لاخراج المعدات من المصنع وطلبت من ايران مساعدة مالية".

واضاف "لارسال المعدات الى ايران اننا مستعدون لتحمل تكاليف عملية النقل لتتم في اسرع وقت ممكن".

ونفى مجدداً اتهامات الشركة الروسية التي اكدت ان ايران جمدت الدفع لبناء محطة بوشهر.

واكد سعيدي ان وفداً ايرانياً سيزور روسيا في الايام المقبلة لايجاد حل لهذه المشكلة.

وطلبت الشركة الروسية من شركائها توقيع "ملحق" للعقد في محاولة لتسوية مشاكل التسديد من قبل ايران.

واتهمت الشركة الروسية الايرانيين بتجميد الدفع لبناء المحطة بعد قرار طهران بتسديد هذه المبالغ باليورو وليس بالدولار.

وقالت الشركة الروسية في بيان ان "تغيير العملة التي يتم بموجبها الدفع غير ممكن الا بعد توقيع الطرفين ملحقا للعقد".

واضاف البيان ان "شركة اتومستروي اكسبورت ارسلت الى الطرف الايراني كل الوثائق الضرورية للاتفاق على شروط الدفع وانها على استعداد لتوقيع هذه الوثائق في اسرع وقت".

واكدت وكالة الطاقة الذرية الروسية الفدرالية الثلاثاء ان موسكو قد تتأخر في ارسال الوقود النووي الى محطة بوشهر بسبب مشاكل دفع من الجانب الايراني.

وينص الجدول الذي وافقت عليه روسيا وايران في 2006 على وضع محطة بوشهر قيد الخدمة في ايلول/سبتمبر 2007. وان ارسال الوقود النووي سيحصل قبل ذلك بستة اشهر مبدئيا اي في اذار/مارس.

وتبادلت روسيا وإيران الاتهامات بشأن تأخير العمل في بناء محطة نووية في "بوشهر" بجنوب غرب الجمهورية الإسلامية حسب تقريرلـ CNN، بعدما أعلنت موسكو أنها سترجئ العمل في بناء المحطة، لأن طهران لم تلتزم بسداد مدفوعات في موعدها، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا التزام طهران بسداد جميع المبالغ المستحقة لروسيا حسب المواعيد المقررة.

وانتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني آية الله أكبر هاشمي رافسنجاني تأخر روسيا في استكمال بناء المحطة داعياً إلى البدء فوراً في استكمال المشروع دون تأخير.

وتعليقاً على تعليق روسيا عملية البناء قال رافسنجاني: "إن القوى الدولية وفي ضوء هيمنتها علي المؤسسات العالمية تسعى لتجاهل حق إيران المشروع، وإن المتوقع من الأصدقاء أن يحولوا دون ذلك."

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن رافسنجاني قوله "إن تناغم مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا في القضايا الإقليمية عنصر مهم لتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين."

وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني خلال لقائه ميخائيل مارغليف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي.

وكان مسؤول بوكالة الطاقة النووية الروسية قد أكد في وقت سابق أن طهران لم تسدد منذ أكثر من شهر أي مدفوعات لاستكمال العمل في إنشاء محطة "كهرذرية" في بوشهر، مضيفاً قوله "من الواضح أن الجدول الزمني الخاص ببناء المحطة يتعين تصحيحه."

إلا أن المسؤول الروسي أشار إلى أن وفداً إيرانياً يعتزم زيارة موسكو قريباً، لإجراء محادثات حول استكمال العمل في بناء المحطة.

وقال المصدر في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء"نحن قلقون من الوضع المتعلق بتمويل أعمال بناء محطة بوشهر"، وأضاف أن الجانب الإيراني جمد حالياً تمويل البناء على الرغم من أن العمل مازال متواصلاً في الموقع.

وشدد المصدر على أن المسائل المتعلقة ببناء المحطة لها صلة كذلك بمواعيد توريد المعدات والأجهزة إلى الموقع من بلدان أخرى.

ومن المتوقع أن يقوم الجانبان الروسي والإيراني خلال المحادثات القادمة بدراسة وضع المشروع، بما فيه جدول أعمال بناء المحطة في المستقبل القريب.

وكان من المقرر أن تبدأ موسكو في تسليم شحنات الوقود النووي للمحطة في مارس/ آذار المقبل، مما يمهد الطريق لبدء تشغيل المفاعل في سبتمبر/ أيلول من العام الجاري.

وقال مصدر في وكالة الطاقة النووية الروسية لرويترز إن روسيا سترجيء العمل في بناء محطة نووية في بوشهر بايران لان طهران لم تلتزام بسداد مدفوعات في موعدها.

وتبني الجمهورية الاسلامية أول محطة نووية لايران هي محطة بوشهر منذ اوائل التسعينات. وقد أرجأت العمل عدة مرات مستشهدة بأسباب فنية في حين أصبحت للمشروع حساسية سياسية منذ وقعت ايران تحت ضغوط غربية بسبب طموحاتها النووية.

ولم يتضح بعد الى متى سيرجأ المشروع.

وتريد الولايات المتحدة التي تشتبه في أن ايران انها تحاول الحصول على أسلحة نووية أن توقف روسيا بناء محطة بوشهر تماما.

وتقول ايران وروسيا ان محطة الطاقة لا تهدف الا لتوليد الكهرباء.

طهران من جهتها نفت المزاعم الروسية بشان تاخرها في الدفع لشركة روسية تقوم ببناء اول محطة نووية للطاقة في ايران واعربت عن املها في استكمال بنائها في الموعد المحدد حسب تقرير نقلته(ا ف ب).

وكانت شركة "اتومستروي اكسبورت" الروسية التي تقوم ببناء المحطة ذكرت ان التمويل الايراني للمفاعل "تجمد فعليا" منذ الشهر الماضي مما يرجح تاخر استكمال العمل في المحطة.

الا ان محمد سعيدي نائب مدير وكالة الطاقة الذرية الايرانية اكد ان "ايران لم تتاخر في اي دفعات متعلقة بمحطة بوشهر" حسب وكالة الانباء الايرانية.

واضاف "حتى الان تم دفع المبالغ حسب الجدول الزمني المتفق عليه".

وقال ان مشكلة التمويل "تتعلق بالمقاول الروسي وليس بالجانب الايراني" مضيفا ان ايران ستتوصل الى حل لهذه المسالة خلال الايام المقبلة.

وكانت روسيا ابرمت اتفاقا مع ايران لاقامة محطة بوشهر في 1995 غير ان تنفيذ المشروع تأخر بسبب ضغوط واشنطن التي تشتبه في رغبة طهران في حيازة سلاح نووي.

وقال سعيدي "ان بناء المنشات في محطة الطاقة يشهد تقدماً جيداً والمقاول الروسي يسعى جاهداً ليكتمل العمل في الموعد المحدد".

وبحسب الجدول المحدد في 2006 من قبل روسيا وايران فان محطة بوشهر يفترض ان يبدأ العمل فيها في ايلول/سبتمبر 2007.

من ناحيتها قالت صحيفة »نيزافيسيمايا غازيتا« ان روسيا تجد ذريعة لايقاف العمل في تشييد المحطة النووية في ايران مشيرة الى ان موسكو قبل يومين من انتهاء المهلة التي منحها مجلس الأمن الدولي لايران لتعليق برنامجها النووي اعطت اشارة الى أنها قد تؤجل توريد الوقود النووي المطلوب لتشغيل محطة »بوشهر« النووية لتوليد الكهرباء الجاري العمل في تشييدها في ايران بسبب المصاعب المتعلقة بتمويل المشروع.

وذلك لأن ايران أوقفت التعامل بالعملة الأمريكية وتحولت للتعامل بعملة اليورو الأوروبية وحدها في حين »لا نستطيع التحول للتعامل بعملة أخرى دون توقيع اتفاقية اضافية« وفقا لما قالته المتحدثة باسم شركة »اتوم ستروي اكسبورت« الروسية التي تقوم بأعمال بناء محطة بوشهر.

وقال مصدر قريب الصلة من المحادثات الروسية الايرانية ان الجانب الروسي اقترح في سبتمبر الماضي أن تحول ايران جميع الطلبات على المعدات المطلوبة لاكمال بناء محطة بوشهر الى روسيا ولكن الجانب الايراني وعد بتسوية مشكلة الاسراع في استيراد المعدات الضرورية بشكل انفرادي.

ويرى المصدر أن ايران يمكن أن ترفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال فرض مجموعة أخرى من العقوبات على طهران من قبل مجلس الامن الدولي.

وفي هذه الحالة لا يمكن لروسيا أن تستمر في تشييد محطة بوشهر ولم تستبعد الصحيفة دعم موسكو لواشنطن في مسألة تشديد العقوبات ضد ايران في المرحلة القادمة.

وحاول رئيس ادارة اتومستروياكسبورت لبناء المحطة في ايران فلاديمير بافلوف التقليل من حدة لهجة موسكو بالاشارة الى ان بوشهر اهم مشروع في التعاون بين روسيا وايران لذلك فانه لم تجر مناقشة موضوع تجميده او وقف اعمال بناء المحطة. منوها بانه تم في غضون الـ 6 اشهر الماضية استكمال عدد من المراحل في بناء المحطة.

واكد بافلوف في نفس الوقت عدم ايفاء ايران بالتزاماتها المالية منذ منتصف (يناير) 2007 الامر الذي ينعكس سلبا على وتائر العمل التي تصاعدت منذ (نوفمبر) الماضي. لذلك فان الجانب الروسي ينتظر على حد قوله، الوفد الايراني بفارغ الصبر الذي سيحمل مقترحات طهران لتسوية هذا الوضع المعقد.

وقال ان هذه القضية والعجز المالي لبناء المحطة يتطلبان مناقشة عاجلة وتبني قرارات ملموسة بصورة عاجلة وكلفت الوكالة الفيدرالية باعداد تقرير عن سير بناء محطة بوشهر وآفاقه في ضوء الصعوبات المالية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس1 آذار/2007 -11/صفر/1428