وسط الاهمال الحكومي.. فتيات جنوب لبنان يتصدين لإزالة الألغام الاسرائيلية

 شبكة النبأ: رغم المعاناة النفسية والأقتصادية التي خلفها الإعتداء الاسرائيلي على جنوب لبنان في تموز من العام الماضي لم تنتبه الحكومة حتى الان إلى خطر محدق قتل العشرات من أبناء جنوب لبنان وأصاب المئات منهم، الخطر هو القنابل العنقودية الغير منفلقة التي لا تزال موجودة على الارض هناك رغم مرور أشهر على نهاية العدوان الاسرائيلي، مما حدا بالعديد من أبناء وبنات الجنوب لترك اعمالهم والتطوع في رفع هذه القنابل ومعالجتها بمساعدة منظمات إنسانية دولية تعمل على تدريبهم ومساعدتهم في هذا العمل الخطر.

ولم تعد مهمة إزالة الالغام قاصرة على الرجال فحسب بعد أن انضمت سبع فتيات إلى فريق يعمل على إزالة بعض من نحو مليون قنبلة عنقودية مبعثرة في أنحاء الجنوب اللبناني من مخلفات الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز 2006 حسب تقرير نقلته(د ب ا)، وتم اختيار الفتيات السبع من بين 30 فتاة تقدمن للعمل في هذا المجال من قبل فريق سويدي يعمل حاليا في مجال نزع القنابل العنقودية في جنوب لبنان.

وترك بعض هؤلاء الفتيات اللبنانيات أعمالهن السابقة للالتحاق بالفرق الأجنبية التي تساعد على إزالة الالغام من المناطق الواقعة في أنحاء الجنوب اللبناني.

وتقول رحيل كوراني (37 عاما) لوكالة الانباء الالمانية «تركت عملي كممرضة في أحد مستشفيات صور وقررت أن أبدأ المساعدة في تطهير أرضي من القنابل العنقودية. قررت أن أقوم بهذا العمل الجديد بعد أن رأيت معاناة ضحايا تلك القنابل داخل المستشفى».

 وعثر عاملون تابعون للأمم المتحدة وهيئات منبثقة عنها حتى الان على نحو 100 ألف قنبلة منذ أغسطس الماضي.

وأشارت تقارير إلى أن هناك 1.2 مليون قنبلة عنقودية في أنحاء جنوب لبنان كنتيجة للحرب واسعة النطاق التي شنتها إسرائيل على لبنان وبدأت في 12 يوليو الماضي.

وشنت إسرائيل هجوما بريا وبحريا وجويا على لبنان بعد أن اختطف حزب الله اللبناني جنديين إسرائيليين خلال هجوم عبر الحدود بين الجانبين.وانتهت الحرب في منتصف أغسطس بقرار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية الامم المتحدة.

وتتكون القنبلة العنقودية من عبوة تحتوي مئات القنابل الصغيرة وتفتح هذه العبوة قبل سقوطها على الارض لتنتشر القنابل الصغيرة على مساحة واسعة من الارض.

وصممت القنابل العنقودية للاستخدام ضد تشكيلات عسكرية ويمكنها أن تمحو سريعا المقاتلين الموجودين على ساحة حرب إلا أن القنابل الصغيرة لا تنفجر في حينها وتصبح ألغاما تقتل مدنيين أبرياء بعد سنوات.

ومنذ إنتهاء الحرب في لبنان قتل 30 شخصا حتى الان وأصيب أكثر من 186 آخرين جراء انفجار قنابل عنقودية في مناطق متفرقة في جنوب لبنان.

وتقول هناء كيراني (24 عاما) «رؤية الناس وهم يموتون يوميا أو يعانون من جروح جعلتني أقرر أن ألتحق بفريق العاملين في إزالة الالغام.. إنها مهمة خطيرة لكن ينبغي علينا أن نطهر حقولنا وأرضنا من مثل تلك المعدات الحربية. الله سيحمينا».

ومعظم الفتيات اللواتي انضممن حديثاً إلى فريق إزالة الالغام من المسلمات الشيعة ويقطن جنوب لبنان.

أما زينب مهنا (20 عاما) وهي أصغر الفتيات السبع سنا فتقول «إنها مهنة تنقذ فيها الأشخاص ولاسيما الأطفال من الموت أو فقد أطرافهم».

وتلقت الفتيات السبع تدريباً من جانب فريق سويدي يعمل حالياً في إزالة الالغام من الحقول في جنوب لبنان.

وقال الخبير السويدي في المتفجرات روبرت إريكسون الذي يشرف على عمل الفتيات لوكالة الأنباء الألمانية إن «الفتيات قمن بمسح لثلاثة حقول ألغام وقنابل عنقودية وهناك الآن 14 شخصا من بينهم الفتيات السبع يتولون تلك المهمة».

وأضاف أن «مهمة الفتيات الرئيسية هي تحديد موقع القنابل العنقودية أو حقول الالغام من خلال مجسات الالغام ويأتي بعد ذلك مزيلو الالغام المحترفون التابعون لنا ليفككوها».

وأردف قائلا: «الفتيات جزء من الشعب اللبناني والفكرة هي أن يتم إشراك المرأة اللبنانية في مثل هذه المهمة كما فعلنا من قبل في العراق وموريتانيا». وكانت داليا فران المتحدثة باسم الامم المتحدة في جنوب لبنان أعلنت أنه تم تحديد 841 موقعا يوجد بهم إما ألغام أو قنابل عنقودية كثير منها غير منفلقة.

وتغطي المساحة الموجود بها متفجرات نحو 34 مليون متر مربع لم يتم تطهير سوى 10 بالمئة فقط منها حتى الآن.

ودفعت مشكلة القنابل العنقودية في لبنان إلى عقد اجتماع يومي الخميس والجمعة الماضيين في العاصمة النرويجية أوسلو شارك فيه عشرات الدول بغية الدفع باتجاه حظر القنابل العنقودية.وتركزت المباحثات حول التوصل إلى اتفاق بشأن خطة «لحظر الذخائر العنقودية التي لها عواقب إنسانية غير مقبولة» بحلول عام 2008.

ويرى منتقدو الذخائر العنقودية أن تلك الاسلحة تسبب مخاطرة غير مقبولة بالنسبة للمدنيين. وكان تقرير صدر مؤخرا عن منظمة «هانديكاب إنترناشيونال» أشار إلى أن %98 من ضحايا الذخائر العنقودية من غير المقاتلين.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 28 شباط/2007 -11/صفر/1428