الأقليات في العراق مهددة بالاختفاء وسط استمرار مأساة النزوح الصامت للاكثرية

شبكة النبأ: يستمر ما أطلق عليه مؤخراً بالنزوح الصامت في داخل العراق الى المناطق الأكثر أمنا، والهجرة الى الخارج طلباً للجوء الانساني في موجة نزوح لم تشهدها ألمنطقة منذ عقود، وتأمل الحكومة العراقية في أن يضع المؤتمر الدولي المقرر اقامته في جنيف الشهر المقبل حلولاً وإن كانت جزئية لمشاكل وتبعات هذه المأساة الإنسانية في داخل العراق وخارجه وسط إنتظار سوريا والأردن لمساعدات يجب أن يقدمها المجتمع الدولي لتخفيف وطئة ملايين العراقيين اللاجئين في هاتين الدولتين. ومع معاناة الأقليات العرقية من الإرهاب الذي لم يستثني مسجداً أو كنيسة تبقى الاكثرية الشيعية في العراق تعاني من كثرة حجم الضحايا جراء استهدافهم من تنظيم القاعدة والمتحالفين معه بعد إعلان هؤلاء الحرب المفتوحة على شيعة العراق واستهدافهم في الأسواق والأماكن العامة بالسيارات المفخخة لأجل أيقاع أكبر قدر من الضحايا بينهم.

ورحبت سوريا التي تستضيف معظم اللاجئين العراقيين بدعوة المفوضية العليا التابعة للامم ألمتحدة لعقد مؤتمر دولي لبحث موضوع اللاجئين العراقيين ألنازحين في ألداخل واللاجئين في دول ألجوار في جنيف منتصف أبريل المقبل حيث تستوعب سوريا ما يقارب من مليون و200 ألف عراقي حالياً.

جاء ذلك خلال لقاء أجراه مندوب سوريا الدائم بشار الجعفري مع الأمين العام ألمساعد أشا روز ميغيرو وتحدث ألجعفري عن مسألة اللاجئين العراقيين المتواجدين في بلاده وأولئك ألمتواجدين على الحدود.

وقال الجعفري للصحافيين بعد الإجتماع ان الأمم المتحدة متعاطفة مع الموقف السوري لاننا نشعر إننا ندفع بطريقة ما فاتورة فشل السياسات الامريكية البريطانية في العراق بعد أن أستقبلت بلاده نحو 2ر1 مليون لاجئ عراقي.

وأعتبر الجعفري ان تلك الأعداد من اللاجئين تشكل عبئا ضخماً على سوريا من ألنواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مضيفاً ان الإحتلال في العراق تكبد حتى الآن 600 مليار دولار في إشارة للأمول التي رصدتها الولايات المتحدة وبريطانيا هناك حتى الآن.

وتابع قائلاً إن على المجتمع الدولي معالجة هذه ألمشكلة بتوفير مساعدات الى الحكومة السورية حتى لا نكون الوحيدين الذين يتحملون عواقب فشلهم.

وأعرب عن امتنانه لعزم الأمم المتحدة عقد مؤتمر في جنيف في أبريل المقبل بهدف جمع مساعدات الى سوريا والأردن الذي يستضيف بدوره نحو 700 ألف لاجئ عراقي وذلك لمساعدتهما على أعالة الأعداد الضخمة من اللاجئين العراقيين لديهما.

وقال الجعفري انه كان قد أثار نفس المسألة عندما أجتمع الى الأمين العام بان كي مون الشهر الجاري .

هذا وكان المفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيريس قد قام بزيارة لسوريا الشهر الماضي بحث خلالها شوون اللاجئين العراقيين في سوريا وترتيب أجتماع منتظر في جنيف منتصف أبريل لدول الجوار التي تأوي لاجئين عرقيين وأهمها سوريا والأردن وليس مؤكد بعد ان كانت الولايات المتحدة ستشارك في هذا المؤتمر .

من جهة اخرى حذرت هيئة فكرية متخصصة تتخذ من لندن مقراً لها من أن أقليات عرقية ودينية في العراق تواجه مستويات غير مسبوقة من العنف ويمكن أن تتعرض قريبا للاختفاء إذا لم يتم الاعتراف بمشكلاتها فورا وألتعامل معها.

وقالت منظمة حقوق الأقليات إن مجتمعات راسخة في العراق مثل التركمان والمسيحيين، تتعرض لهجمات وعمليات اختطاف وتهديدات من جميع الأطراف.

وأضافت أن أماكن العبادة الخاصة بهذه الاقليات تتعرض أيضا للتدمير، ويكره بعض أبنائها على أعتناق الأسلام من خلال التهديد بالقتل أو الاغتصاب أو الأجبار على الزواج من قبل متشددين اسلاميين.

وأوضحت المنظمة أن الاقليات العراقية بحاجة إلى حماية فورية من قبل السلطات ودعم سخي من قبل المجتمع الدولي.

وأوصت المنظمة اللندنية في تقريرها الحكومة العراقية بتشجيع المشاركة السياسية للاقليات العرقية والدينية، ودعت المجتمع الدولي، وليس فقط دول الشرق الاوسط المجاورة، إلى المشاركة في تحمل عبء اللاجئين.

وأعلنت الامم المتحدة ان العنف في العراق ادى الى اكبر موجة نزوح في الشرق الاوسط منذ موجة نزوح الفلسطينيين اثناء انشاء اسرائيل عام 1948.

وقالت المنظمة الدولية ان واحدا من كل ثمانية عراقيين نزحوا عن ديارهم، مشيرة الى ان نصف مليون شخص تركوا منازلهم خلال الاشهر الستة الاخيرة فقط.

وبشكل عام، يعتقد ان مليوني شخص غادروا البلاد في حين نزح 1.7 مليون شخص داخل العراق.

وناشدت الامم المتحدة المجتمع الدولي التبرع بـ 60 مليون دولار كمساعدات طارئة للتعامل مع الوضع.

واوضحت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان النازحين يرزحون تحت وطأة الفقر في حين تعاني المناطق التي تستضيفهم من ضغوط شديدة.

وأضافت ان ثمة مزيدا من الادلة على ان نساء عراقيات يجبرن على ممارسة الدعارة في حين تتفاقم مشكلات عمالة الأطفال.

وكانت المفوضية قالت الصيف الماضي إن آلاف العراقيين يغادرون بلادهم يوميا مشيرة الى إن عدد العراقيين الذين يطلبون حق اللجوء في الغرب يتزايد باضطراد.

وقال رون ريدموند الناطق باسم ألمفوضية إن العاملين في مفوضية اللاجئين المكلفين بمراقبة الحدود العراقية السورية يقولون إن ألفي شخص يجتازونها من العراق يوميا اي بمعدل 40 ألف شهريا.

كما يتصاعد باستمرار عدد العراقيين الذين ينزحون عن مناطق سكناهم قاصدين اماكن اكثر امانا داخل العراق.

ويقول ريدموند إن عدد هؤلاء يزداد بواقع 50 ألفا في الشهر تقريبا.

يذكر ان الغالبية العظمى من العراقيين الذين يهربون الى سوريا والاردن لم يسجلوا اسماءهم لدى مفوضية اللاجئين - ولذلك تصف المفوضية النزوح العراقي بالنزوح الصامت.

وتقول المفوضية إنه اضافة الى سوريا والاردن، فإن عشرات الالوف من العراقيين يتوجهون ايضا الى تركيا ولبنان ومصر ودول الخليج واوروبا.

وتشير الاحصاءات الخاصة بالاشهر الستة الاولى من العام الحالي الى ان العراقيين شكلوا اكبر مجموعة من طالبي اللجوء في اوروبا، بينما ارتفع عدد العراقيين الذين يطلبون حق اللجوء في الدول الصناعية المتقدمة بنسبة 50 في المئة عما كان عليه في العام الماضي.

وتقول مفوضية اللاجئين إنها أضطرت الى تغيير مهمتها من مساعدة العراقيين على العودة الى بلادهم الى مساعدة أولئك الذين يهربون من الأوضاع غير الآمنة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 28 شباط/2007 -11/صفر/1428