
الكتاب: تمرّد الجماهير
تأليف: خوسه أورتغا أي غاسيت
ترجمة: إبراهيم علي أشقر
منشورات وزارة الثقافة/ سوريا
تمرّد الجماهير أكثر أعمال أورتغا إي غاسيّت شهرة. وهو بانتشاره في
ترجمات إلى كل لغة ذات ثقافة، شمل منطقة العالم الغربي وتجاوزها.
وموضوعه، كما كتب مؤلّفه عام 1929، يتناول: (أهم واقعة في عصرنا)
وهذه الواقعة جليّة وثورية: (أنها وصول الجماهير إلى سدة السلطة
الاجتماعية). وكانت شهرة الكتاب وانتشاره بالغين حتى تحوّل إلى أهمّ
كواشف عصرنا.
وإن إعادة طبع النصّ في ترجماته المختلفة برهان على أن صفحاته
تستجيب لاهتمامات تمسّ الأجيال، وعلى أن نفوذ أفكاره يمكن أن يوجه
المستقبل. وهذه الشهرة حملت ذكر أورتغا على أن يتلقى أعظم جزاء، ألا
وهو تحوّل أفكاره إلى أفكار عامة مطروقة، لكنها جعلته يعاني في آن واحد
مخاطر ينطوي عليها هذا التحوّل، وقادت إلى أن يُفهم فهماً غير دقيق، بل
حتى إلى أن يُعدّل ويبدل جذرياً؛ كفكرة (الجمهور) مثلاً ومدى تمرّده
التاريخي.
ولئن كان أورتغا يستبق فيحذر من ذلك في صفحات كتابه الأولى، فإن
السياسة التي هي منظور سطحي دائماً أعاقت فهم أفكاره فهماً صحيحاً. وإن
تمرد الجماهير هو أكثر وقائع القرن العشرين إيجابية، لكن قوته غير
المسبوقة قد جلبت في آن واحد وبالقوة، مخاطر هامة وجديدة جداً.
وإن تحقق توقعات أورتغا حالياً – وهي توقعات تعود إلى نصف قرن –
يمكن أن تساهم في أن يقرأ الكتاب اليوم بإمعان أكبر، وأن ينتفع بصفحاته
لفهم اللحظة التاريخية التي نعيشها.
ولا ينسَ القارئ أن الكاتب ليس سياسياً، ولا عالم اجتماع، بل
فيلسوف، وإن جوهر الكتاب حسبما يلاحظ أورتغا في خاتمته، وإن جاءت إضافة
إليه، منبث في ثنايا صفحاته كلها ويقوم على (مذهب حول الحياة البشرية).
خوسه أورتغا إي غاسيت
ولد في عام 1883 في مدريد لأسرة تعمل في الصحافة، وحصل على الإجازة
في الفلسفة عام 1902، ثم على الدكتوراه عام 1904، برسالة عنوانها
(مخاوف السنة الألفية: نقد أسطورة).
ورحل بعد ذلك إلى ألمانيا، وحضر هناك المحاضرات التي كانت تُلقى في
جامعة ليبتسك وبرلين ومايربورغ حتى عام 1907. فدرس هناك على دلتاي
ودريش (صاحبي الفلسفة الحيوية)، وعلى هرمان كوهن وإرنست كاسيرر،
وناتورب ممثلي النزعة الكانطية الجديدة. ولما عاد إلى وطنه شغل كرسي ما
بعد الطبيعة في جامعة مدريد حتى عام 1936.
وأسس في عام 1915 مجلة (إسبانيا) ثم مجلة الغرب Revista de
Occidente. وكانت أثمن مجلة أدبية وفكرية عرفتها إسبانيا، ومن خير
المجلات الأدبية والثقافية في العالم.
دخل ميدان السياسة في عهد ديكتاتورية بريمودي ريبيرا 1923 – 1930،
مكافحاً هذه الديكتاتورية داعياً في مجلته إلى الحريات الديمقراطية
وعودة الحياة النيابية، وإقامة الجمهورية، ولما سقطت الديكتاتورية
وأعلنت الجمهورية عام 1931 أسس جمعية العمل السياسي تحت اسم (في خدمة
الجمهورية) وانتخب نائباً في الجمعية التأسيسية. لكنه سرعان ما خاب
أمله في الجمهورية وما رجاه منها، ثم أصبح على غير وفاق مع أصحاب
السلطة الناشئة فيها.
ولما قامت الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1936 غادر البلد وراح يتجول
في فرنسا وهولندا والبرتغال والأرجنتين حتى عام 1945، فعاد إلى إسبانيا
التي ظل ينتقل بينها وبين البرتغال وبعض الدول الأوروبية حتى وفاته
1955.
من مؤلفاته: إسبانيا اللافقرية – تأملات الكيخوته – تمرّد الجماهير
– موضوع عصرنا – دراسات في الحب – دروس في الميتافيزيقا، الخ.. جُمعت
مقالاته في مجلدات سميت: المشاهد. وقد طُبع كثير من مؤلفاته بعد وفاته. |