تحسبا للحرب وتصاعد الترغيب والترهيب من امريكا ايران تتحول الى اليورو

 يبدو ان الخيارات آخذة بالتلاشي امام المتصارعين في امريكا وايران واخر الخلاصة التي تم الاتفاق عليها في الولايات المتحدة بهذا الشان هي ان اسوء ما يمكن حدوثه، ان تكون ايران قوة نووية، ويعني هذا ان المواجهة العسكرية اقل سوءا او خطرا على امريكا والقوى المتحالفة معها من ان تمتلك ايران القوة النووية، ويؤكد ذلك تصريح نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني من ان كل الخيارات موضوعة على الطاولة لمعالجة الملف النووي الايراني بما فيها الضربة الجوية الشاملة، وفي غضون ذلك تكثف الجمهورية الاسلامية من نشاطاتها الاقتصادية والعسكرية الوقائية ضد عقوبات دولية اخرى محتملة الصدور في الاسابيع القليلة القادمة.

وقال إبراهيم شيباني محافظ البنك المركزي الإيراني يوم الأربعاء إن الدولار أصبح يشكل أقل من 30 في المئة من الإحتياطيات الإيرانية وإن البلاد ستواصل تقليص حيازاتها من العملة الأمريكية إلى "الحد الادنى" اللازم للوفاء بمدفوعات مستحقة الى دول اخرى.

واضاف شيباني في مقابلة مع رويترز "ننأى (بأنفسنا) عن الدولار من أسبوع لأسبوع أو من شهر إلى شهر" مضيفا أن هذا رد "طبيعي جدا" على الضغوط الأمريكية بشأن برنامج ايران النووي.

وفرضت واشنطن عقوبات على بنكين إيرانيين كبيرين وثلاث شركات لحمل طهران على وقف نشاط يقول مسؤولون أمريكيون إنه يهدف لصنع قنابل ذرية وهو ما تنفيه طهران.

كما فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على إيران تحظر نقل التكنولوجيا أو المعرفة التقنية إلى برنامجها النووي، ومن المقرر ان تتخذ خطوات أخرى إذا ارتأى المجلس أن إيران تجاهلت مهلة تنتهي يوم الأربعاء من الاسبوع الفائت لتعليق الأنشطة النووية الحساسة.

وهون شيباني من العقوبات قائلا إنها "عراقيل صغيرة" لا أثر كبير لها وقال إن إيران رابع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم والتي تتمتع بايرادات وفيرة قادرة على تعويض أي تكاليف باستخدام احتياطياتها النقدية المتزايدة.

وقال شيباني إن الإحتياطيات الإيرانية الآن عند "أعلى مستوى... في تاريخنا" دون أن يذكر رقما اجماليا عدا القول بأنها تصل إلى "عشرات المليارات من الدولارات."

ولا يفصح البنك المركزي عن حجم حيازاته أو هيكلها الدقيق، لكن عندما سئل شيباني عن تقارير في الصحف الإيرانية ألمحت إلى أن حصة الدولار من الإحتياطيات 30 في المئة قال "أقل من ذلك."

وتتحسب الأسواق المالية لأي تحركات كبيرة للتحول عن الدولار من جانب أي بنك مركزي، والتحرك الذي طالما لوحت إيران به مستوعب جيدا في الأسعار منذ فترة لكن خطوة مؤكدة واسعة النطاق ستكون لها تداعياتها في أنحاء المنطقة.

واضاف شيباني إن جانبا من الإحتياطيات الأجنبية للبلاد هو صندوق الإستقرار النفطي يبلغ حجمه الآن 11 مليار دولار، وأوضح أن هذا هو "نفس الحجم" تقريبا قبل عام بسبب الإنفاق على مشروعات حكومية وتمويل الواردات.

ويقول خبراء اقتصاديون إن الصندوق المصمم بالأساس للإستخدام وقت الحاجة لا في فترات ارتفاع أسعار النفط كما هو الحال الآن يستخدم أيضا لتمويل الإنفاق الجاري للحكومة مما يؤدى الى زيادة التضخم.

من جهة اخرى أعلن ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي اليوم السبت إن السماح لايران بأن تصبح قوة نووية سيكون خطأ فادحا.

وقال تشيني ايضا خلال محادثات مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد إن الولايات المتحدة وحلفاءها يتبعون الدبلوماسية كمسار مفضل بشأن ايران ولكنه كرر تصريحات سابقة بأن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة."

واردف قائلا للصحفيين "نعتقد انه سيكون خطأ فادحا اذا اصبحت دولة مثل ايران قوة نووية."

وجاءت تصريحات تشيني بعد أن تجاهلت ايران طلبا من مجلس الامن الدولي بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يقول الغرب انه سيستخدم في صنع اسلحة نووية. وتقول ايران انها لا تسعى الا للاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وذكرت صحيفة (ويك اند استراليان) إن تشيني وافق على اقتراح السناتور الجمهوري الامريكي جون مكين بان الشيء الوحيد الذي سيكون أسوأ من حدوث مواجهة عسكرية مع ايران هو ان تصبح ايران مسلحة نوويا.

وقال تشيني في مقابلة مع الصحيفة انه لا يساوره شك في ان ايران تناضل من اجل تخصيب اليورانيوم الى الحد الذي يمكنها معه صنع اسلحة نووية.

وصرح هاوارد وهو احد اوثق حلفاء واشنطن في حرب العراق بانه يشعر بقلق من انه اذا انسحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها من العراق فان احد اخطر العواقب سيكون تعزيز نفوذ ايران.

واشتبك محتجون مناهضون للحرب مع الشرطة خلال زيارة تشيني.

وتعهدت استراليا بابقاء مجموعتها القتالية المؤلفة من 520 جنديا في جنوب العراق.

وشدد تشيني على اهمية بقاء القوات الامريكية في العراق لمنع"الارهابيين" من كسب قاعدة ينشرون منها العنف لشتى انحاء الشرق الاوسط والعالم.

من جهة ايران وبعد يوم من صدور تقرير الأمم المتحدة حول برنامج إيران النووي، اعتبر الرئيس محمود أحمدي نجاد أنّ أي تراجع "سيؤدي بالعدو إلى مطالبتنا بالمزيد."، حسب تقرير نقلته CNN.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن نجاد قوله إنّ بلاده "ستدافع عن برنامجها النووي حتى النهاية."

وأضاف أن الشعب "يقظ وسيدافع عن كل حقوقه حتى النهاية ولن يتراجع قيد أنملة."

وفي الأثناء، حذّر الرئيس الإيراني الأسبق حجة الإسلام أكبر هاشمي رفسنجاني الغرب من أنّ "الاستمرار في المطالبات سيخلق مشاكل عديدة للغرب نفسه والدول الإقليمية والعالم أجمع."

ومن جهته، نفى قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي وجود حالة طوارئ في البلاد، معتبرا الإيحاء بذلك بأنه أمر يبثه "الأعداء."

وأكد خامنئي أنه لا توجد أي حالة طوارئ في إيران، لأن اصطفاف "الأعداء أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستمر منذ ‪ 28عاما ولكن الشعب الإيراني العظيم والقوي انتصر على مدى كل هذه الأعوام، وسينتصر الآن أيضا."

وأشار خامنئي إلى تخوف "الأعداء" من نفوذ الثورة الإسلامية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، داعيا الإيرانيين إلى اليقظة، لأن "أهم سبل الأعداء هو خلق التفرقة السياسية في البلاد."

وأضاف خامنئي لدى استقباله أعضاء من مجلس خبراء القيادة "بعون الله تعالى سيواصل الشيعة والسنة في إيران بكل يقظة وفي منتهى الهدوء والتآزر التعايش إلى جانب بعضهم بعضا، إلا أن مآسي العراق تشير إلى مدى الأفكار البغيضة التي يحملها الأعداء الماكرون لخلق التفرقة في العالم الإسلامي، في الوقت الذي لا يمكن اعتبار من يرتكب مثل المآسي والمجازر بحق الشعب العراقي لا سنة ولا شيعة."

كلام خامنئي الذي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات وتعزيزات عسكرية، مع قدوم حاملة طائرات أمريكية، فيما أنهت طهران الأربعاء مناورة "اقتدار" التي استعرضت فيها ترسانتها العسكرية.

كما يتزامن في وقت صدر فيه تقرير عن الوكالة الدولية للطاقة الذرّية يشير إلى أن إيران رفضت تعليق تخصيب اليورانيوم وفقاً لمتطلبات مجلس الأمن الدولي، فيما يتوقع اجتماع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الاثنين في لندن لبحث مشروع قرار جديد بفرض عقوبات ضد الجمهورية الإسلامية.

وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي الخميس إن إيران رفضت تعليق تخصيب اليورانيوم وفقاً لمتطلبات مجلس الأمن الدولي.

وقال البرادعي في التقرير الذي قدمه لمجلس حكماء الوكالة إن "إيران لم تعلق عمليات التخصيب المتعلق بأنشطتها" وواصلت أنشطتها النووية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ويأتي تقرير الوكالة، التي يرأسها محمد البرادعي، حول ملف إيران النووي بعد انقضاء المهلة المعطاة لها لتعليق تخصيب اليورانيوم.

وعلى الصعيد ذاته، عبر رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علاء الدين بروجردي، عن اقتناعه أن الولايات المتحدة "لا تعتزم توجيه ضربه عسكرية لبلاده، لأنها تعرف جيداً قدرات طهران" ومدى الأذى الذي يمكن أن يلحق بمنطقة الخليج.

بروجردي الذي كان يتحدث للصحفيين في العاصمة الإسبانية مدريد قال: "نحن لا نريد بدء الحرب، والولايات المتحدة تعرف جيداً قدرات إيران، لهذا السبب فهي لن تلعب بالنار في منطقة شديدة الحساسية مثل الخليج."

وحذر المسؤول الإيراني من ارتكاب أي خطأ تجاه طهران التي "سترد بشكل قوي وشامل" رافضاً إعطاء أي توضيح حول طبيعة هذا الرد مكتفياً بالقول إن "الأمريكيين سيفهمون ما أعنيه."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 25 شباط/2007 -8/صفر/1428