فتاوى التكفيرالسعودية مستمرة بدعم الارهاب وتدعو الى هدم المراقد المقدسة

 أثر مرور  سنة على العمل الاجرامي لتهديم قبة الامامين العسكريين (ع) قام  رجل الدين السعودي (ابن جبرين) باصدار فتوى جديدة تتوافق مع الحدث، يؤكد فيها على  وجوب تهديم الابنية وازالة الاثار الاسلامية حيث يؤكد من خلال فتواه الجديدة على شرعية ماقامت بها منظمة القاعدة التكفيرية لتهديم مرقد العسكريين (ع) ، حيث في حينها اصدرت بيان فيها يمجد عمل تهديم مرقد العسكريين (ع)  عندما اعتبرته تدميرا لصنم الرافضة.

وجاءت فتوى (ابن جبرين) في كلمته الاسبوعية التي نشرها  في موقعه الخاص،  وذلك بتاريخ 7-2-2007 حيث ذكر (فالواجب هدم تلك الأبنية، حيث يقر أهلها بأن البناء محرم، ولا يسوغ بقاء الناحية الفنية والجمالية في البناء، ولا أنها تراث إسلامي وعمارة إسلامية،  وأما وصفها بأنها عمارة إسلامية فليس بصحيح، وإن كانت في بلاد المسلمين، ولا تسمى تراثاً إسلامياً، فإن الشرع لا يقرها، والإسلام يأمر بإزالتها، وأما تدريسها بعد إزالتها فلا مانع من ذلك، ويكون على وجه التحذير منها، فيكون تدريسها يشتمل على ذكر صفتها قبل هدمها وزمان بنائها، وكذلك سبب هدمها وإزالتها، ليكون الطلاب على معرفة بتأريخها ولسبب المنع من بقائه).

هذا وبعد ان اصدر (ابن جبرين) فتواه التكفيرية بمناسبة سنوية  تدمير مرقد العسكريين (ع)،  قامت المنظمات التكفيرية بتدمير مرقد الامام عبد الله بن موسى الكاظم (ع) ، حيث ذكرت مصادر في الشرطة في يوم 16-2-07 انه قام ارهابيون بتسوية مزار للامام عبدالله بن موسى الكاظم وهو نجل الامام السابع عند الشيعة ومقابر مجاورة له بالارض بالجرافات كما سويت ايضا حسينية الكوثر القريبة من المزار الشيعي .

ويذكر ان المسؤول الاعلامي للوقف الشيعي د. صلاح عبد الرزاق افاد في تصريح لفضائية العالم( بمناسبة الذكرى الاليمة لتهديم مرقد العسكريين (ع)) : ان المنظمات التكفيرية قامت بتدمير اكثر 56 مرقد من مراقد اهل البيت (ع) وهدم 78 حسينية، وان 70 % من دور العبادة في جميع انحاء العراق تم تدميرها من قبل المنظمات التكفيرية التي تستمد اعمالها الاجرامية من خلال فتاوى علماء الفكر التكفيري في السعودية حيث يعتبر (ابن جبرين ) من ابرزهم  واحد الرموز الفكرية المهمة للمنظمات الارهابية التكفيرية التي تعبث في ارض العراق دمارا وفسادا وتهلك الحرث والنسل من خلال عمليات انتحارية وسيارات مفخخة.

هذا وكان عبد الله بن جبرين قد اصدر بيانا بياناً هاجم به شيعة العراق هجوماً عنيفاً، ووصفهم بالمشركين حتى وإن نطقوا الشهادتين، ودعا في بيانه الى نصرة السنة في العراق، متهماً الشيعة بأنهم يريدون إخلاء العراق منهم.

وقال بن جبرين (عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية) البعض يقولون "أن الرافضة مسلمون؛ لأنهم يتلفظون بالشهادتين، ويصلون ويصومون ويحجون، ونحو ذلك"، مبيناً بالقول: "إن الرافضة مشركون.

وعدد ابن جبرين في بيانه الأسباب التي تجعلهم مشركين، كما تبرأ من الروافض وما يفعلونه، قائلاً: " وعلى ما ذكرنا من أفعالهم فإننا نبرأ إلى الله من أعمالهم الشنيعة، وننكر ونشجب ما يصدر منهم من إيقاعهم بالمسلمين في العراق وغيره، ونعرف بذلك عداوة الرافضة في كل بلد وكل زمان لأهل السنة والجماعة.

وحمل المحلل السياسي والاعلامي العراقي ازهر الخفاجي المسؤولية في عودة التفجيرات للعراق وفي العاصمة بغداد وبهذه الشدة وبروزهذه التطورات الامنية الخطيرة مرة اخرى وبهذا الشكل المروع ، الى تاثير الفتاوى التكفيرية التي صدرت خلال الشهور الثلاثة الاخيرة ضد الشيعة في العراق وقال في تصريح صحفي له بهذا الشان للوكالة العربية للاخبار:

" الان وبعد تفجير سوق الصدرية وتفجيرات الحلة،  بتنا نلحظ اثار الفتاوى العلنية التي صدرت في السعودية في  تكفير الشيعة ، والتي اصدرتها مجموعة ماتعرف بثمانية وثلاثين عالما وهابيا قبل ثلاثة شهور والتي دعت شباب المنطقة وكافة الشباب السني لدخول العراق والدفاع عن سنة العراق  لتعرضهم حسب مزاعمهم الى القتل والتهجير على يد الشيعة وحث مقلديهم واتباعهم على قتل الشيعة  !!  وبات المواطنون انفسهم ،يلمسون اثارفتاوى التكفير التي صدرت في السعودية اوالبيانات والخطب التي اطلقت في مؤتمر استانبول الذي حضره الضاري واعضاء من هيئة علماء السنة والدليمي بمشاركة شيوخ الوهابية مثل العودة، وناصر العمر من السعودية والنعيمي من قطر الذي اعد ورعى المؤتمر، وفتوى ابن جبرين الاخيرة، فكل  هذه الفتاوى والبيانات والمؤتمرات ساهمت في تاجيج مشاعر الحقدغير المبررة ضد شيعة العراق، ووفرت تلك الفتاوى والمؤتمرات والخطب المتشنجة، مناخات لتنظيمات ارهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة لاحتضان اعداد  كبيرة من الشباب السلفي الوهابي من السعودية ومن دول الخليج واليمن وشمال افريقيا، والعمل على تصديرهم الى العراق وتقسيمهم بين الانضمام لتجمعاتهم الكبيرة في الانبار وديالى والتي تشكل قوام جيش متكامل، او دفعهم لتنفيذ عملياتهم الارهابية في بغداد ومدن اخرى كما حدث في انفجار الحلة وانفجار سوق الصدرية، وعمليات كان معدا لها التنفيذ في ايام عاشوراء ولكن تم احباطها قبل التنفيذ واعتقال من كان ينوي دخول كربلاء لتفجير مواكب العزاء ".

وحمل الخفاجي، السلطات السعودية مسؤولية اقدام مجموعة من علمائهم على اصدار فتاوى لتكفير الشيعة والحث على قتلهم وابادتهم، دون محاسبتهم او الاعتراض عليهم.

واضاف" السلطات السعودية تتحمل مسؤولية  هذا التحشيد ضد الشيعة والصادر بفعل فتاوى علمائهم والذي تجاوز الطعن في معتقدات الشيعة الى الدعوة لقتلهم واعتبار ذلك من القربات الى الله !! ان الشعب العراقي يعتبر هذا الصمت من السلطات السعودية على هذه الفتاوى بمثابة رضى بها وتشجيعا للاخرين على اصدار مثيلاتها ، لانها  - اي السلطات السعودية - لو كانت قد اقدمت على محاسبة الموقعين على بيان الفتنة والذي ختم عليه وسجل فيه امضاءه 38 عالما وهابيا في السعودية بعد زيارة حارث الضاري للسعودية ولقائه ببعض هؤلاء العلماء وتحريضهم ضد شيعة العراق، لما تجرأ بعضهم لحضور مؤتمر استانبول ليزيد في التحريض والتكفير ،ولما تجرأ الشيخ عبد الله بن جبرين على الانضمام لاقرانه على اطلاق فتواه الاخيرة ."

 واضاف ازهر الخفاجي: " ان السعودية بين خيارين ، اما ان تقدم على الرد الفوري والعاجل على هذه الفتاوى وتعالج اثاره، افتاءا واعلاما، بل  بمزيد من المواقف السياسية الواضحة ضد هذ التشنج والتعصب الطائفي، او انها ترضى بخسارة نهائية لعلاقة مع شعب عريق كالشعب العراقي وخاصة شيعة العراق الذين صبروا حتى الان على هذا الظلم الواقع عليهم  والصادر من السعودية، ولم يحاولوا الاساءة للمملكة العربية السعودية، والتزموا الصبر ولم يخطوا اية خطوات معادية تجاهها حتى، لااعلاميا ولاسياسيا، بل ان شيعة العراق وهم يشكلون اغلبية الشعب العراقي، وفي مقدمتهم، مراجعهم وعلماؤهم، التزموا بهذا النهج وانصع دليل على ذلك  الان، هو الفتوى الاخيرة لسماحة المرجع السيستاني التي عضت على  الجراح وتحاملت على لغة التكفير والموت واوصت بالمزيد من الحب والتلاحم بين مختلف الطوائف الاسلامية، نعم ان شيعة العراق  كانوا يتوقعون من السلطات ا لسعودية ان تبدأ بفتح صفحة جديدة من العلاقات معهم وذلك بمد جسور الحب والاحترام والتواصل معهم، لا ان تقوم باطلاق العنان لمتعصبين وطائفيين لتكفيرهم والتحشيد لقتالهم وذبح رجالهم ونسائهم وتدمير مساجدهم وحسينياتهم وممتلكاتهم. "

وختم الخفاجي تصريحه الصحفي للوكالة  العربية للاخبار ولشبكة الاخبار العالمية: " ان العراق يشهد مشروعا ارهابيا جديدا من نوعه يمتاز هذه المرة، بوجود تنسيق بين اكثر من طرف، بعدما كانت العمليات السابقة تتم بشكل مستقل تنفذه كل مجموعة دون التنسيق والتعاون مع غيرها ، واليوم بات التنسيق بين اتباع النظام البائد والتنظيمات السنية المتطرفة في العراق وبين تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في ابرز صوره، يزيد من مخاطره وجود دعم مالي  من مجموعات سلفية متطرفة في منطقة الخليج".

قالت صحيفة (كريستيان ساينس مونتور) إن من الملاحظ أن السعودية بدأت تعزز خطوط معركتها الطائفية في ظل الحرب الباردة بين الشيعة والسنة التي بدأت تنتشر عبر منطقة الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن صادق الجبران أحد سكان مدينة الهفوف بالسعودية قوله إنه تعود على الفتاوى السنية التي تؤكد أنه كافر. وقالت إن جبران مثله في ذلك مثل الأقلية الشيعية في السعودية عاش التمييز منذ نعومة أظفاره في الشارع والمكتب والمدرسة والمحكمة على يد مملكة يحكمها السنة.

ونقلت عن جبران قوله إن هناك فتاوى تحرض ضد الشيعة كالفتوى التي أصدرها الشيخ عبد الرحمن البراك يوم 29 من الشهر الماضي عندما قال إن "الرافضة (الشيعة) هم أسوأ طائفة في الأمة الإسلامية, ويتصفون بكل صفات الكفار".

وكان الشيخ السلفي عبد الرحمن البراك قد اصدر فتوى قبل عدة اشهر قال فيها بـ «كفر وشرك» عموم المسلمين الشيعة واصفا ذلك بأنه «هو الحكم العام لطائفتهم» وأن ذلك الحكم «بإجماع المسلمين».

وحذر البراك من التعامل مع الشيعة بالقول «يجب الحذر منهم، وعدم الاغترار بما يدعونه من الانتصار للإسلام» مضيفا القول بأن «خطرهم على المسلمين أعظم من خطر اليهود والنصارى.»

وفي اشارة ضمنية لرفضه جهود التقريب بين المذاهب قال البراك «مذهب أهل السنة ومذهب الشيعة ضدان لا يجتمعان.»

مضيفا «لا يمكن التقريب إلا على أساس التنازل عن أصول مذهب السنة أو بعضها أو السكوت عن باطل الرافضة وهذا مطلب لكل منحرف عن الصراط المستقيم.»

وتأتي فتوى البراك بعد أيام من صدور بيان شارك في توقيعه حض على نصرة أهل السنة في العراق ما اعتبر غطاء جديدا للمزيد من عمليات التجنيد للشباب السعودي باتجاه المشاركة في أعمال العنف في العراق.

هذا ولم تعلق الحكومة السعودية على البيان المذكور في وقت أشارت تقارير متضاربة لعزمها على دعم السُنة في العراق في حال انسحبت القوات الأمريكية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 21 شباط/2007 -3/صفر/1428