
الكتاب: قواعد الرقابة الذهنية
المؤلف: خوزيه سيلوا
ترجمة: د. إبراهيم الجعفري
الناشر: مؤسسة البلاغ/ لبنان/ ط1/ 2006
لقد تعهد الذهن الإنساني بمراقبة جميع الأشياء فينا وفيما حولنا،
سواء أكان الأمر يتعلق بالإدراك أو التصور أو التفكير والمعتقدات.
وبناءً على ذلك، وبشكل اتم وأشمل، فإن جميع الجوانب المعرفية للحركة
والأفعال الإنسانية تكمن في السيطرة الذهنية.
إن الوجود وجميع الموجودات في العالم تنعكس في أذهاننا، من خلال
تصوراتنا الذهنية، فإذا استطعنا، بما نمتلك من سيطرة ذهنية، أن نهيئ
القدرة على تغيير هذه التصورات، نجعل وقائع حياتنا قابلة للتغيير حسب
تصوراتنا الذهنية، ومتى استطعنا أن نسيطر على هذه التصورات أمكننا أن
نهيئ حياة مطابقة للمثل والمبادئ العليا التي نتمناها لتكون حياتنا
سعيدة هانئة.
هذا هو الهدف الذي قصده المؤلف من كتابه هذا، وقد استطاع بلغة سهلة
بسيطة شرح أهم الأسس والبنى الذهنية طبقاً لنظرية مبتكرة وبديعة باسم
(الديناميكية الذهنية لسيلوا).
لقد سعى جاهداً لشرح كيفية السيطرة ومراقبة هذه البُنى، وعرض مجموعة
من النماذج والأمثلة الواقعية لأفراد استفادوا من ديناميكية سيلوا
الذهنية هذه، وقد نجح هؤلاء الأفراد في إيجاد تغييرات جذرية في نظامهم
المعيشي بحثاً عن السعادة.
إن نظرية سيلوا تدرس اليوم في أكثر من مئة وخمس وسبعين دولة من دول
العالم، وهناك الملايين ممن استفادوا من هذه التقنية الذهنية، وجنوا
ثمراتها بنجاح، وصولاً إلى العادة المرجوة، إلا أن الدورات العملية
لنظرية الديناميكية الذهنية هذه لم تصل إلى بلادنا بعد، ولم تُدرس.
لذا، يمكننا بقراءة هذا الكتاب، القيام بالتمرينات المذكورة فيه، في
مجال توسيع العلاقات الإنسانية، والاستفادة منها في حل المشكلات
الأسرية، وتحسين الوضع الصحي والسلامة الجسدية العامة، وزيادة حب
الحياة وعشقها، والتركيز الذهني، والسيطرة على المشاعر والأحاسيس،
ومراقبة نمو الجسم ووزنه، ومنع تدخل الآخرين وسيطرتهم علينا، ومقاومة
ما يحدث من تغيرات في الحياة المعيشية لتبقى تسير نحو الأفضل. وبعبارة
أوسع وأشمل علينا أن نخطو خطوات أساسية وجذرية في مجال السيطرة أو
المراقبة الذهنية، لأن أساس ومبدأ الوقائع الحيوية في حياتنا هو الذهن
فينا.
كتب المؤلف في مقدمته:
إن بعض المشاعر والعواطف الحساسة كالغضب والخوف ذات آثار سلبية في
الجسد، وكثيراً ما تكون سيئة ومؤذية، وثمة أفكار مفيدة تقلل من هذه
الآثار السلبية وتخفف من أضرارها، كالتفكير بأمر جميل، أو مكان بهيج،
وجعله محور تركيزنا الذهني، الأمر الذي يطرد الأفكار والأحاسيس المخربة
الهدامة ويريح الجسد باعثاً فيه الإحساس بالراحة.
ويعتقد الأطباء أن هناك من الأفكار ما يستطيع أن يضعف جهاز السلامة
في الجسد، فيوقعه في المرض، كما أن بعض الحوادث لها تأثيرها الفعال في
شفائه وسلامته، وفي تأمين الحياة السعيدة لصاحبه.
وقد شرح خوزي سيلوا في هذا الكتاب كل ما تعلمه وجربه وحققه منذ عام
1944 في مسألة الجذور الجسدية للأمراض العصبية، وكشف أسرار هذا المرض،
ولسوف يطلع القارئ ، على أحوال بعض الأفراد الذين عانوا من هذا المرض
سنوات عديدة، وابتلوا به ابتلاءً شديداً، ثم استطاعوا، بالاستفادة من
قواهم الذهنية واتباع الأساليب المذكورة في هذا الكتاب، أن يعالجوا
أنفسهم.
وأهم ما في الأمر، أننا سنتعلم كيف نقي أنفسنا من الوقوع في هذه
الأمراض، ونواجه الحوادث المؤسفة في حياتنا، لنصل في نهاية المطاف إلى
حياة مليئة بالسعادة والصحة والسلامة، فثمة نعمتان قلما يدرك قيمتهما
الإنسان: الصحة والأمان.
هذا، ويمكننا أن نجلب السعادة لهؤلاء الذين نحبهم، والحياة الجميلة
الهانئة، فقد اثبت اتباع أسلوب السيطرة الذهنية منذ عام 1966 وتطبيق
نظرية خوزي سيلوا أنها قادرة على تطوير حياة الإنسان، وقد شكره
الكثيرون على عبقريته التي ابتدعت هذه النظرية وأوصلتهم إلى السعادة
المنشودة.
لقد آن الأوان لنبدأ الاستفادة من تقنيات نظريات سيلوا لنبلغ
السعادة المقرونة بالسلامة والاطمئنان.
الكتاب مقسم إلى عشرة فصول |