مراكز الابحاث تعلن قرب التوصل الى علاج المرض الفتاك انفلونزا الطيور

لا يكاد يمر يوم الا وتحدث حالات اصابة بامراض خطيرة وجديدة لم يالفها البشر من قبل، واحد هذه الامراض المستعصية الاحتواء بسبب ازدواج العدوى وانتقال المرض بين الحيوان والبشر على حد سواء هو انفلونزا الطيور الذي بدا في بعض دول اسيا والشرق الاوسط منذ عدة سنوات حتى وصل اوربا وسبب الموت لمئات من البشر فضلا عن الحاق اضرار فتاكة بثروات بالدواجن والطيور في انحاء العالم.

 الجديد في الامر هو التوصل الى علاج مضاد وفعال لهذا المرض، حيث قالت منظمة الصحة العالمية إن العالم اقترب بدرجة كبيرة من تطوير لقاح مضاد لوباء عالمي لانفلونزا الطيور لكنه مازال غير قادر على صنعه بالكميات التي تدعو اليها الحاجة.

ويسعى المصنعون في ثلاث مناطق على الاقل هي الولايات المتحدة واوروبا واستراليا الى الحصول على ترخيص من السلطات المنظمة ليتمكنوا من انتاج اللقاح لسلالتين من السلالات الخمس لانفلونزا الطيور التي قتلت افرادا من البشر.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان بعد اجتماع خبراء استمر يومين "للمرة الاولى أظهرت النتائج على نحو مقنع ان التطعيم بلقاحات انفلونزا الطيور التي تم تطويرها يمكن ان تجلب تحصينا واقيا."

وهذا الاجتماع هو الثالث في عامين فيما تتزعم منظمة الصحة التابعة للامم المتحدة حملة دولية للاستعداد لمكافحة تفجر وباء عالمي محتمل قد يؤدي الى وفاة ملايين البشر.

وقتل فيروس انفلونزا الطيور من سلالة (اتش5 ان1) 167 شخصا في انحاء العالم منذ عام 2003 معظمهم في اسيا، ويخشى خبراء الصحة العامة من ان يتحور الفيروس الى شكل يمكن ان ينتقل بسهولة بين البشر وربما يتسع ليصبح وباء عالميا.

وقال البروفسور الاسترالي ايان جاست الخبير في الكائنات الدقيقة الذي ترأس الجلسات الثلاث التي حضرتها شركات ايضا "ما تحقق غير عادي. ربما لم يسبق له مثيل. المزاج السائد تغير تماما."

وقال للصحفيين "منذ 15 شهرا مضت لم نكن حتى واثقين من اننا سنتمكن من صنع لقاح في أي اطار زمني."

وقال جاست انه رغم ان شركات الادوية تعمل على سلالتين فقط من السلالات القاتلة الا انه يفترض انه بمجرد اتقان العملية فانه يمكن تطبيقها على الفيروس اتش 5 ان1 .

وطورت شركة سي اس ال الاسترالية لقاحا يعطي حصانة قوية ضد الفيروس في الاشخاص البالغين من سن 18 عاما وحتى 65 عاما بينما قدمت شركة جلاكسو سميثكلاين المنافسة طلبا لتسجيل لقاحها في اوروبا بعد ان حققت معدل نجاح نسبته 80 في المئة في التجارب.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية الجمعة، وفاة الحالة البشرية رقم 13 حسب تقرير نشرته(سي ان ان)، نتيجة الإصابة بالسلالة القاتلة لفيروس H5N1، المسبب لمرض انفلونزا الطيور، فيما أعلنت عن إصابة طفل في الخامسة من عمره، ليرتفع عدد المصابين بالمرض في مصر إلى 22 حالة.

إلى ذلك، نقلت (رويترز) عن بيان لوزارة الصحة المصرية، قوله إن طفلاً في الخامسة من عمره، ثبتت إصابته بالسلالة القاتلة من الفيروس H5N1، مما يرفع عدد الذين انتقل إليهم المرض، إلى 22 حالة.

وكانت نتائج الفحوص المخبرية لأحدث الوفيات الناجمة عن أنفلونزا الطيور، قد أكدت إصابتها بالمرض، وفق ما ذكره مسؤول رفيع المستوى في منظمة الصحة العالمية لـCNN الأربعاء.

وأفادت مصادر طبية بأن المرأة أصيبت بالفيروس أثناء ملامستها لعدد من طيور البط والدجاج التي تملكها، وأنها بدأت تظهر أعراض المرض بعد هلاك عدد من الطيور الداجنة لديها بنحو 10 أيام.

كذلك أكد خبراء في منظمة الصحة العالمية، أن المرض أصبح متوطناً في مصر، خاصة وأنها تعتبر ممراً رئيسياً للطيور المهاجرة.

وحذر الخبراء من أنه من المتوقع ظهور بؤر جديدة للمرض، مع انخفاض درجات الحرارة هذا الشتاء.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" من أن فيروس H5N1 المسبب لمرض أنفلونزا الطيور، يمكنه أن ينتقل للإنسان عن طريق القطط، التي قد تصاب بالمرض نتيجة تناولها طيور مصابة بالفيروس.

وقال بيان للمنظمة الخميس، إنه يتعين إبعاد القطط عن المناطق المصابة بالفيروس، لأنها يمكن أن تلتقط الفيروص وتنشر المرض، مشددة على ضرورة إبقاء القطط داخل المنازل في مناطق المزارع المصابة.

وأعرب بيان المنظمة عن "القلق الشديد"، خوفاً من أن تصبح القطط عائلاً للفيروس، مما قد يمكنه من التمحور داخل القطط، وبعض الثدييات الأخرى، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتشار المرض بصورة وبائية بين البشر.

ووفقاً لبيانات سابقة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإنه تم بالفعل تسجيل عدة حالات، انتقل فيها الفيروس المسبب لمرض أنفلونزا الطيور، إلى عدد من القطط، في تايلاند والعراق وروسيا والاتحاد الأوروبي وتركيا.

وقال ألكسندر مولر مساعد المدير العام لمنظمة الفاو، إن القطط قد تلعب دور عوائل وسيطة في انتشار فيروس H5N1 بين الأجناس الحية الأخرى، وأضاف قائلاً: "نمو فيروس أنفلونزا الطيور في القطط، يمكن أن يساعده على التحور إلى نوع شديد العدوى قد يفجر وباء للأنفلونزا"، وفقاً لرويترز.

إلى ذلك، أعلنت وزارة وزارة الزراعة التركية الخميس، اكتشاف بؤرة جديدة لمرض أنفلونزا الطيور، في جنوب شرق البلاد، وهي نفس المنطقة التي شهدت وفاة أربعة أطفال نتيجة المرض قبل نحو عام.

ونقلتCNN التركية عن حاكم الإقليم قوله إنه لا توجد دلائل على انتشار المرض بين السكان، مضيفاً أنه تم فرض إجراءات الحجر الصحي على المنطقة التي ظهر فيها المرض، كما تم البدء في إعدام آلاف الطيور بالمنطقة.

وأعدمت تركيا ما يزيد على 1.3 مليون طائر العام الماضي، ضمن جهودها لوقف انتشار المرض.

وتسجل مصر أكبر معدل لحالات الوفاة بين البشر، نتيجة الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور، لدولة من خارج آسيا.

وتدرس إندونيسيا ومنظمة الصحة العالمية تبادل عينات فيروس إنفلونزا الطيور وكذلك البحوث والتجارب بشأن العقاقير المضادة له.

وجاء في بيان لوزارة الصحة الإندونيسية، في أعقاب اجتماع ضم الجمعة، وزيرة الصحة الإندونيسية سيتي فضيلة سوباري ومساعد المدير العام للمنظمة الدولية المكلف بشؤون متابعة الأوبئة ديفيد هيمان أنّ الطرفين ناقشا تبادل العينات بين المخبر الوطني الإندونيسي والمخبر التابع لمنظمة الصحة العالمية.

وعبرت إندونيسيا عن حاجة الدول النامية إلى الاستفادة من عملية تبادل العينات وكذلك أن تتمكن من الحصول على التلاقيح بأثمان مقبولة.

وعلى المستوى الآجل، تعمل إندونيسيا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على تطوير إنتاجها الوطني من اللقاح بواسطة نقل التكنولوجيا.وقالت الوزيرة إنّ تبادلا مسؤولا وحرا وسريعا لفيروسات الإنفلونزا مع المنظمة الدولية، يبدو أمرضروريا للصحة العمومية في مختلف أنحاء الأرض وأن بلادها ستستأنف عملية التبادل.

ومن جهتها، ستواصل منظمة الصحة العالمية التحادث والعمل مع وزارة الصحة الإندونيسية ودول أخرى من أجل التوصل إلى آليات يمكن أن تكفل توزيعا عادلا للتلاقيح المطورة أو تلك التي يتمّ إنتاجها اعتمادا على العينات.

وأكدت مصادر رسمية في العاصمة التايلاندية بانكوك الجمعة، أن السلالة القاتلة من فيروس H5N1، المسبب لمرض أنفلونزا الطيور، تفشت مرة أخرى في عدة أنحاء بوسط البلاد، فيما يعد ثالث بؤرة للمرض الفتاك يتم اكتشافها، منذ بداية العام الجاري.

وقالت إدارة الثروة الحيوانية في بانكوك إن فريق من الخبراء اكتشف ثالث تفشي لأنفلونزا الطيور هذا العام، فى مقاطعة "أنغسونغ" فى وسط تايلاند، وفقاً لما نقلت وكالة "ذا نيشن" التايلاندية للأنباء عن مسؤولي إدارة الثروة الحيوانية.

وسجلت تايلاند 25 حالة إصابة بشرية بفيروس أنفلونزا الطيور، توفي 17 شخصاً منهم، منذ بداية ظهور المرض بجنوب شرق آسيا.

ويذكر أن المرض انتقل إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بعد ظهوره للمرة الأولى في آسيا في أواخر العام 2003، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 159 شخصاً في العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ومعظم القتلى بهذا المرض أصيبوا بالعدوى من الطيور المريضة، غير أن منظمة الصحة العالمية تخشى أن يتطور الفيروس، ليصبح أسهل انتشاراً بين الجنس البشري، الأمر الذي ينذر بتحوله إلى وباء قاتل.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 20 شباط/2007 -2/صفر/1428