التكفيريون في ديالى يدمرون مزار وحسينية والاطباء يرحلون

 في تحد سافر من التنظيمات التكفيرية التي تنشط في مدن محافظة ديالى للخطة الامنية الجديدة وبنودها، قام التكفيريون في منطقة زاغنية (احدى ضواحي شمال بعقوبة) يوم الخميس بتسوية المزار الديني للامام عبد الله بن موسى الكاظم ( ع) المعروف بابي النجم ومقابر السادة المجاورة لها بالارض بوسيلة الشفلات ,كما تعرضت حسينية الكوثر القريبة منها الى عمل مماثل .

واشار مصدر موثوق ان كل من الارهابين( المطلوبين لعشائر المنطقة فضلا عن الشرطة والجيش ومتعددة الجنسية) روكان عدنان عطوان وابناء عبد الحجي الزهيري لاسيما الامير علي لطيف الزهيري ,كانوا يشرفون على عملية ازالة المزار والحسينية .

كما قام المجرم الارهابي علي لطيف الزهيري يوم الاحد الماضي بسلب العشرات من عناصر الشرطة والجيش وافراد حمايات المنشات من اسلحتهم وذخائرها ,مقابل الابقاء على حياتهم .

كما استشهد 8 واصيب 14 مواطنا في قرية الكصرين عصر الوم الخميس 15  اثر تعرضها ولليوم الثاني على التوالي الى قصف مركز بالهاونات والاسلحة المتوسطة. وقال مصدر امني مسؤول في مدينة الخالص (20 كم شمال بعقوبة )"ان مجاميع ارهابية متحصنة في قرية سكرنات في الهاشمية ويقودها امير تنظيم القاعدة فيها المجرم حردان الشبيب ومساعده عناد الاعور ,استهدفت القرية بسيل من قنابر الهاون مختلفة العيارات ,لاجبارهم على الرحيل من ديارهم ".

واشار المصدر الى ان 4 من المصابين هم من الاطفال و3 من النساء وقد تم نقلهم الى مستشفيات بغداد لتعذر نقلهم الى مستشفى بعقوبة التي باتت تحت سطوة الارهابيين تماما .

يشار في هذا الصدد ان قصفا مماثلا تعرضت له القرية يوم امس اسفر عن استشهاد 5 واصابة 15 بجروح مختلفة .

هذا وتعاني ديالى من فراغ طبي كبير بسبب الحالة الامنية، ففي وسط مدينة بعقوبة يوجد شارع يحمل اسم شارع الاطباء، وتوجد به العديد من اللافتات التي تحمل اسماء الاطباء من مختلف المجالات ، غير أنه عند الاحتياج لن تجد أيا منهم بسبب هجرة اغلب اصحاب المهن الطبية الى خارج القطر او الى مناطق امنة .

لقد أصبحت بعقوبة والاقضية التابعة لها اشبه بمدينة اشباح ... فالشوارع خالية والاسواق تبحث عمن هجرها.

يقول السيد جبار ابو عبدالله (60 عاما) لوكالة أنباء ( أصوات العراق)  " كانت بعقوبة مزارا، ويلجأ اليها اثناء الحروب في العهد السابق جميع اهالي بغداد والمحافظات التي كانت خطرا على اهلها، وكان في كل دار من بعقوبة واقضيتها يجلس اكثر من خمسة عوائل، وكنا فرحين في تلك الايام."

وأضاف " أنظر الان لقد هجر أغلب أهالي ديالى منازلهم والاطباء جزء منهم."

وقال " لي ابن تخرج من كلية الطب ولكنه ترك عيادته التي كان يعالج فيها كثير من اهالي بعقوبة وسافر إلى خارج القطر من اجل الحفاظ على سلامته وعائلته التي نخاف ان تكون صيدا للجماعات المسلحة التي تخطف من تشاء."

وقال " العديد من الاطباء والكوادر الطبية تركت العيادات الطبية وهجرتها الى غير رجعة بسبب تردي الاوضاع الامنية وأصبحت منطقة شارع الاطباء التى تعد المركز الطبي المهم في بعقوبة بلا اي طبيب او طبيبة او صاحب عيادة، وأصبح الشارع و المدينة مدينة أشباح بسبب هجرة اهل ديالى الى المحافظات الاخرى وكذلك الاطباء."

وقال " المرضى من اهل بعقوبة الباقون يقصدون مدينة كركوك او مدينة تكريت او اقضية خانقين وجلولاء حيث تشهد هذه المدن قدرا اكبر نسبيا من الاستقرار وان الاطباء ما زالوا يمارسون اعمالهم."

من جانبه قال السيد عزيزالجبوري(57 عاما) وهو كادر طبي سابق في صحة ديالى إن " مهنة الطب والطبيب هي مهنة انسانية اولا واخير، واستهداف الاطباء والكوادر الصحية في ديالى تسبب بهجرة اغلب الاطباء الى خارج القطر، والبعض لجأ لمحافظات اقليم كردستان بسبب أعمال القتل التي يتعرض لها الاطباء والكوادر الصحية في مستشفيات وعيادات محافظة ديالى."

واضاف " نجم عن تلك الهجرة اغلاق اغلب العيادات التابعة للاطباء، كما اغلقت الصيدليات وكافة العيادات واصحاب المهن الطبية واصبحت قفراء واشبة بمدينة اشباح."

ومن الواضح أن الاطباء ليسوا وحدهم من هجر المدينة ولكن اغلب اصحاب المهن والمتاجر واصبحوا يبحثون عن مناطق امينة للعيش فيها لهم ولذويهم وكل ذلك بسبب الانفلات الامني الذي تعيشه ديالى.

وقال السيد ذياب علي23 عاما - طالب جامعي" هجرة الاطباء امر كارثي على اهل ديالى وبسبب عدم توفر كوادر طبية في اغلب مستشفيات المدينة يلجأ اهالي بعقوبة الى المدن المجاورة من اجل الحصول على علاج طبي او ادوية لاصحاب الامراض المزمنة."

وأضاف " قد لا يستطيع البعض حتى مغادرة منزله بحثا عن طبيب في مدينة اخرى بسبب الاتفلات الامني في المدينة" مشيرا إلى أن هجرة العقول الطبية الى خارج القطر يعد أمرا في غاية الخطورة الى جانب هجرة اصحاب الدرجات العلمية من اساتذة الجامعة.

وأشار إلى أن صعوبة الحياة جعلت الجميع يفكر في ترك المدينة والهجرة والبحث عن مدينة اخرى او السفر خارج القطر لان الجماعات المسلحة باتت تسيطر على مناطق عديدة من بعقوبة والاقضية التابعة لها وبسبب تلك الجماعات اصبحت الاسواق مغلقة والتنقل بين منطقة واخري بات امري في غاية الصعوبة.

وأضاف بسبب كل هذه المشاكل رحل الاطباء والعديد من الخبرات الطبية عن ديالى واصبح اهلها يبحثون عمن يداوي جراحهم في المحافظات الاخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 18 شباط/2007 -1/صفر/1428