مقصلة الخطة الامنية وخطوات خطرة نحو الانهيار

 قال الرئيس الامريكي جورج بوش مساء يوم الاربعاء ان فشل القوات الامريكية في تحقيق الامن والاستقرار في العراق يعني انهيار الحكومة العراقية الحالية.

و أضاف بوش في مؤتمر صحفي عقدة في واشنطن اليوم "أمرت بمراجعة شاملة لاستراتيجيتنا في العراق واستمعت للكثير من الاصوات الرافضة والمؤيدة لها."

وقال" الا انني توصلت الى نتيجة نهائية مفادها لو تراجعنا في قدراتنا القتالية في العراق الان فأن ذلك سيؤدي الى عواقب وخيمة للحكومة العراقية والامريكية على حد سواء."

و أوضح "ان الحكومة العراقية ستنهار بالتالي ويسود العراق الفوضى والفساد."

وفي اشارة الى الخطة الامنية الجديدة التي اعلن عنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صباح اليوم اثناء زيارة قام بها الى محافظة كربلاء , أوضح بوش "على الرغم من الاعلان عن بدء خطة امن بغداد اليوم، الا انني اتوقع المزيد من العنف في العراق."

و أشار إلى" استمرار الحكومة الامريكية بتقديم مساعداتها المادية والمعنوية من اجل انجاح الحكومة العراقية المنتخبة التي اثبتت اعتمادها على نفسها من خلال اقرارها للميزانية الاتحادية لهذا العام (2007) والتي تقدر بـ(41 مليار دولار)."

وتابع بوش أن" المساعدة المهمة والاولى التي سنقدمها الى العراق هي المشاركة في تخفيف العنف الطائفي في البلد وان الفصائل بدأت تستعيد عافيتها بعد عقود من الطغيان."

و قال "تحدثت قبل فترة مع الجنرال بيتريوس بضرورة تمركز القوات الامريكية في الاماكن التي تم تطهيرها مؤخرا من الارهابيين في العراق."

وشكر بوش الحكومة العراقية لما تبذله من جهود للسماح بعدد كبير من المواطنين العاديين بدخول المجال السياسي والمشاركة فعليا فيه إضافة الى انتهاء الحكومة من وضع "لمساتها الاخيرة لقانون توزيع عائدات النفط العراقي."

و خلص بوش مؤتمره الصحفي إلى القول "سأرسل فرق اعمار مؤقتة الى العراق حتى يرى الشعب العراقي مدى حرص حكومته المنتخبة على تقديم ماهو افضل للعراقيين."

من جهتها ذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية الخميس ان كبار قادة جيش المهدي الذي يتزعمه الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر لجأوا الى ايران لتجنب استهدافهم خلال الخطة الامنية الاميركية الجديدة في بغداد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي عراقي طلبت عدم الكشف عن هويته ان قادة ميليشيا جيش المهدي عبروا الحدود لتجميع صفوفهم والتدرب مجددا.

ويأتي ذلك بعد يوم واحد من تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية ان مقتدى الصدر لجأ الى ايران قبل العملية الامنية التي تهدف الى احتواء العنف المذهبي وهي معلومات نفاها مؤيدوه.

واوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان الايرانيين "ابعدوا في الاسابيع الثلاثة الاخيرة من بغداد القادة العسكريين الكبار لجيش المهدي" موضحا انهم يهدفون بذلك الى "منع تفكيك البنية التحتية للميليشيا الشيعية".

واضاف ان "استراتيجيتهم تقضي بالتزام الهدوء حتى مرور العاصفة ثم يسمحون لهم بالعودة مجددا وملء الفراغ". وتابع ان "كل المؤشرات تدل على ان مقتدى موجود في ايران لكن هذا ليس النقطة المهمة".

واكد ان الايرانيين "وضعوا في حساباتهم ان العملية الامنية ستستمر لبعض الوقت وستلحق اضرارا جسيمة بالجهاديين السنة والمتمردين".

وتابع ان قادة جيش المهدي "يستطيعون في هذا الوقت الحصول على تدريبات اضافية ويخططون للعودة بعد تحييد السنة".

ونقلت "ذي غارديان" عن عبد الكريم الموسوي الذي وصفته بانه شخصية مهمة في جيش المهدي قوله ان معظم القادة ذهبوا الى ايران لكن بموافقتهم. وقال الموسوي للصحيفة "انهم ببساطة يريدون ملاذا لانهم يتوقعون استهدافهم من قوات الاحتلال الاميركية خلال العملية الامنية في بغداد".

واكد سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوكالة فرانس برس اليوم الخميس ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر "يقوم حاليا بزيارة قصيرة الى طهران وسيعود قريبا".

وكان الناطق باسم القوات الاميركية في العراق الميجور الجنرال وليام كالدويل اكد الاربعاء ان "الصدر غادر العراق" وكل المؤشرات تشير الى انه ذهب الى ايران.

لكن مسؤولا في مكتب الصدر في النجف اكد مجددا الخميس ان مقتدى الصدر "موجود في العراق وفي النجف تحديدا" موضحا انه "يحتمل ان يؤم صلاة الجمعة في مسجد الكوفة غدا".

ولكن سامي العسكري  نفى أن يكون الزعيم الشيعي، قد هرب من العراق لأسباب تتعلق بخوفه من أن يتم اعتقاله بموجب الحملة الأمنية، التي أعلنها المالكي مؤخراً.

وقال العسكري إن مقتدى الصدر غادر العراق براً "منذ أيام قليلة"، حسبما نقلت أسوشيتد برس، إلا أنه لم يفصح عن المدة التي يعتزم زعيم جيش المهدي، قضاءها بإيران.

وأضاف: "يمكنني أن أؤكد أن مقتدى الصدر في زيارة لإيران، ولكنني أنفي في نفس الوقت، أن يكون وجوده بإيران هروباً من العراق."

وجاءت تصريحات المسؤول العراقي بعد يوم شهد تضارباً في التقارير حول مكان تواجد الزعيم الشيعي، خاصة بعدما نفت إيران وجود الصدر بها، في حين زعم فيه مسؤول بالتيار الصدري، إن الزعيم الشاب موجود في النجف.

وكان مسؤول إيراني قد نفى الأنباء التي أشارت إلى أن الصدر قد دخل الأراضي الإيرانية، قائلاً إن هذا الخبر عار عن الصحة تماماً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية.

من جهة ثانية، أكد مسؤول مقرب من الصدر الأربعاء، أن الأخير معتكف في النجف، التي تقع على بعد 75 ميلاً جنوبي العاصمة العراقية، موضحاً أنه قرر عدم الظهور علانية خلال شهري محرم وصفر.

وكانت مصادر أمريكية رفيعة في البيت الأبيض قد كشفت الثلاثاء، أن الصدر قد فر من العراق، ولجأ إلى إيران قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، جراء مخاوف من احتمال استهدافه خلال حملة الحكومة العراقية، لاجتثاث المليشيات المسلحة، وجراء التصدع الداخلي ضمن جماعته.

وكان مسؤولون عراقيون، قد رفضوا تأكيد هذا الخبر واعتبرته إشاعة، فيما قال صلاح العجيلي، المتحدث باسم الصدر وعضو كتلته البرلمانية، لشبكة CNN أن الزعيم الشيعي مازال في العراق.

يُذكر أن الحكومة العراقية قامت مؤخرا بحملات اعتقال واسعة حصدت المئات من أتباع الصدر، كما يأتي الخبر وسط اتهامات أمريكية لإيران بتزويد المليشيات المسلحة في العراق بالقنابل والعبوات الناسفة المستخدمة ضد الجيش الأمريكي.

وكانت الحكومة العراقية قد قررت مؤخراً إغلاق الحدود مع سوريا وإيران، لمدة 72 ساعة في إطار الخطة الأمنية الرامية لكبح جماح العنف الذي يطحن العاصمة.

من جهته نفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأربعاء وجود أمر قضائي "في الوقت الحالي" باعتقال الزعيم الديني مقتدى الصدر ضمن خطة أمن بغداد التي بدأت اليوم ،ووصف الأنباء التي تحدثت عن خروج الصدر إلى إيران بأنها "غير منطقية."

وقال المالكي ،في تصريحات صحفية خلال وجوده أمام مبنى محافظة كربلاء التي زارها اليوم "لا يوجد أمر بإلقاء القبض على السيد مقتدى الصدر في الوقت الحاضر ،فيما يتعلق بخطة أمن بغداد."

وأعلن المالكي في كربلاء أن خطة أمن بغداد بدأت اليوم تحت عنوان ( تطبيق القانون) .

وكانت وسائل إعلام أجنبية مختلفة ذكرت أن هناك أمرا بالقبض على مقتدى الصدر ،على خلفية التحقيق في قضية مقتل السيد عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف بعد أسابيع من إحتلال العراق عام (2003) ،وتناقلت وسائل إعلام أخرى تقارير أمريكية تشير إلى أن الصدر "هرب إلى إيران" على إثر صدور أمر الإعتقال بحقه .

وأضاف رئيس الوزراء "لم أسمع بمثل هذا الأمر ،أما إذا كان هناك ما يتعلق بأمر لإقاء القبض على السيد مقتدى لدى الجهات الأخرى... فنحن لم نسمع به."

واعتبر رئيس الوزراء الأخبار التي تحدثت عن خروج مقتدى الصدر من العراق بأنها "من الأخبار غير الواقعية التي لا يمكن قبولها."

وخلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد اليوم ،رفض المتحدث الرسمي باسم القوات المتعددت الجنسيات وليام كالدويل التعليق على الأنباء التي ذكرت أن مقتدى الصدر موجود في إيران ،مكتفيا بالقول " نحن لازلنا نتعقب تحركاته ،وأنا أرفض أي تعليق علني على هذا الموضوع."

وكان التيار الصدري قد أنهي في الحادي والعشرين من كانون الثاني يناير الماضي مقاطعة استمرت شهرين للحكومة والبرلمان العراقيين ، بسبب إحتجاجه حينها على لقاء المالكي بالرئيس الأمريكي جورج بوش في عمان ،ولرفض الحكومة والبرلمان الإستجابة لمطالبه بضرورة وضع جدول زمني لإنسحاب القوات الأجنبية من العراق .

ويحتفظ الصدريون بـ (30) مقعدا في مجلس النواب العراقي البالغ عدد أعضائه ( 275) نائبا ، وذلك ضمن قائمة ( الإئتلاف العراقي الموحد) التي تضم عدة أحزاب شيعية أخرى ولها غالبية مقاعد البرلمان (130) . كما يمثل التيار الصدري في حكومة المالكي بست حقائب وزارية .

من جهة اخرى قال بيان للقوات متعددة الجنسيات في العراق اليوم الأربعاء أن قوة من الجيش العراقي قامت باعتقال أحد مجهزي جيش المهدي بالأسلحة فيما ذكر بيان آخر القاء القبض على اعضاء في خلية خطف وقتل من جيش المهدي.

وقال البيان الذي صدر من مكتب الشؤون العامة في (كامب فيكتوري) أن" قوة من الجيش العراقي قامت باعتقال أحد مجهزي جيش المهدي بالأسلحة."

وأضاف البيان أن" القوات الخاصة العراقية أعتقلت شخصا يشتبه بقيامه بتزويد أسلحة وتمويل العنف الطائفي الذي يقوم به خلايا جيش المهدي."

وأوضح أن" عملية الأعتقال تمت خلال عمليات مع مستشاري قوات التحالف في الثالث عشر من شباط فبراير الجاري في منطقة الرحمانية شمالي بغداد."

فيما ذكر بيان آخر" قامت القوات الخاصة في الجيش العراقي باعتقال عشرة أعضاء في مليشيا جيش المهدي خلال عمليات نفذوها مع مستشارين من قوات الائتلاف يوم الثالث عشر من شباط فبراير شمالي بغداد."

و أضاف"يعتقد أن المشتبه بهم مسؤولين عن عمليات خطف وتعذيب وقتل لمدنيين عراقيين وقوات الامن العراقية في المنطقة."

واوضح ان" العملية التي قادتها قوات عراقية أستهدفت خلية تابعة لمليشيا جيش المهدي تنفذ عمليات ضد المدنيين والشرطة العراقية في منطقة صالح حسن الى الشمال من مركز بغداد."

وقال" يتم استجواب المشتبه بهم من قبل القوات العراقية."

وأشار البيان الى " عدم وقوع اي خسائر بشرية بين جميع الاطراف لكن العملية أدت الى الحاق ضرر في المكان المستهدف."

بدوره قال بيان صحفي صادر عن مكتب الشيخ جلال الدين الصغير عضو مجلس النواب يوم الاربعاء إن قوة من الاستخبارات الأمريكية داهمت فجر اليوم جامع براثا ومكتب الشيخ جلال الدين الصغير وصادرت اموالا واسلحة وملفات.

وأضاف البيان أن" قوة امريكية داهمت جامع براثا في الساعة الثانية فجر اليوم وانهت مداهمتها في الساعة الخامسة."

وقال البيان أن" القوة المداهمة قامت بمصادرة أموال خاصة بالجامع و بمكتب الشيخ الصغير بالاضافة الى اربعة قطع من الاسلحة الخفيفة وملفات من مكتب الصغير وعدد من اجهزة الهواتف المحمولة لافراد المكتب واجهزة حاسوب."

وقال البيان " لم يتم اعتقال أي شخص."

ووصف البيان المداهمة بانها ( انتهاك) لحرمة وقدسية جامع براثا وقال أن" الجامع لم يمارس اعمال تخل بأمن البلد."

وأضاف البيان إن" هذا الانتهاك لا علاقة له بالخطط الأمنية للدولة وبخطة أمن بغداد لكونه يتنافى مع السياقات المعتمدة في خطة أمن بغداد في التعامل مع الجوامع والمساجد والحسينيات."

وأشار البيان الى" تأييد مكتب الصغير لكل عمليات التفتيش التي ترمي لتعزيز أمن المواطنين وفي كل الاماكن بشرط ان تتم بأيد عراقية ومن خلال الأجهزة العراقية."

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 16 شباط/2007 -28/محرم/1428