
قتل 11 شخصا الاربعاء في ايران في اعتداء بالقنبلة على حافلة للحرس
الثوري في محافظة سيستان-بالوشستان التي تسكنها اقلية سنية كبرى والتي
شهدت في الاشهر الماضية عددا من الهجمات المسلحة وعمليات الخطف. وتبنت
جماعة جند الله السنية المتطرفة الاعتداء على حافلة الحرس الثوري بحسب
ما افادت وكالة فارس شبه الرسمية الايرانية.
واعلن محمد جواد اسنا اشاري احد قادة الحرس الثوري "استشهد 11 شخصا
في عملية التفجير هذا الصباح في زهدان" كبرى مدن محافظة
سيستان-بالوشستان مشيرا الى اصابة 31 شخصا بجروح. وكانت وكالة الانباء
الايرانية افادت في وقت سابق عن مقتل 18 شخصا.
وعرض تلفزيون "العالم" الناطق بالعربية مشاهد للحافلة وقد دمرت
تماما.
وانفجرت القنبلة الموضوعة في سيارة من نوع بايكان لدى مرور حافلة
تقل الموظفين في قاعدة مير-محسني للقوات البرية في الحرس الثوري.
وروى شاهد عيان ان مهاجمين على دراجة نارية اوقفوا الحافلة اولا
باطلاق النار عليها برشاش قبل ان يفجروا القنبلة عن بعد.
وذكرت وكالة فارس ان "جماعة جند الله بقيادة عبد الملك ريغي احد
متمردي شرق ايران اعلنت في بيان قبل بضع دقائق مسؤوليتها عن هذا العمل
الارهابي".
وقال القائد اسنا اشاري "تم اعتقال ارهابيين يحملان قنابل يدوية
وكاميرات وثلاثة متواطئين بمساعدة السكان".
وهي اول مرة تنفذ فيها مجموعة متطرفة عملية بهذا الحجم ضد عسكريين
ايرانيين في وسط المدينة.
وانتقد النائب المحلي حسين علي شهرياري الشرطة والقوات المسلحة لعدم
اتخاذها الاجراءات الامنية المناسبة على ما اوردت وكالة الانباء
الطلابية الايرانية.
كما انتقد شهرياري الحكومة لعدم احتجاجها على الحكومة الباكستانية
التي "تؤوي هؤلاء اللصوص اعداء نظامنا".
وشهدت محافظة سيستان-بالوشستان المحاذية لباكستان وافغانستان خلال
الاشهر الماضية عددا من الهجمات وعمليات الخطف التي نسبت الى انصار عبد
الملك ريغي قائد جماعة جند الله القريبة من طالبان.
وقامت الجماعة في كانون الاول/ديسمبر 2005 بخطف تسعة جنود قرب
الحدود مع باكستان وافرجت فيما بعد عن ثمانية منهم وقتلت التاسع.
وفي اذار/مارس 2006 قتلت الجماعة 22 شخصا كانوا يعبرون في سيارات
على مقربة من الحدود مع باكستان.
وفي ايار/مايو من السنة ذاتها قتلت 12 شخصا كانوا يعبرون في اربع
سيارات في محافظة كرمان (جنوب شرق) المجاورة لسيستان بالوشستان.
واخيرا انفجرت سيارة مفخخة في 14 كانون الاول/ديسمبر عشية
الانتخابات المحلية في زهدان ما ادى الى سقوط قتيل.
وقامت السلطات في تشرين الثاني/نوفمبر باعدام ستة من عناصر جند الله
في مدينتي زهدان وايرانشهر جنوب شرق ايران.
وتضم محافظة سيستان-بالوشستان التي ينشط فيها تهريب المخدرات اقلية
سنية كبرى في بلد يشكل الشيعة اكثر من 90% من سكانه السبعين مليونا
ويتركز السنة في سيستان بالوشستان وخوزستان (جنوب غرب) وكردستان (غرب).
واتهم مسؤول رفيع في الحكومة الإيرانية الخميس، الولايات المتحدة
الأمريكية، بدعم منفذي الهجوم ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن
المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن العناصر التي نفذت التفجير،
الذي وقع الأربعاء، بمدينه "زاهدان" جنوب شرق إيران، مدعومة من
الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول الإيراني قائلاً: "إن هذه العملية نفذت من قبل مجموعة
إرهابية، تقدم لها الدعم دوماً وسائل الإعلام الأمريكية."
تزامنت تلك الاتهامات من جانب إيران للولايات المتحدة، مع التحذير
الذي وجهته السيناتور الديمقراطي هيلاري كلينتون، للإدارة الأمريكية،
من شن أي هجوم عسكري على إيران دون "موافقة علنية من الكونغرس."
وقالت كلينتون في خطاب لها في مجلس الشيوخ: "لو كانت الإدارة تعتقد
أن أي استخدام للقوة ضد إيران ضرورياً، فيجب على الرئيس أن يأتي إلى
الكونغرس للسعي للحصول على تفويض."
وقالت السيدة الأمريكية الأولى السابقة، والتي أعلنت عزمها خوض
الانتخابات الرئاسية كمرشحة عن الحزب الديموقراطي، إن "الإدارة ستكون
مخطئة، إذا اعتقدت أن قرار الكونغرس في العام 2002، الذي أجاز لها
استعمال القوة في العراق، هو إذن مفتوح لاستخدام القوة بدون موافقة
صريحة من الكونغرس."
وأضافت قولها أنه "لا يجوز كذلك أن يلجأ الرئيس بوش إلى القرار الذي
صدر عام 2001، والذي أجاز استعمال القوة بعد اعتداءات 11 سبتمبر/
أيلول، كتفويض باستخدام القوة ضد إيران."
وقالت: "يجب على الكونغرس الجديد، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون،
ألا يسمح له بارتكاب أخطاء مماثلة في العلاقة التي تزداد توتراً مع
إيران."
وفي سياق متصل قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم
الثلاثاء إن ايران كشفت شبكة لما وصفتهم بانهم جواسيس يقومون بتزويد
شركات اوروبية بمعلومات اقتصادية والقت القبض على الاعضاء الرئيسيين في
الشبكة.
ونقلت الوكالة عن مسؤول لم تذكر اسمه في وزارة المخابرات ان "شبكة
تجسس" جمعت معلومات حساسة عن مشروعات تابعة لوزارة الاتصالات وباعتها
الى "شركات اتصالات اوروبية كبيرة".
وقالت "تم اعتقال الاعضاء الرئيسيين للشبكة ووضعهم مسؤولون قضائيون
قيد الاحتجاز يوم 13 يناير" كانون الثاني مضيفة ان هدف الشبكة كان
"تدمير الاقتصاد".
وقالت ان المشتبه به الرئيسي الذي لم تذكر اسمه مثل غيره من
الضالعين المزعومين في الشبكة اعترف خلال الاستجواب الاولي ببيع
معلومات لاجانب وتلقي مبلغ 3.5 مليون دولار.
ولم يقدم التقرير تفصيلات عن عدد الاشخاص الذين تم التعرف عليهم
واعتقالهم.
وقال وزير المخابرات الايراني غلام حسين محسني اجئي في وقت سابق من
الشهر الحالي ان ايران كشفت عن 100 شخص وصفهم بانهم عملاء للولايات
المتحدة واسرائيل. وقال ان بعضهم القي القبض عليه وهو يحاول مغادرة
ايران لحضور دورات في التجسس في الخارج.
ولم يقدم الوزير تفاصيل عن الضالعين في ذلك.
من جانب آخر، قال مسؤولون إيرانيون الأربعاء، إن طهران تنظر جدياً
في احتمال تعليق نشاطاتها النووية الحساسة، مما اعتبر تراجعاً من جانب
طهران، لتجنب تصاعد المواجهة مع الغرب.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الرئيس السابق علي أكبر هاشمي
رفسنجاني قوله إن "إيران مستعدة لإزالة العقبات أمام بدء محادثات مع
الولايات المتحدة، إذا ما أبدت واشنطن حسن النية."
وأشار رفسنجاني، في كلمة ألقاها أمام طلاب في مدينة مشهد، إلى أن
العقبة الأساسية أمام الحوار الثنائي، هو "ممارسات أمريكا الاستبدادية،
والغطرسة تجاه عدد من الدول"، حسبما نقلت إرنا.
كما أشار علي أكبر ولاياتي، أحد أبرز مستشاري المرشد الأعلى
للجمهورية الإسلامية، إلى أن إيران تنظر في تعليق بعض أنشطتها النووية.
ولكن ولاياتي شدد على أن إيران تحتفظ بحقها في الحصول على
التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، بموجب معاهدة الحد من انتشار
الأسلحة النووي.
بدوره تراجع الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاربعاء عن مزاعم
أمريكية بأن زعماء ايران قادوا مساعي لتزويد مُسلحين عراقيين بعبوات
ناسفة وقال انه لا يستغل الاتهامات كذريعة لشن حرب ضد ايران.
وقال بوش أيضا انه على استعداد لخوض معركة في الكونجرس الامريكي
الذي يهيمن عليه الديمقراطيون اذا حاول أعضاؤه وقف تمويل القوات
الأمريكية في العراق.
وأبلغ مؤتمرا صحفيا بالبيت الأبيض "أعتقد أن بامكانكم أن تكونوا ضد
قراري وتدعمون القوات بالتأكيد." وأضاف "لكن الفيصل سيكون هل ستزودونهم
بالأموال الكافية لإنجاز المهمة أم لا."
وقال بوش انه واثق من أن قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني
تزود المسلحين العراقيين بالمتفجرات لكنه سلم بأنه لا يعلم ما اذا كان
زعماء ايران يقفون وراء هذا المسعى.
وقال "لا أعتقد أننا نعلم."
وجاء اعتراف بوش بعد أيام من اتهام مسؤولين أمريكيين في بغداد
مسؤولين "على أعلى المستويات" بالحكومة الايرانية بالضلوع في تسليح
المسلحين العراقيين وهو اتهام أحجم رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش
الامريكي الجنرال بيتر بيس عن تأييده.
ويواجه بوش تشككا حيال الاتهام بسبب ثبوت زيف مزاعمه عام 2002 بأن
العراق يملك أسحلة دمار شامل. ونفى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد
قيام بلاده بتزويد المسلحين العراقيين بأسلحة متطورة.
وقال بوش ان الولايات المتحدة لا تطرح هذا الادعاء "كذريعة للحرب".
وتعهد بوقف الشبكات المسؤولة عن الاسلحة.
وقال "الفكرة القائلة بأننا بطريقة ما نختلق فكرة قيام الايرانيين
بتزويد (المسلحين العراقيين) بالقنابل المحلية الصنع هو أمر مناف
للعقل. مهمتي هي حماية قواتنا. وعندما نعثر على متفجرات في ذلك البلد
تلحق الاذى بجنودنا فان علينا أن نفعل شيئا حيال ذلك بوضوح وببساطة."
وردا على سؤال مباشر عن سبب امتناعه عن اجراء محادثات مع الرئيس
الايراني محمود أحمدي نجاد قال بوش انه لن يفعل ذلك الا اذا كان من
الممكن تحقيق نتائج وانه يريد إبقاء ضغوط الحلفاء على ايران للتخلي عن
توجهها نحو حيازة أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
وقال "نحن في عالم يقول الناس فيه.. التقوا .. اجلسوا والتقو.. وردي
هو.. اذا كان ذلك سيحقق نتائج فهذا هو ما أهتم به."
من جهتها علقت صحيفة الديلي تلغراف على موضوع شن الحرب على ايران
قائلة: "الحرب مع ايران ليست في صالح احد"، تقول كاتبته آن آبلباوم:
"قبل بداية جولة اخرى من المظاهرات المناهظة للحرب، علينا فرز الخطابات
من خلال الحقائق التالية."
"اولا: ايران بلد كبير يسكنه 75 مليون شخص، وله جيش كبير ومنظم،
بينما نحن ليس لدينا الرجال ولا الآليات ولا الاموال لغزوه. وان فكرنا
بجدية في الاقدام على ذلك، سيتعين علينا تقليص عدد جنودنا في كل مكان،
لكن أين؟ فنحن بحاجة الى ارسال مزيد من الجنود الى العراق، والحرب في
افغانستان لا توحي بانها ستنتهي قريبا."
"ونظرا لكون الجهود الدبلوماسية بدأت تعطي ثمارها مع كوريا الشمالية
مؤخرا، فالوقت ليس مناسبا للتلاعب بحضورنا العسكري في المنطقة."
"ثانيا: حتى اذا فكرنا في شن هجوم محدود على المنشآت النووية
الايرانية مثلا، فهناك عقبات واضحة، أهمها اننا لا ندري بالضبط مكان
تواجد كل تلك المنشآت. بالتالي، فان اكتفينا بضرب تلك التي نعرفها،
سنكون قد اكتفينا بتأخير برنامج ايران النووي لبضعة اعوام. ومثل هذه
النتيجة الهزيلة لا تستحق العواقب التي قد تنجم عن الهجوم."
"وحتى اسرائيل التي تؤمن بان البرنامج النووي الايراني هادف لصنع
القنبلة النووية ليست مقتنعة بنجاعة قصف مواقع مختارة."
"ثالثا: ادارة الرئيس الامريكي جورح بوش لا تحضى باي دعم، سواء في
الداخل او الخارج، للقيام بعمل عسكري كيفما كان نوعه، كما ان بوش اقل
رئيس شعبية في العقود الاخيرة، والحرب التي يخوضها في العراق ليست
شعبية البتة. بالاضافة الى ذلك، فان سمعة ادارته في مجال الاستخبارات
تضررت كثيرا منذ مرحلة ما قبل الحرب على العراق، اذن فما من احد سيصدق
ما يقوله عن امكانيات ايران او نوايا ايران".
"اضف الى ذلك ان ايران ليست عراق صدام حسين التي رزحت تحت الحصار
لعقد من الزمن، بل هي بلد ذو سيادة وله علاقات مع العديد من حلفاء
الولايات المتحدة، بل ومع الصين وروسيا."
الفاينانشل تايمز
وقالت صحيفة الفاينانشل تايمز: "كيف يمكن للغرب تفادي حرب مع
ايران"، يقول كاتباه ريول مارك جيريكت وجاري شميت انه "من الواضح ان
امريكا واسرائيل لا تريدان مهاجمة ايران، لكن ان رفض الاوروبيون
استخدام سلاح العقوبات ضد طهران، فاحتمال اللجوء الى الحل العسكري
سيكبر".
"نحن نعرف ان ايران سمحت لعناصر من القاعدة بعبور اراضيها رغم كونهم
عبروا بوضوح عن ميلهم لقتل الامريكيين. وبالرغم من خطابات الرئيس احمدي
نجاد المعادية للسامية والتي تذكر بتهديدات هاشمي رفسنجاني بمحو
اسرائيل من على الخريطة، مازال الاوروبيون غير قلقين بشأن كيفية
الاستخدامات الايرانية المحتملة لسلاح نووي، وهم لا يفكرون كيف ستقدم
طهران على بث الرعب في نفس الاسرائيليين سياسيا واقتصاديا وثقافيا."
"كما ان كلا من امريكا واسرائيل تنظران برعب الى فكرة اكتساب
الانظمة العربية السنية الدكتاتورية في المنطقة اسلحة نووية لمواجهة
الطموحات الايرانية."
"وعلى الصعيد الداخلي، هل ستقدم ايران على اصلاحات سياسية ام ستزداد
تشددا مع زيادة التوتر والمعارضة من الداخل؟ يظهر ان طبيعة النظام
والصراع بين الدين والديموقراطية والنسيج الاقتصادي الذي يشوبه الفساد
سيضمن حالة قلق مستمرة للنظام الايراني، وبالتالي سيزيد احتمال
استخدامه للعنف داخليا وخارجيا."
من جهته شكك رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي الجنرال
بيتر بيس، الثلاثاء بتأكيد الإدارة الأمريكية أن الحكومة الإيرانية تقف
وراء إمداد المليشيات الشيعية في العراق بالأسلحة، التي تستخدم في قتل
جنود القوات الأمريكية والتحالف الدولي.
وقال في مقابلة إذاعية خلال جولة له إلى أستراليا أن بعض مكونات
المواد المستخدمة في صنع القنابل محليا في العراق جاءت من إيران، لكن
ذلك لا يعني أن الحكومة الإيرانية على علم بذلك.
وأوضح بيس "ما لا استطيع قوله هو أن الحكومة الإيرانية على علم
بذلك. إنه واضح أن إيران تتدخل وأنه واضح أيضا أن هناك مواد من إيران،
لكن لن أقول استنادا لما أعرفه، أن الحكومة الإيرانية مطلعة بوضوح أو
متورطة."
وكان مسؤولون عسكريون أمريكيون قالوا الأحد إن هذه المواد القادرة
على إلحاق أضرار بالعربات المدرعة، هي إيرانية الصنع.
إلا أن البيت الأبيض سارع إلى التأكيد أن تصريح بيس لا يخالف موقف
الإدارة الأمريكية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو، الثلاثاء، في مقابلة مع
CNN "قال (بيس) إنها موجودة (المتفجرات)، وأن هناك إيرانيين في العراق،
صح، لا جدال في ذلك، إذن أين مشكلة المصداقية."
غير أن مراسل الشبكة لفت إلى أن بيس كان يشكك بدور إيران المفترض في
قضية الأسلحة، وليس في مسألة ما إذا كانت مصنوعة في إيران.
وقال سنو ردا على ذلك أن "فيلق القدس وهو جزء من الحكومة الإيرانية
هو وراء ذلك (إمداد الأسلحة) ."
ويزعم الجيش الأمريكي أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني،
يقوم بإمداد الجماعات الشيعية في العراق بالأسلحة. |