ردود فعل على استراتيجية جورج بوش الجديدة في العراق

 تحدى الرئيس الامريكي جورج بوش الرأي العام والكونجرس الجديد الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بمقامرة محفوفة بالمخاطر بشأن ارسال مزيد من القوات الامريكية الى العراق ليحدث صراعا سياسيا محتدما يمكن ان يغرق رفاقه الجمهوريين.

وقال محللون ان بوش في كلمته يوم الاربعاء بدا انه يركز على التاريخ أكثر من السياسات الامريكية وانه اقدم على تسديد طعنة جريئة وربما تكون الاخيرة بأن سار عكس الاتجاه في حرب لا تحظى بشعبية على نحو متنام ستحدد ميراثه كرئيس.

وقال بروس بوكانان المحلل السياسي في جامعة تكساس وأحد المتابعين لسياسات بوش منذ فترة طويلة "نرى رئيسا يتحدى الرأي العام بطريقة لم يقدم عليها رئيس في الوقت الحديث."

واضاف "انه يضع التاريخ نصب عينيه. والمحكم الاكثر اهمية بالنسبة له ليس الجمهور بل المؤرخين...وبالنسبة له هذا هو العامل الحاسم في وقتنا وهو مصمم تماما على تجنب الاستسلام."

وأظهرت استطلاعات الرأي تراجع الثقة الشعبية في ادارة بوش للحرب مع معارضة قوية من الاغلبية لاقتراح ارسال مزيد من القوات لتأمين بغداد.

وأدان الديمقراطيون الاقتراح ووعدوا بتصويت غير ملزم في الكونجرس بشأنه مما يدفع الجمهوريين للاختيار بين التخلي عن بوش او تبني سياسة لا تحظى بشعبية بينما يجري الاستعداد لسباق البيت الابيض عام 2008.

وقال اندرو تايلور وهو محلل سياسي في جامعة نورث كارولاينا ستيت "من الواضح ان هناك تشككا هائلا بين العامة بشأن الطريق الذي تتجه اليه تلك السياسة والجمهوريون هم من سيدفع أي ثمن."

وقال محللون ان عشرة أو يزيد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يمكن أن يتخلوا عن بوش اذا أجرى مجلس الشيوخ تصويتا حول الاقتراح مما يلحق مزيدا من الضعف ببوش في العامين الاخيرين لرئاسته التي تشبه البطة العرجاء.

وقال كثير من الجمهوريين إن بوش لايزال يستحق الدعم بشأن العراق واتفق متنافسون رئاسيون جمهوريون على نحو كبير مع نهج بوش والسناتور جون ماكين عن اريزونا وهو متنافس رئاسي جمهوري أوفر حظا ومؤيد لتعزيز مستويات القوات في العراق.

وقال رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني "لا يتعلق النجاح او الفشل في العراق بسياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي بل بالأمن القومي."

واضاف "أؤيد زيادة الرئيس للقوات."

لكن التصدع بدأ يطرأ على ما كان يعتبر لسنوات الدعم الجمهوري الصلب لبوش بالنسبة للحرب. وقال السناتور الجمهوري نورم كولمان عن مينيسوتا الذي يواجه معركة شرسة لاعادة انتخابه عام 2008 انه يعارض زيادة القوات.

وقال كولمان "انها ليست استراتيجية للنصر."

وفي بغداد التقى السناتور الجمهوري المحافظ سام براونباك عن كانساس وهو متنافس رئاسي يوم الاربعاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وقال براونباك "لا اعتقد ان ارسال مزيد من القوات الى العراق هو الحل... العراق يحتاج الى حل سياسي وليس عسكريا."

وبالنسبة للديمقراطيين قدم الاقتراح لهم أول فرصة لاستعراض عضلاتهم الجديدة في الكونجرس رغم ان زعماء الكونجرس الديمقراطيين مترددون بشأن محاولة وقف التمويل للحرب.

وقال المتنافس الرئاسي الديمقراطي جون ادواردز "قرار الرئيس خاطيء بالنسبة للعراق وأمريكا.. وحان الوقت للكونجرس الجديد لوقف بوش عن مواصلة استراتيجيته الفاشلة في العراق بعناد."

وقال "ينبغي على الكونجرس ان يوضح للرئيس انه لن يحصل على أي اموال ليدفع بالمزيد من قواتنا في طريق الاذى حتى يقدم خطة لتسليم المسؤولية في العراق للشعب العراقي ومغادرة العراق في نهاية المطاف."

وقال تحالف جماعات نشطاء من الليبراليين والديمقراطيين يضم اتحادات عمالية وجماعات لقدامى المحاربين انهم سيبدأون حملة وطنية ضد الاقتراح يوم الخميس.

ودعا حاكم ايوا السابق توم فيلساك مختلف المجتمعات في انحاء امريكا لتمرير قرار معارض لزيادة القوات. وقال ان خطة بوش "ستجعل خطأه الكبير في العراق أكثر ضخامة."

وقال بوكانان إن رفض بوش التراجع بشأن العراق هو انعكاس لوجهة نظره بشأن القيادة.

واوضح "وفقا لتفكيره الخاص...تعرف القيادة بكونها ارادة تستعرض غالبا لمعارضة الرأي العام. وبالنسبة له هذه هي الطريقة التي تظهر بها انك قائد قوي."

واشادت اليابان ابرز حلفاء واشنطن في آسيا بالخطة الاميركية الجديدة في العراق التي اعلنها الرئيس جورج بوش ووعدت بمواصلة مشاركتها في عملية اعادة اعمار العراق.

وقال وزير الخارجية الياباني تارو آسو في بيان "ان الحكومة اليابانية تشيد بالجهود الاستثنائية للادارة الاميركية من اجل احلال الاستقرار في العراق".

واضاف "نحن نأمل بشدة ان يتم اعتماد هذه الجهود الاميركية للتوصل الى الاستقرار واعادة اعمار العراق بشكل فعال".

وتابع "ان بلادنا ستواصل تعاونها الوثيق ومشاوراتها مع الولايات المتحدة" في هذا الشأن بحسب البيان.

وفي معرض الحديث عن الخطة الاميركية الجديدة رحب المتحدث باسم الحكومة ياسوهيسا شيوزاكي "بالتصميم القوي" للرئيس الاميركي لصالح استقرار العراق.

وفي محادثة هاتفية دامت عشر دقائق مع الرئيس بوش اعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه الذي يقوم بزيارة الى اوروبا عن امله في ان "تتكلل السياسة الاميركية في العراق بالنجاح وتصل الى نتائج سعيدة".

وجاء رد الفعل الصيني حذرا الخميس بعد اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش خطته الجديدة بشأن العراق وطالبت بكين مجددا بتمكين العراقيين من حكم انفسهم والعيش بسلام.

وقال ليو جيانشاو المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي "اخذنا علما بخطاب الرئيس بوش. ان العراق غير مستقر منذ فترة وتواجه المصاعب عملية اعادة اعماره".

واضاف "نأمل بصدق ان يعود الاستقرار الى العراق باسرع ما يمكن وان يتمكن الشعب العراقي من العيش بسلام وفي كنف الهدوء".

واعتبر المتحدث ان "الحل الوحيد" للوضع في العراق يكمن في "التنمية الديمقراطية والسلمية والاقتصادية" للبلاد وفي "حكم العراق من قبل ابنائه".

واشاد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد الحليف الوثيق للسياسة الاميركية في العراق "بالخطاب الواقعي" للرئيس الاميركي جورج بوش.

وقال هاورد للصحافيين ان "الحكومة تدعم المقاربة الجديدة التي قدمها الرئيس بوش (...) انه خطاب واضح وهادىء وقبل كل شيء واقعي بدون ان يستهين بالتحدي" مشيرا الى ان بوش "اعترف بان اخطاء ارتكبت وحدد بوضوح الرهانات".

واضاف رئيس الوزراء المحافظ ان "هزيمة اميركية او غربية في العراق ستعطي دفعا هائلا الى الارهاب".

من جهة اخرى اكد هاورد انه لا يعتزم تعزيز القوات الاسترالية في العراق معتبرا ان "حجمها مناسب". العراق/الولايات-المتحدة/بوش/سوريا

اما صحيفة "تشرين" الحكومية السورية فاعتبرت ان تعقيدات الوضع في العراق تجعل من احتمالات فشل الخطة الجديدة التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش للعراق "اكثر بكثير من احتمالات النجاح".

وقالت الصحيفة ان "معطيات الواقع العراقي بتعقيداته المتكاثرة المتشعبة تؤكد ان احتمالات الاخفاق ل+استراتيجية بوش+ الجديدة في العراق اكثر بكثير من احتمالات النجاح".

واضافت "فالعشرون الف جندي الذين تقرر ارسالهم الى العراق لن يتمكنوا من انجاز ما عجز عن انجازه المئة والخمسون الف جندي الموجودون هناك منذ اربع سنوات" مشيرة الى ان "المليار دولار التي قرر بوش صرفها في العراق لن تغير شيئا ملموسا في واقع مزر يحتاج الى عشرات اضعاف هذا المبلغ ويتطلب قبل المال الارادة الوطنية وحسن الاداء والقرار الحر".

ورأت صحيفة "تشرين" ان "الوضع في العراق الان كارثي واستراتيجية بوش وفق ما ظهر منها ستكون بمنزلة كارثة على كارثة والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الذي يفقد يوميا منذ بداية الحرب الاميركية العشرات".

وندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، باستراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش الجديدة بشأن العراق، واعتبر أنها تأتي في سياق مساعي أمريكا للاستمرار باحتلال العراق.

ووصف حسيني الاستراتيجية التي أعلنها بوش بأنها "هدية غير مناسبة قدمها الرئيس الأمريكي لشعبه في بداية العام الميلادي الجديد"، نقلا عن وكالة الأنباء الإيرانية.

 وأضاف حسيني أن زيادة عدد القوات العسكرية الأمريكية يعني توسع نطاق الاضطراب الأمني والتوتر في العراق وهو الأمر الذي لن يساعد في حل مشكلات البلاد.

وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قائلا إن أمريكا، وعبر تحميلها الآخرين مسؤولية المشكلات التي تعاني منها، واتهامها لسائر الدول بالتدخل في شؤون العراق، إنما تسعي للتغطية علي سياساتها الخاطئة هناك.

واعتبر حسيني أن السبيل الوحيد لخروج أمريكا من أزمتها في العراق، هو انسحاب قواتها علي وجه السرعة من هذا البلد.

وأكد أن نشر صواريخ باتريوت في العراق إنما يأتي حصرا في مسار المساعي الأمريكية لتوفير مظله حماية للكيان الصهيوني عبر دولة إسلامية، وهو أمر مستهجن من وجهة نظر المسلمين في كافة أنحاء العالم.

وقال المتحدث باسم الخارجية إن تعيين منسق في شؤون العراق من جانب بوش، ينم عن تدخلات أمريكا السافرة في الشؤون الداخلية للعراق.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 12/كانون الثاني/2007 - 21 /ذي الحجة /1427