قبل أكثر من عشرين عاما كنت مجرد مسلم متعاطف مع الثورة الإسلامية
الإيرانية وقائدها آية الله روح الله الخميني انطلاقا من ذلك التعاطف
الديني الذي يحسه كل مسلم وكان أن اضطررنا للبحث والتحقيق حول حقيقة
التشيع لأهل البيت عليهم السلام وكان الدافع لهذا البحث والتحقيق هو
تلك الحملة الشعواء التي شنها الوهابيون البعثيون في هذا الوقت.
الدافع المباشر لحسم هذا الأمر كان لقاء جمعنا بأحد رموز هذا التيار
الوهابي أمعن فيه الرجل سبا وشتما وركلا وقذفا في كل ما هو شيعي وعندما
قلت له يا مولانا ليس معقولا ولا مقبولا أن يتقاتل المسلمون فيما بينهم
بينما يكيد لهم أعداؤهم وقع الرجل في فخ التناقض والازدواجية الأخلاقية
عندما صدق على كلامي وقال ليس معقولا!!... وينبغي علينا أن نتوحد من
خلال هيئة إسلامية جامعة!!!.
السؤال هو: كيف نتوحد مع أناس بهذه الدرجة من البشاعة والسوء الذي
يصر الشيخ على إلصاقه بكل ما هو شيعي؟!.
الآن وبعد أن أصبحت من (رؤوس الضلال الشيعي) الذين أباح (شيخ
الإسلام التيموي) قطع رءوسهم أسجل بعض الملاحظات على بعض الغارقين في
الوهم يستفيدون منها.
بالأمس القريب كنا نسجل حلقة حوارية في قناة دريم2 مع أحد شيوخ
(العقيدة الصحيحة) وكان علينا أن نجلس في قفص الاتهام وأن ندفع عن
أنفسنا تهم (الفساد الأخلاقي والعقائدي) إلى آخر تلك اللائحة التي أدمن
الشيوخ تعاطيها والاتجار بها.
تلك أولا مفارقة كبرى من أناس يدعون أنهم أهل (كتاب وسنة) مع أن
رسولنا الأكرم عندما حاور أهل الكتاب حملهم على الإنصاف وخذ عندك قوله
تعالى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا
وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل
لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) آل عمران 61 أي أنه يقل لهم
تعالوا ادفعوا عن أنفسكم تهم الانحراف العقائدي والأخلاقي التي سنجمعها
من كل حدب وصوب, من شبكات الإنترنت وشبكات الصرف الصحي لنلقيها على
رءوسكم كما أن عليكم أن تتأدبوا عندما تتحاورون مع أسيادكم وتلتزموا
بالدفاع وليس لكم الحق في الرد المتكافئ إذ أن كلامنا صواب لا يحتمل
الخطأ وكلامكم خطأ لا يحتمل الصواب ولا بأس بعد ذلك أن يقوم الشيخ أو
المذيع برش بعض بهارات الحرية الفكرية وتوابل احترام الرأي والرأي
الآخر على أردأ أنواع الفلافل التي سيجري بيعها بعد ذلك باعتبارها
كافيار أصلي من إنتاج بحر قزوين!!.
ما لكم كيف تحكمون؟؟!!.
المخجل هي الطريقة التي يستدل بها (شيوخ الريادة الدينية) أخت
(الريادة الإعلامية) البائدة على منهجهم الفكري الملفق حيث أمسك أحدهم
بورقة وبدأ يتلو منها لائحة اتهامات ضد أهل البيت وضد الشيعة منذ بدء
الخليقة إلى يومنا هذا!!.
فالإمام علي لم يبايعه إلا البغاة!!.
والإمام الحسين عليه السلام قتله الشيعة!!.
والخوارج من الشيعة!!!.
وهناك عدة فرق من الشيعة من بينها الشيعة الكيسانية والسبأية!!.
تطالبه بإيراد مرجع واحد لهذا الغثاء فلا يرد عليك!!.
تسأله من هو كيسان؟!!.. الرجل لا يعرف ولماذا يعرف وهو من الفرقة
الوحيدة الناجية بزعمه!!.
(الإمام علي لم يبايعه إلا البغاة) هو منطق أموي حرفي قبل إجراء بعض
التعديلات ورش البهارات والتوابل التي تسوغ للقوم الزعم أنهم يحبون أهل
البيت وما عليك من الزعم بالخلفاء الأربعة لأن الرجل ينسف هذا الكلام
بتلك المقولة الخرقاء.
أستاذ العقيدة والفلسفة لا يعرف من هم الخوارج ويزعم أن كل من كانوا
في صف الإمام علي (ع) كانوا من الشيعة وهو زعم إن صح يعني شيئا واحدا
أن كل المسلمين كانوا شيعة إلا بني أمية (الفرقة الوحيدة الناجية!!)
الذين يدين الشيخ بدينهم الآن!!.
وصدق الله العلي العظيم حينما يصف من كانوا على شاكلة هذا الرجل
بقوله: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتَابَ إِلا
أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ
يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ
عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناًّ قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم
مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ*
وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ
أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ
أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة 78-80
وسلام الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الذي قال:
إنَّ أَبْغَضَ اَلْخَلاَئِقِ إِلَى اَللَّهِ رَجُلاَنِ رَجُلٌ
وَكَلَهُ اَللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ
اَلسَّبِيلِ مَشْغُوفٌ بِكَلاَمِ بِدْعَةٍ وَدُعَاءِ ضَلاَلَةٍ فَهُوَ
فِتْنَةٌ لِمَنِ اِفْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ
قَبْلَهُ مُضِلٌّ لِمَنِ اِقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ
وَفَاتِهِ حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ.
وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ اَلْأُمَّةِ غَارٌّ
فِي أَغْبَاشِ اَلْفِتْنَةِ عَمٍ بِمَا فِي عَقْدِ اَلْهُدْنَةِ قَدْ
سَمَّاهُ أَشْبَاهُ اَلنَّاسِ عَالِماً وَلَيْسَ بِهِ بَكَّرَ
فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعِ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ
حَتَّى إِذَا اِرْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ وَاِكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ
طَائِلٍ جَلَسَ بَيْنَ اَلنَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا
اِلْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى
اَلْمُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً رَثًّا مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ
قَطَعَ بِهِ فَهُوَ مِنْ لَبْسِ اَلشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجَ
اَلْعَنْكَبُوتِ لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ فَإِنْ أَصَابَ
خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ
قَدْ أَصَابَ جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهَالاَتٍ عَاشٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ
لَمْ يَعَضَّ عَلَى اَلْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ يُذْرِى
اَلرِّوَايَاتِ إِذْرَاءَ اَلرِّيحِ اَلْهَشِيمِ لاَ مَلِىءٌ
وَاَللَّهِ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ وَلاَ هُوَ أَهْلٌ لِمَا
فُوِّضَ إِلَيْهِ لاَ يَحْسَبُ اَلْعِلْمَ فِي شَيْءٍ مِمَّا
أَنْكَرَهُ وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مِنْهُ
مَذْهَباً لِغَيْرِهِ وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اِكْتَتَمَ بِهِ
لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ
اَلدِّمَاءُ وَتَعِجُّ مِنْهُ اَلْمَوَارِيثُ إِلَى اَللَّهِ أَشْكُو
مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالاً وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً لَيْسَ
فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ اَلْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ
تِلاَوَتِهِ وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً
مِنَ اَلْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَلاَ عِنْدَهُمْ
أَنْكَرُ مِنَ اَلْمَعْرُوفِ وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ اَلْمُنْكَرِ.
إنها كلمة موجهة إلى أهل الإنصاف!!.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ
شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى
أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ المائدة 8.
اعدلوا فأنتم من يحتاج إلى العدل وأنتم تشكون من تظاهر الزمان عليكم
وتداعي الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها!!.
اعدلوا فليس الشيعة وحدهم هم من يحتاج إلى العدل (واجْعَلْ نَفْسَكَ
مِيزَاناً فِيَما بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ، فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ
مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا، وَلاَ
تَظْلِمْ كَمَا لاَ تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ، وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ
أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ، وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُ
مِنْ غَيْرِكَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ
نَفْسِكَ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تعْلَمُ،
وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ).
أو كما قال مولاي أبو الحسن أمير المؤمنين وإن كرهت أنوف قوم
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن
رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ
أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ)؟؟!! هود28 |