الحرب الباردة لا يمكن أن تهزم الارهاب

  يتساءل البعض في الغرب الذي يشن حملة قوية لكسب عقول وقلوب المسلمين عما اذا كان قد حان الوقت لنفض الغبار عن كتب الحرب الباردة بحثا عن افكار مفيدة لكسب الحرب ضد الارهاب.

ولكن هؤلاء الذين يدافعون عن شن حملة اعلامية ودعائية مستمدة من معركة الحرب الباردة التي كانت ناجحة الى حد كبير ضد الشيوعية يواجهون منتقدين يقولون ان هذه الحملة يمكن ان تكون لها اثار عكسية مثيرة كما تنقل رويترز ذلك.

وأثار جوردون براون وزير المالية ورئيس الوزراء البريطاني المنتظر هذه القضية خلال زيارة قام بها للهند في يناير كانون الثاني حيث اعلن انه لابد من محاربة الراديكالية الاسلامية "على كل المستويات" مثل الشيوعية.

وقال براون الذي من المتوقع ان يخلف توني بلير هذا العام"بدأنا نتعلم بعض الدروس التي كان علينا ان نتعلمها خلال الحرب الباردة..انه من اجل التصدي للايدلوجية المضادة عليك ان تتصدى للمتطرفين ولكن علينا ايضا ان نكسب الرأي العام المعتدل."

وفي واشنطن شبه الرئيس الامريكي جورج بوش الحرب على الارهاب بالصراع ضد المانيا النازية والشيوعية السوفيتية وقال في خطاب حالة الاتحاد الذي القاه الشهر الماضي ان المتطرفين الشيعة والسنة يشكلون "تهديدا استبداديا."

ويعكس الحديث المتكرر عن كسب القلوب والعقول الاحباط الغربي ازاء قوة ما يصفه صانعو السياسة ب"قصة القاعدة"..وهي رسالة ان الاسلام يتعرض لهجوم من الغرب وان هناك حاجة للرد بالجهاد.

وجادل الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني/ام اي 6/ خلال مؤتمر عقد في اوكسفورد في الاونة الاخيرة بان الوقت حان لشن حملة دعاية على"جبهات مختلفة في شتى انحاء العالم" لاجتذاب المسلمين الشبان.

وقال السير كولين مكول الذي ادار جهاز ام اي 6 عندما كانت الشيوعية تنهار في شتى انحاء اوروبا الشرقية ان صناعات الدعاية والاعلان الغربية الضخمة يجب ان تعمل لشن هذه الحملة من خلال المشاهير والدعابات والرسوم المتحركة وبرامج الاطفال والاخبار.

واردف قائلا "لابد من اعدادها لاقناع المجتمعات الاسلامية من خلال مسلمين برسالة انه مهما كانت شكاوهم فان اسوأ وسيلة لحلها تسليمها لمجموعة من قطاع الطرق." مشيرا الى القاعدة.

ولكن بعض المحللين الامنيين يرون إن المقارنة بين الحرب الباردة والحرب على الارهاب في غير محلها لان التشدد الاسلامي خصم مختلف تماما عن الشيوعية.

ويضيفون أن القاعدة تقول للمسلمين الساخطين ان الغرب مصمم على تشويه صورة دينهم في كل مكان واحتلال اراضيهم وان السبيل للرد على هذا الخزي يكون من خلال العنف "والاستشهاد".

 وهي تعتبر نفسها في حرب مع كل شيء يمثله الغرب بما في ذلك اسلوب حياته"المنحط" والاباحي.

ويختلف هذا اختلافا كبيرا عن الشيوعية التي كانت تسعى الى التنافس مع الديمقراطية الرأسمالية الغربية وكانت تعد بأسلوب حياة أفضل وهو وعد اخفقت في تحقيقه.

وقال اناتول ليفين من مؤسسة نيو امريكا في واشنطن ان"الراديكالية لا تحاربنا على هذه الارض .لا يمكن التأثير على تعاطف كثيرين من المسلمين العاديين مع القاعدة بمجرد ان نظهر لهم ان الشعوب في الغرب تعيش حياة افضل مالم نستطيع ايضا مساعدتهم على تحقيق هذه الحياة."

وقال سيبستين جوركا وهو محلل امني يتخذ من بودابست مقرا له ونجل منشقين مجريين ان محطات مثل اذاعة اوروبا الحرة كانت تدافع عن وجهة نظر كان الناس مقتنعين بها بالفعل خلال الحرب الباردة.

واضاف "لم يتعين على وكالة المخابرات المركزية الامريكية ووزارة الخارجية الامريكية اقناع والدي بأن الديمقراطية شيء طيب.. كانا يريدان ان يصبحا احرارا ولكن لم تكن لديهما فقط الامكانية السياسية لان يكونا أحرارا."

ولكنه اضاف ان المحطات المشابهة الحديثة مثل قناة الحرة الناطق بالعربية وتمولها امريكا تستهدف جمهورا من المسلمين معاديا بشكل اكبر بكثير.

واردف قائلا ان"فكرة ..فلتكن لدينا محطة تلفزيون عربية ومحطة اذاعة عربية في العراق وهذا سيقنع المعتدلين بالتحدث ضد المتطرفين هراء بمعنى الكلمة ولا يعكس الواقع."

وقال ليفين ان احد الدروس المستفادة من الحرب الباردة والتي لها صلة بشكل أكبر بهذه القضية هي الحاجة الى تقديم مساعدات غربية بشكل كبير مثل الدعم الامريكي لشرق وجوب شرق اسيا من الخمسينات وحتى السبعينات والذي وضع أساس الاقتصاديات الفعالة في كوربا الجنوبية وتايوان وبلدان اخرى.

واردف قائلا مشيرا الى باكستان كمثال ان"الامر الاساسي هو انه يتعين عليك تقديم مساعدات اكبر للدول المهمة.

"ان مجرد حث الناس ليس أمرا طيبا. عليك ان تثبت لهم ان تحالفهم معنا سيحدث اختلافا في حياتهم وفي اقتصادياتهم."

وهذه الرسالة تردد أفكار براون الذي ركز بقوة على مساعدات التنمية خلال عقد من توليه منصب وزير الخزانة.

ولا يساور المسؤولون أي شكوك بشأن حجم هذه المهمة.

وقال مسؤول بريطاني "انها رسالة متطورة جدا وفعالة جدا علينا ان نواجهها.

"الحقيقة المرة الان هي ان اداءالجانب الاخر-القاعدة- أفضل."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 12 شباط/2007 -24/محرم/1428