اللاجئون العراقيون وسيلة ضغط ام محاولة لتبرير فتح حوار امريكي سوري..!

 حركت ازمة اللاجئين العراقيين المتفاقمة جمود الاتصالات بين الولايات المتحدة وسورية، حين سمحت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس »باجراء مباحثات دبلوماسية مع سورية« حول الازمة، هذا رغم ان الرئيس بوش رفض توصيات لجنة بيكر ـ هاملتون بفتح الحوار مع دمشق، وكذلك طهران حول الازمة العراقية الشاملة.

فقد قال المفوض السامي للاجئين التابع للامم المتحدة يوم الجمعة إن سوريا طمأنت المنظمة الدولية الى انها ستواصل استضافة مليون لاجئ عراقي رغم فرض لوائح جديدة للاقامة.

وابلغ انتونيو جوتيريس الصحفيين في دمشق ان الاجراءات التي فرضت قبل اسابيع قليلة وتطلب من العراقيين سرعة التقدم بطلب تصريح اقامة هي اجراءات ترجع الى بواعث قلق امنية ولا تمثل تغيرا في سياسة الحكومة بشأن استضافة اللاجئين.

وقال جوتيريس بعد الاجتماع بمسؤولين سوريين كبار "كان هناك تصريح واضح من اعضاء الحكومة الذين التقيت بهم انه لن يرد عراقيون الى العراق رغما عنهم في الظروف المأساوية الحالية."

واضاف في مؤتمر صحفي "ستستمر سياسة سوريا الخاصة باستضافة اللاجئين العراقيين."

وبموجب اللوائح الجديدة سيطلب من العراقيين ملء استمارة دخول لدى وصولهم الى سوريا والتقدم بطلب للحصول على اقامة خلال 15 يوما بدلا من ثلاثة اشهر.

وتصر السلطات السورية ايضا على ان العراقيين الذين يقيمون في البلاد بدون تصريح اقامة يجب ان يتقدموا للحصول على تصريح.

وانتقد السياسيون العراقيون بشدة الاجراءات الجديدة قائلين انها ستحد بشدة من خيارات العراقيين الذين يفرون من العنف. وفرض الاردن وهو وجهة اخرى للاجئين العراقيين قيودا صارمة على دخولهم.

وتضررت الروابط بين سوريا والحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة بسبب المزاعم عن دعم سوري للمتمردين المناهضين للوجود الامريكي. وما تزال العلاقة متوترة رغم استعادة الروابط الدبلوماسية في ديسمبر كانون الاول.

ويقول لاجئون عراقيون ان السلطات السورية ترحل العراقيين المتهمين بإذكاء التوترات الطائفية في وطنهم.

ويقدر المفوض السامي للاجئين ان ما يصل الى مليوني عراقي انتقلوا الى الدول المجاورة وخاصة الى سوريا والاردن قبل ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق في حين نزح 1.7 مليون شخص داخليا.

وقال جوتيريس انه يتفهم بواعث القلق الامني لدى سوريا.

بدورها أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، أنها أجازت لسفارة بلادها في العاصمة السورية دمشق، ببدء محادثات مع حكومة الرئيس السوري بشّار الأسد بشأن أوضاع اللاجئين العراقيين، إلا أنها قللت من فرص إجراء محادثات أشمل بشأن العراق.

وكان الكونغرس الأمريكي وجه انتقادات حادة لإدارة الرئيس جورج بوش، لعدم بذله جهودا في هذا الشأن والسماح فقط لـ466 لاجئا عراقيا باللجوء للولايات المتحدة منذ الغزو الذي قادته واشنطن ضد العراق في ربيع عام 2003.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في بداية هذا الأسبوع تشكيل وحدة عمل خاصة لبحث قضية اللاجئين العراقيين.

ويتوقع أن تنظر هذه اللجنة في رفع مستوى المعونات الإنسانية للاجئين في دول الجوار، وهل ينبغي لوزارة الخارجية أن تساعد العراقيين الذين يعملون لها في العراق ويكونون عرضة للتهديد، على الهجرة إلى الولايات المتحدة.

تأكيد رايس بشأن فتح قنوات حوار مع السوريين، جاء خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي لعرض موازنة وزارتها، الخميس.

وقالت رايس إنها منحت توجيهات لأعلى دبلوماسي عامل في سفارة واشنطن بدمشق للتحدث مع السوريين في قضية تدفق اللاجئين العراقيين، لكنها شددت بوضوح أن ذلك لا يعني مقدمة لبدء محادثات أوسع حول العراق.

ولفتت رايس إلى أنها غير معنية بالتحدث مع الحكم السوري في قضايا شمولية تتعلق بالمنطقة، معربة عن قلقها من أن تستغل دمشق هذا الوضع للمطالبة بتنازلات من لبنان حيث كانت تتمتع بنفوذ سياسي قوي قبل أن تسحب قواتها في عام 2005 تحت ضغط دولي.

وقالت كبيرة الدبلوماسية الأمريكية "بالنظر إلى الظروف المتعلقة بتصرف السوريين في لبنان، إنني قلقة من أن التحدث مع سوريا الآن بشأن العراق، سيكون له تراجع لنا فيما تعلق بلبنان، وفيما تعلق بما يتطلع له السوريون.."

يُذكر أن الإدارة الأمريكية دأبت على اتهام سوريا بأنها لا تبذل جهودا تذكر لوقف تدفق المقاتلين والأسلحة عبر حدودها مع العراق.

وكانت واشنطن قد سحبت سفيرها من دمشق عام 2005 إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وسط بيروت، فيما تتهم تورط مسؤولين سوريين بعملية الاغتيال، وهي تهم تنفيها دمشق.

واوضحت رايس للجنة في الكونغرس انها كلفت القائم باعمال الولايات المتحدة في دمشق مايكل كوربن الاجتماع مع المسؤولين السوريين في اطار مبادرة امريكية جديدة لتطويق ازمة اللاجئين العراقيين.

وقالت لدينا قائم بالاعمال يجري محادثات مع السوريين حول قضايا عدة (...) لكنني سمحت له بشكل صريح التحدث الى السوريين بشأن قضية اللاجئين«.

واكد مسؤولون ان هذه المحادثات لا تشكل على الاطلاق اي تغيير في سياسة الولايات المتحدة التي تقضي بعدم اجراء اي اتصالات على مستوى دبلوماسي عال مع حكومة الرئيس بشار الاسد في سورية التي تتهمها واشنطن بدعم المتمردين المعادين للامريكيين في العراق.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الامريكية ان ذلك مطابق ومتلازم مع علاقاتنا القائمة مع سورية وليس شيئا يمثل اي تغيير في مقاربتنا.

واضاف ان دور سورية في ذلك لا يتجاوز كونها موقعا اول للاجئين العراقيين.

وكشفت رايس هذه المعلومات خلال جلسة حول ميزانية وزارة الخارجية للعام 2008 امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الا انها لم تتحدث عن الامر الا بعد ان وجه اليها احد اعضاء مجلس الشيوخ سؤالا بهذا الخصوص.

ورحب توم لانتوس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بهذه الخطوة وقال ارحب بتشكيل مجموعة عمل رفيعة المستوى«، معتبرا ان تحرك الادارة في قضية اللاجئين »كان ضعيفا حتى الان.

وطالب بزيادة المبلغ الذي خصصته الادارة الامريكية (50 مليون دولار) خمسة اضعاف لمواجهة هذه الازمة في السنتين المقبلتين.

واكدت وزيرة الخارجية خلال الجلسة علينا فعلا الاهتمام بالاشخاص الذين يمكن ان يواجهوا مخاطر بسبب علاقاتهم معنا.

اما السناتور عن نبراسكا شاك هاغل ان حوارا كهذا يعني اننا نعمل مع السوريين.وردت رايس انها مسألة انسانية.انها مسألة تقلقنا كثيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 11 شباط/2007 -23/محرم/1428