في ذكرى العسكريين.. حتى لا يصبح البقيع بقيعين

عبد الوهاب سلمان

 انطلقت يوم الخميس الحملة الامنية لحماية بغداد من الارهاب.. التي نتمنى لها كل الامن والاستقرار.. ومن المفارقات هو ان تتزامن هذه الانطلاقة لتأمين بغداد مع الذكرى الاولى للعدوان الارهابي الجبان  على حرم الامامين العسكرييين عليهما السلام وسرداب الغيبة للامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه  وذلك في الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام.. ذلك التفجير الذي كان بداية لخروج المراقد المقدسة بشكل تام ورسمي من ايدي اهلها واحق الناس بها وهم شيعة آل البيت عليهم السلام.

ان مأساة سامراء.. لا تقل عن مأساة بغداد.. ان لم تفوقها.. فرغم فداحة الخسائر التي يتعرض لها الشيعة في بغداد بشكل شبه يومي.. الا ان خسارتنا لمراقد ائمتنا عليهم السلام وتعطيلها ومنع زيارتها.. وجعلها ركاماً.. ومرتعاً للعب اولادهم.. بل ومكاناً لتأبين طاغيتهم صدام.. هي خسارة افدح.. وتتطلب منا ومن الحكومة العراقية بالذات القيام بجهد فاعل لاعادة بناء المراقد.. وتأمين سامراء..

 لان غياب الامن كان السبب الاهم.. بل التبرير الابرز لعدم القيام باي جهد من اجل اعادة بناء المراقد المقدسة.. بل وعدم تأمين حماية لاستمرار الزيارة مع استمرار الهدم.. اذ لا يُعقل ان تتعطل الزيارة لان المراقد مهدمة..

اننا نزور ائمة البقيع عليهم السلام منذ زمان رغم ان مراقدهم الطاهرة مهدمة.. وبالامكان اقامة سياج مؤقت يحيط بالمراقد المطهرة.. وتأمين فتحها للزائرين الذين تتقطع قلوبهم وهم يشاهدون الفاجعة مستمرة.. والمنع متواصل.. وتتوق ارواحهم لزيارة ائمتهم عليهم السلام وكسر هذا الطوق المفروض من حولهم.. لا يبالون باي تهديدات امنية مبالغ  فيها.. فائمتنا عليهم السلام نفديهم بارواحنا ومهجنا..

 السنا نقرأ في زيارتهم ( بأبي انت وأمي ).. انهم اهم عندنا من ابائنا وامهاتنا.. ان امن مراقدهم.. واعادة بناءها اهم بالتالي عندنا حتى من امننا الشخصي.. واستقرارنا. ونتمنى ان تنطلق قريباً خطة امنية من اجل سامراء.. ومن اجل مراقد الائمة الاطهار عليهم السلام فيها..

فمع استمرار هدم المراقد الشريفة والمقامات السامقة لثلاثة من المعصومين عليهم السلام.. ومع استمرار عدم الاهتمام بهذه القضية بل وتناسيها..لم يعد من المناسب الاهتمام بقضايا اخرى.. مهما كانت  مهمة فهي ليست باهمية الفاجعة الكبرى في هدم الحرم المقّدس..

سنة مضت  منذ الفاجعة وهدم حرم الامامين العسكريين عليهما السلام.. وينبغي ان نعمل شيئاً ( الآن ) حتى لا يستمر الوضع على ما هو عليه الآن. اذا ما استمر تجاهلنا لهذه المأساة الكبرى.

نرجو ان يتم في هذه الذكرى.. مسيرة مليونية نحو الحرم المهّدم.. بحماية القوات الحكومية.. تصل سامراء.. وتقيم مراسيم العزاء وتضع حجر الاساس للبدء باعمار المراقد الطاهرة.. باشراف المرجعية.. ويدعى اليها الشيعة من كافة انحاء العالم.

نتمنى ان تتصدى المرجعيات لهذا الامر الهام عبر العديد من المقترحات :

ان تشكل المرجعيات هيئة عليا دائمة للاشراف على اعادة اعمار الحرم المطهر.. والاشراف على اجراءات نقل السدانة والاشراف للشيعة.

اصدار نشرة.. مجلة.. خاصة.. مختصة بمتابعة آخر الانجازات بشأن اعادة الاعمار والامن وما شابه ذلك المتعلقة بقضية الحرم المقدس.

تأمين الطريق للزيارة.. وتأمين عمارة سريعة للحرم حيث ان المدة المعلنة تبدو طويلة ( 5 سنوات ) تبدو قابلة لان تطول مع انعدام الامن والتباطؤ الحكومي الواضح في ذلك.

وخلال البناء لا ينبغي ان تنقطع الزيارة.. بل اتخاذ الاجراءات لاستمرار الزيارة مع اعمال البناء.. وهذا ممكن ويحدث في الكثير من الاماكن الهامة التي يُراد تجديدها كالمتاحف او الصالات الهامة او المطارات.

الاهتمام بتشكيل قوة خاصة لحماية المراقد المقدسة.. تشمل ايضاً الحماية الجوية ( شبكة دفاع جوي ).. فهناك معلومات عن محاولات للقيام بعمليات انتحارية ضد المراقد المقدسة بالطائرات كما حدث في مبنى التجارة في نيويورك.. سيما ان المطارات العراقية مخترقة وليست مجهزة تماماً وقابلة للاختراق.

البدء بمشروع اعادة حوزة سامراء التي اسسها المجدد الشيرازي قدس سره.. واعادة العوائل الشيعية الى المدينة..

وضع خطة حكيمة ومدروسة لاعادة العوائل الشيعية التي أُخرجت قسراً من سامراء طول السنوات الماضية.. سيما وان التهجير مستمر ضد الشيعة وحتى الايام الاخيرة شاهدنا عوائل شيعية مهجرة من سامراء أُخرجت في الاونة الاخيرة.

هناك خطورة ان تصبح المراقد المقدسة في سامراء بقيع آخر.. ويستمر وضعها هكذا.. مع استمرار الاهمال والتجاهل من قبل الحكومة العراقية.... والناس بشكل عام.. وهنا تقع المسؤولية الكبيرة على الاعلاميين و العلماء والخطباء للتذكير الدائم والمركز بالقضية في كل مجلس وكل مناسبة – تخصيص فقرة ثابتة في كل مجلس للحديث عن القضية ومتابعة آخر تطورات البناء والامن وما شابه.. واثارة القضية باستمرار حتى تبقى حية.. وينبغي ان تكون القضية كذلك في الفضائيات الشيعية ووسائل الاعلام الشيعية بشكل عام.

القضية لا تخص العراقيين فحسب.. بل الشيعة في كل العالم.. لذلك ينبغي ان تكون قضية المراقد المهدّمة قضية مركزية لدى الشيعة في كل مكان.. ويضغطوا على الحكومة العراقية للتحرك بجدية لبناء المراقد وتأمين سامراء والطريق اليها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 9 شباط/2007 -21/محرم/1428