مسلمو سريلانكا يعانون في خضم صراع متفاقم

 على غرار آلاف المسلمين غيره أمهل متمردون من جبهة نمور تحرير تاميل ايلام رسول حنيفة وهو صاحب متجر ساعتين فقط ليحزم متاعه ويغادر منزله في شمال سريلانكا.

وقالوا إن بمقدوره فقط أن يحمل معه 150 روبية (1.40 دولار) وبعض ملابسه وسيسمح له بالعودة متى فازت جبهة النمور في صراعها مع الحكومة حيث تقاتل لاقامة وطن مستقل لاقلية التاميل في شمال وشرق البلاد كما تنقل ذلك (رويترز).

وبعد 17 عاما لايزال حنيفة وأسرته التي تتألف من ثمانية أفراد يعيشون في مخيم رملي داخل أكواخ مسقوفة بالقش في مكان منعزل في غرب سريلانكا وقد طواهم النسيان وأصبحوا مهمشين في خضم صراع عرقي متفاقم بين الغالبية السنهالية التي يعتنق معظم افرادها البوذية والتاميل ومعظمهم من الهندوس.

وقال حنيفة (42 عاما) وهو جالس في كوخ من القش حيث يبيع المشروبات المثلجة لنحو 1200 نازح يعيشون في مخيم في الانكودا الواقع على بعد 140 كيلومترا على طريق ترابي من العاصمة كولومبو "نحن مثل كرة قدم يتقاذفها جانبان."

وقال حنيفة بلهجة تغلفها المرارة "النمور لن يعيدونا والحكومة منشغلة للغاية بتسوية أمور معهم عن منحنا مأوى دائم."

والمخيم الذي بناه النازحون بأنفسهم على قطعة أرض حكومية لا قيمة لها وتبعد أميالا عن أقرب قرية ليس لها حتى اسم تعرف به حتى لا يضفى على الوضع صفة الديمومة.

وتقول الحكومة التي تقدم حصصا من الأغذية الجافة للنازحين كل شهر انه يتعين عليهم العودة متى طهرت المناطق الواقعة في شمال وشرق البلاد من متمردي التاميل ولكن ليس من المعروف موعد حدوث ذلك ولا حتى ان كان ذلك الامر ممكنا.

ويعاني مسلمو سريلانكا الذين يشكلون حوالي ثمانية بالمئة من مجموع السكان عادة من التجاهل في خضم صراع امتد 24 عاما ويعصف بالجزيرة التي يملؤها النخيل ويقطنها 20 مليون نسمة.

وبينما يتزايد عدد النازحين الذين يقدرون بالالاف من جراء معارك جديدة بين نمور التاميل والجيش في شرق البلاد فاض الكيل بثالث أكبر جماعة عرقية في البلاد وبدأت في نهاية المطاف الجأر بالشكوى.

والمسلمون الذين قلما كان لهم صوت مسموع لا يحظون بالثقة من أي من طرفي الصراع ويبقون منعزلين خارج أي عملية للسلام.

لكن أي حل سيكون مستحيلا في الغالب بدونهم على الاقل في شرق البلاد حيث يشكلون ثلث عدد السكان.

وقال ام.دي.ام رضوي الأمين العام لمجلس مسلمي سريلانكا وهي جماعة تشمل منظمات إسلامية "الحكومة تقاتل من أجل السنهاليين والنمور يقاتلون من أجل التاميل ولا يوجد من يساند المسلمين."

وطرد التاميل حوالي 85 الف مسلم (يتحدثون بلغة التاميل) من مناطق في الشمال في اكتوبر تشرين الاول 1990 ولم يقدم التاميل أي اعتذار أو تعويض للمسلمين عما سموه بالتطهير العرقي.

وقالت راشيابيهان التي كانت في السابعة من العمر عندما غادرت ديارها في منطقة مولايتيفو في الشمال ان أسرتها حاولت العودة للافلات من براثن الاوضاع المقيتة التي تخيم على حياتهم بالمخيم لكن لم يكن بمقدور أحد ضمان الأمن لهم حال عودتهم.

وقالت المرأة الحبلى في اشارة الى عمليات خطف الاطفال التي يتهم بارتكابها المتمردون وفصيل منشق "لا نحبذ البقاء هنا في المخيم ما دام لدينا بيت هناك لكن لا نعلم ان كان أولادنا سيكونون في مأمن."

ويعرف عن متمردي التاميل وفصيل كارونا المنشق الذي يتهم بوجود صلات تربطه بالجيش السريلانكي تجنيدهما لاطفال في صفوفهم وكثيرون منهم أخذوا من أسرهم عنوة.

وقالت "نريد السلام وإن كانوا لايستطيعون منحنا إياه اذن يتعين عليهم أن يحولوا هذه الى مستوطنة دائمة."

وتظاهر النازحون في مقر مقاطعة بوتالام وفي كولومبو مرات عديدة للضغط من اجل تسوية دائمة لقضيتهم لكن لم تجد مساعيهم أي استجابة.

وقال رضوي "هناك احباط وغضب والشبان يتشربون بالروح العسكرية على الاقل فكريا...ويتساءلون لماذا لا يمكن أن نعتني بأنفسنا طالما ان احدا لن يفعل ذلك."

وبعض الشبان مثل جماعة من الرجال في مخيم الانكودا المقام على ارض ترابية قالوا انهم انضموا الى جماعات غير حكومية لمساعدة غيرهم من النازحين المسلمين.

وقال سيراج الذي عاد لتوه من مهمة لمساعدة المسلمين في الشرق انهم يعانون من جراء عدم الثقة سواء من قبل النمور أو الحكومة.

وأوضح ان النمور اتهموا المسلمين بمساعدة الحكومة في حين اعتبرت الحكومة المسلمين خطرا أمنيا محتملا.

وقدمت الحكومة بنادق جديدة الى اعضاء لجان الدفاع التي تقوم بحراسة القرى السنهالية بينما لا تقدم لقرى المسلمين سوى "بنادق ضغط من القرن الثامن عشر" للدفاع عن انفسهم.

وقال سيراج "يخشون من ان تقديم الاسلحة للمسلمين قد يصير أمرا خطيرا.. لكن الناس يعتريهم الغضب وقريبا سيحصلون على أسلحة بطريقتهم الخاصة."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 11/كانون الثاني/2007 - 20 /ذي الحجة /1427