العراق ضحية الصراعات الاقليمية والاستخباراتية

  حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الولايات المتحدة وإيران على تسوية "صراعاتهما" خارج العراق، وعدم استخدام أراضيه كساحة للمواجهة، معبرا علانية ولاول مرة عن اعتقاده بأن إيران تستهدف القوات الأمريكية في بلاده.

وطالب المالكي، في مقابلة لـ CNN، عدم الزج ببلاده في صراع واشنطن- طهران قائلاً: "لن نسمح لإيران بلعب دور ضد الجيش الأمريكي.. كما أننا لن نسمح للأمريكيين بدور مضاد للجيش الإيراني."

واضاف: "ليس للعراق شأن بالصراع الأمريكي- الإيراني، وعلى الجميع احترام سيادته."

وتابع قائلاً: "أخبرنا الإيرانيين والأمريكيين بأننا نعلم بأن لكل منكما مشكلة مع الآخر، لكننا نطلب منكما حل خلافاتكما خارج العراق."

وقال: "لا نريد أن يتخذ الجيش الأمريكي العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة إيران أو سوريا."

وفي نبرة مشابهة للرئيس الأمريكي جورج بوش، رجح رئيس الحكومة العراقية  علانية إمكانية استهداف إيران للقوات الأمريكية في بلاده، وقال:"لن نقبل بأن تستخدم إيران العراق للهجوم على القوات الأمريكية.. ولكن هل هذا قائم؟... أنه قائم .. أؤكد أنه واقع الحال، لأنه يستند على الصراع القائم بين الدولتين."

وسبق أن أتهم الرئيس الأمريكي مراراً حكومة طهران باستهداف قوات بلاده في العراق، وتسليح وتمويل وتدريب المليشيات العراقية المناوئة لها، وذلك في إطار حملة لحشد الدعم لإستراتيجيته الجديدة هناك.

وتتضمن الإستراتيجية الجديدة تعزيز القوات الأمريكية في العراق بـ21500 جندي إضافي.

وتصاعدت حدة اتهامات إدارة واشنطن الثلاثاء، إثر نظرية أمريكية ترجح تورط إيراني في هجوم كربلاء، الذي استهدف مكتب التنسيق المشترك، وأدى إلى مصرع خمسة جنود أمريكيين في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وقال المالكي إن "الحدس" الأمريكي بشأن الأنشطة الإيرانية في العراق  يستند على معلومات استخباراتية."

كما طالب المالكي دول الجوار عدم انتهاك سيادة العراق، بدعوى الوجود الأمريكي هناك، والحرب الطائفية والخلافات السياسية.

وتجاور العراق كل من إيران والكويت والأردن والمملكة العربية السعودية وسوريا فضلاً عن تركيا.

وأشار رئيس الحكومة العراقية في هذا الصدد قائلاً: "إيران شيعية ونحن شيعة، ولدينا الكثير من الشيعة في العراق. إلا أن هذا لا يبرر التدخل الإيراني في العراق.. نحترم هذه العلاقة، ولكن لن نسمح بمثل هذا التدخل... أيضاً، العراق دولة عربية، وغالبية سكانه من العرب، ولكن هذا أيضاً لا يبرر تدخل الدول العربية في شؤونه."

وتطرق المالكي خلال المقابلة إلى العديد من القضايا الداخلية، على رأسها المليشيات المسلحة، وتعهد باجتثاث جميع الكيانات التي تؤجج العنف، من ضمنها مليشيات جيش المهدي.

وقال المالكي إن الكتلة الصدرية ملتزمة بحظر الجماعات المسلحة وعدم التدخل في الخطة الأمنية الجديدة، وإن التزامها يجب أن يتُخذ قدوة "للجماعات الأخرى التي لديها مليشيات مسلحة لإعلان دعمها لخطة بغداد الأمنية."

إلا أنه طالب جميع الحركات المسلحة احترام القانون قائلاً: "سأطبق القانون على الجميع، على المليشيات والأحزاب السياسية والمشاركين في العملية السياسية.. الحكم للقانون، ومن يقف إلى جانبي في احترام القانون والحكومة سيكون حليفاً وشريكاً، ومن يتمرد سيعد خصماً."

وقال إن جهود إحلال السلام والأمن في العراق لا ترتهن بالعمليات العسكرية، بل بتحرك سياسي يتطلب عزيمة الشعب ووضع الاختلافات العرقية والقبلية والطائفية والمذهبية جانباً.

ويشكك الكثير من المسؤولين الأمريكيين في مدى التزام المالكي في حل المليشيات التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، التي تقف وراء العنف الطائفي الذي يطحن العراق.

وكان عضو لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، بيل نيلسون، قد وجه الثلاثاء انتقاداً لاذعاً لرئيس الوزراء العراقي، الذي وصفه بأنه إما " أنه يفتقر العزيمة أو الأعصاب، لاجتثاث المليشيات."

وفي سياق متصل نقلت الـ    BBCان الحكومة العراقية وجهت دعوة الى الدول المجاورة للعراق بما فيها ايران لحضور مؤتمر يعقد في بغداد في شهر مارس آذار المقبل لبحث سبل تدعيم الامن في البلاد.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية العراقية إن الدعوات لحضور المؤتمر قد ارسلت بالفعل الى كل من ايران والاردن والكويت والمملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا اضافة الى مصر والبحرين وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

وكانت ايران وسوريا قد دعتا في وقت سابق من الشهر الجاري لعقد مؤتمر على هذه الشاكلة.

من جانبه، كرر نائب الرئيس السوري دعوة بلاده للمصالحة في العراق.

ونقلت وكالة سانا السورية الرسمية للانباء عن الشرع قوله إن بلاده تناشد العراقيين جميعا المشاركة في العملية السياسية والسعي في سبيل تحقيق المصالحة.

من جهة اخرى نقلت الـ BBC اهتماما خاصا من الصحف البريطانية حول عنوان مفاده "الخطف والذبح على الطريقة "العراقية" يتحدث عن كشف الأجهزة الأمنية البريطانية عن مخطط لخطف وذبح جندي بريطاني مسلم وتصوير عملية الذبح ومن ثم نشرها في مواقع الانترنت التابعة للمتشددين الإسلاميين.

وحسب المصادر البريطانية فان المخطط كان يستهدف جنديا بريطانيا مسلما يخدم ضمن القوات البريطانية التي تعمل في أفغانستان و يعيش الجندي الآن تحت الحماية ولا يعرف مكان تواجده حاليا.

وتحت عنوان "من بغداد إلى برمنجهام توقيف 9 بريطانيين حول خطة خطف جندي مسلم" تحدثت صحيفة الاندبندنت إن الخطة التي تقول السلطات البريطانية إنها تمكنت من إفشالها مؤخرا وألقت القبض على المتورطين فيها بأنها تثير القلق هنا لأنها عبارة عن نقل للأساليب التي يتبعها المسلحون في العراق إلى داخل بريطانيا.

وتقول الصحيفة إن كل خطط القاعدة التي كشفت عنها الجهات الأمنية البريطانية كانت تهدف إلى قتل اكبر عدد من ممكن من البريطانيين باستخدام متفجرات لكن بعد الكشف عن الخطة الجديدة يكون المتطرفون الإسلاميون في بريطانيا قد بدءوا بإتباع الأساليب التي يلجأ إليها المسلحون في العراق في خطف وذبح ضحاياهم وتصوير عملية الذبح ومن ثم نشرها في مواقع الانترنت.

وتنقل الصحيفة عن بعض الجهات الأمنية البريطانية قولها إن مجرد ذكر كلمة الخطف تثير الخوف في أوساط الرأي العام البريطاني وان " الإرهابيين يحاولون نشر الرعب في المجتمع بكل الأساليب الممكنة.

أما صحيفة التايمز فقالت إن المخطط كان يستهدف أصلا كل الجنود البريطانيين المسلمين الذين يخدمون في العراق و في أفغانستان أثناء تمضيتهم فترة الإجازة في البلاد لكن المتورطين في المخطط في النهاية اختاروا ثلاثة جنود منهم فقط.

وتقول الصحيفة إن الجهات الأمنية البريطانية تراقب المتورطين في المخطط منذ أكثر من 6 أشهر.

وتقول الصحيفة إن المخطط كان سينفذ خلال 72 ساعة وان نشر صور شريط عملية الذبح على الانترنت كان سيرفق بإعلان مفاده " هذا مصير الخونة الذين يحاربون في العراق وأفغانستان".

أما صحيفة الجارديان فتشير إلى أن أشهر عمليات الخطف و الذبح التي حدثت فكانت في العراق حيث تم خطف وذبح كل من البريطاني كن بيجلي والبريطانية مارجريت حسن والأمريكي نيك بيرج وجرى تصور عمليات ذبح هؤلاء ونشرها على شبكة الانترنت وتقول الصحيفة إن الخاطفين قاموا بحجز الضحايا و تعذيبهم لبعض الوقت قبل ذبحهم من اجل إثارة الرأي العام والحصول على اكبر تغطية إعلامية ممكنة لهم.

وتقول الصحيفة انه يعتقد على نطاق واسع أن من قام بعملية الذبح كان القائد السابق لتنظيم القاعدة في العراق والذي قتلته القوات الأمريكية في غارة جوية بالقرب من مدينة بعقوبة العام الماضي.

أما صحيفة الفايناشيال تايمز فتقول إن الإعلان عن الكشف عن هذا المخطط جاء بعد أسابيع قليلة من مقتل الجندي البريطاني المسلم جبرون هاشمي وهو أول جندي بريطاني مسلم يقتل في أفغانستان واثنت الحكومة البريطانية على شجاعته لكنه تعرض لإساءة والسخرية على مواقع الانترنت التي لها علاقة بالمتشددين الإسلاميين.

وتشير الصحيفة أن نسبة المسلمين في مدينة برمنجهام التي جرت فيها الاعتقالات تبلغ حوالي 20 بالمائة من السكان وان أربعة من أبنائها المسلمين محتجزون في معسكر جوانتامو وأن جميع المتورطين في المخطط هم من أصول باكستانية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 2 شباط/2007 - 13 /محرم/1428