الاسلاك الشائكة تفصل سكان الكهوف الفلسطينيين عن الحطب

بالنسبة لسليمان الحوامدة (73 عاما) وهو اب لعشرة ابناء فان المنزل هو كهف عميق على سفح تل قاحل في الضفة الغربية.

يسكن الحوامدة و120 فلسطينيا اخر في مجموعة الكهوف التي تعرف باسم غوينا فوق والتي تمتد عبر ما يسمى "الخط الاخضر" الذي كان يفصل بين اسرائيل والضفة الغربية قبل حرب عام 1967، كما تنقل رويترز ذلك.

يستخرجون احتياجاتهم من المياه من الابار ويجمعون الحطب للطهي مثلما كان يفعل أجدادهم الذين استقروا هناك للمرة الاولى ابان الحكم العثماني قبل اكثر من قرن مضى.

ويحصل سكان غوينا فوق على قوتهم بالكاد من الزراعة ورعي الاغنام في التلال الصخرية الواقعة على بعد 40 كيلومترا جنوبي مدينة الخليل بالضفة الغربية. ويذهب الكثير من الاطفال الى المدرسة في أقرب بلدة فلسطينية وهي بلدة السموع والتي تقع على مبعدة ساعة باستخدام الحمار.

ويشترك سكان الكهف في طبق لاستقبال القنوات الفضائية وجهاز تلفزيون يعمل بضع ساعات كل ليلة باستخدام بطارية سيارة.

وتمنعهم السلطات الاسرائيلية من البناء على الارض كما أن سياج الاسلاك الشائكة الذي يفصل غوينا فوق عن مستوطنة شاني يحد من امكانية وصولهم الى منطقة تمتليء بالاشجار حيث يتوافر الحطب اللازم للطهي.

ويشكو الحوامدة وسكان اخرون من القيود الاسرائيلية لكنهم يقولون انهم يعيشون في هذه الكهوف باختيارهم وليس لديهم نية لمغادرتها.

وقال الحوامدة "نحن ننتمي الى هذه الارض. انها أرض أجدادنا."

وقال ابن عمه ويدعى احمد (31 عاما) "لا أستطيع أن أعيش في المدينة انها سجن كبير. أفضل البقاء هنا الى جانب ماشيتي."

على مبعدة بضع مئات من الامتار يعيش المستوطنون اليهود في منازل لها أسطح حمراء وتوجد في الباحة الخلفية لبعضها أحواض سباحة.

ومن بين أكبر سكان غوينا فوق يوسف خليل (70 عاما) الذي يقول ان جده كان من اوائل الفلسطينيين الذين استقروا في الكهوف في القرن التاسع عشر.

وأضاف محمد رواشدة (60 عاما) "ولدت هنا وسأموت هنا."

وأقامت اسرائيل سياجا من الاسلاك الشائكة منذ نحو عام وهو امتداد لجدار فاصل تبنيه في وحول الضفة الغربية.

وفي مناطق أخرى فان الجدار مبني من الخرسانة. وتقول اسرائيل انه يساعد على منع المهاجمين الانتحاريين لكن الفلسطينيين يصفونه بأنه محاولة للاستيلاء على الارض.

ويقول سكان فلسطينيون من غوينا فوق انهم تخالجهم مشاعر مختلطة ازاء السياج. فمن السلبيات أنه يمنعهم من الوصول بحرية الى منطقة الاشجار أسفل مستوطنة شاني مثلما كانوا يفعلون لاجيال.

لكنه ايضا يبقي المستوطنين على مبعدة مما ساعد على خفض الاشتباكات التي كانت تجري من وقت لاخر قبل اقامته.

ويبلغ عمق الكهف في غوينا عادة 60 مترا. وتنحت فتحته من الصخر.

وتقسم الكهوف الى ثلاث مناطق هي منطقة للمعيشة وأخرى للتخزين ومطبخ.

وينام سكان الكهوف على بطاطين ومراتب على الارض الصخرية. وليس هناك مياه جارية او كهرباء. ولا يملكون اثاثا وبخلاف التلفزيون الذي يتقاسمونه لا وجود لاجهزة حديثة.

وفي فصل الشتاء يشعلون نارا صغيرة من الحطب للتدفئة.

ويقول سكان غوينا فوق انهم ينامون خارج الكهوف في فصل الصيف تجنبا للثعابين والعقارب التي تبحث عن ملجأ من حرارة الجو.

وتوجد في غوينا فوق أربعة صهاريج للمياه منها واحد للناس وثلاثة للحيوانات التي تعيش في الكهوف في فصل الشتاء.

وقال موسى رواشدة (27 عاما) "نواجه مشاكل في المياه اثناء الصيف. ليست لدينا بدائل."

والى جوار الكهوف فان البناء الدائم الوحيد هو خيمة تستخدم كغرفة للتلفزيون. وقال لهم الجيش الاسرائيلي ان عليهم ازالة الخيمة لان البناء على هذه الارض محظور.

وقال عبد الهادي حنتش الذي يتولى مسائل الاراضي في بلدية الخليل انهم يعيشون في أزمة.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان الجيش يعمل مع سلطات التخطيط الاقليمية على اصدار أوامر ازالة "المباني غير المشروعة" في الضفة الغربية والتي يقيمها الفلسطينيون والاسرائيليون على حد سواء.

وتسمح السلطات الاسرائيلية من حين لاخر لفلسطيني واحد يستقل عربة يجرها حمار بعبور سياج السلك الشائك وجمع الفروع التي سقطت من الاشجار قرب مستوطنة شاني.

ويشكو الفلسطينيون من أن عليهم جمع كل الحطب الذي يسقط سواء كان صالحا للاستخدام في الطهي ام لا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 25 كانون الثاني/2007 - 5 /محرم/1428