إفتتاح معرض القاهرة للكتاب مع التوهان وفقدان الاتجاه الايديولوجية الاستهلاكية العدمية

 إفتتح يوم الثلاثاء معرض القاهرة الدولي التاسع والثلاثون للكتاب بمشاركة ناشرين من 26 دولة وتحل ايطاليا فيه كضيف شرف كما اختير نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الاداب شخصية الدورة الجديدة.

وسيكون الروائي التركي أورهان باموك الحاصل على جائزة نوبل في الاداب عام 2006 ضيف شرف المعرض.

ويشارك في المعرض الذي يعد الحدث الابرز من نوعه عربيا 667 ناشرا منهم 118 يمثلون 16 دولة عربية. ويبلغ عدد العناوين المطروحة في المعرض الذي يستمر حتى الرابع من فبراير شباط نحو 20 مليونا.

ويخصص المعرض الذي افتتحه الرئيس المصري حسني مبارك جناحا لعرض روايات محفوظ (1911 - 2006) في طبعاتها العربية المختلفة وترجماتها الى اللغات الاخرى التي تزيد على 40 لغة موزعة بين 500 ناشر اضافة الى بعض مقتنيات محفوظ.

وكان ناصر الانصاري رئيس مجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للكتاب قد أعلن في مؤتمر صحفي قبل أيام أن المعرض سيقدم 400 نشاط ثقافي وفني تشمل ندوات فكرية وأنشطة فنية وعروضا موسيقية وسينمائية تشارك ايطاليا في تقديم كثير منها باعتبارها ضيف شرف هذه الدورة.

ومن ندوات المعرض (الاستخدام السلمي للطاقة النووية) و(الاسلام والغرب) و(دور المجتمع المدني في التنمية) اضافة الى موائد مستديرة حول قضايا نشر الكتاب ومستقبل صناعة الكتاب الورقي في ظل النشر الالكتروني والترجمة من اللغة العربية واليها.

ويشارك باحثون عرب وايطاليون في ندوات تبحث علاقة الشرق بالغرب منها (معرفة الاخر.. هل مازال هناك دور للاستشراق..) و(الاعلام والمجتمع كوسيلة لفهم ولقبول الاخر) و (العولمة والجغرافيا السياسية.. فضاء للتعاون بين أوروبا والعالم العربي) و(شخصيات من العهد القديم والعهد الجديد والقران الكريم) و(أوروبا والمسيحية والاسلام على مدار 14 قرنا من الصداقة).

ويقام في الوقت نفسه معرض القاهرة الدولي لكتب الاطفال الذي كان مقررا أن يفتتح نهاية العام الماضي ويعرض كتبا ومجلات عربية وأجنبية موجهة للاطفال.

وفي هذا المعرض يثير الكاتب المصري البارز أنور عبد الملك أسئلة عن أسباب "التوهان وفقدان الاتجاه" التي يصف بها حال بلاده في السنوات الاخيرة وتبدو في مسلسل كوارث أودى بحياة مئات المواطنين اضافة الى "تراجع" الدور المصري خارجيا.

وقال في كتابه (المواطنة هي الحل) ان التوهان يؤدي الى التغييب وغياب الرؤية حتى تسللت الى نسيج المجتمع المصري أمواج "الايديولوجية الاستهلاكية العدمية... ومعها سلوك السلفية الرجعية" التي أدت في رأيه الى الانحراف بوجدان المصريين عن الوطنية كقاعدة للمواطنة "والولاء الاوحد للوطن" واحلال مرجعيات أخرى للولاء.

وأضاف في مقدمة طويلة عنوانها (في أصول البحث عن مصر) ان مصر مرت بموجات من التوهان "بعبارة أدق.. التتويه" مستعرضا كوارث أودت بأرواح مئات المصريين في غرق عبارة أو احتراق قطار أو مسرح باعتبارها تجليات لانصراف الدولة عن مسؤولياتها المركزية في "كافة مجالات حياة الشعب منذ عام 1973 لا سؤال عنها ولا ادانة ولا عقاب. دعنا من المحاسبة السياسية بينما يتحول انتصارنا في كأس افريقيا (لكرة القدم 2006) الى ما يشبه الملحمة يحتفل بها الاعلام بل وحتى مجلس الشعب كما لو كان حقيقة عبورا ثانيا بعد عبور أكتوبر" تشرين الاول 1973 الذي شهد حربا استعادت فيها مصر من اسرائيل جانبا من شبه جزيرة سيناء.

ووصف دور بلاده بأنه غائب في عالم جديد يتشكل الان بايقاع متزايد ويشمل اسيا الشرقية وأمريكا اللاتينية "مرورا من بزوغ (حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين) حماس واصرار المقاومة في العراق وفلسطين على كسر العدوان وكذا وقفة ايران الشامخة المصرة على السيادة والعزة."

ويصدر الكتاب غدا الخميس في القاهرة عن مكتبة الشروق الدولية ويقع في 630 صفحة كبيرة القطع متزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي بدأت دورته التاسعة والثلاثون يوم الثلاثاء.

ويحظى عبد الملك (83 عاما) باحترام كبير منذ أصدر كتابه الاول (مدخل الى الفلسفة) عام 1957 توالت كتبه ومنها (الجيش والحركة الوطنية) و/المجتمع المصري والجيش 1952 - 1970/

و/الفكر العربي في معركة النهضة/ و/ريح الشرق/ و/الصين في عيون المصريين/ وكرمته مصر بمنحه جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1996.

وأشار عبد الملك الى "تراجع السياسة المصرية وانحدار الفكر السياسي" مدللا على ذلك بما يعتبره غيابا للاهتمام بالسياسة الخارجية لبلاده في مرحلة تشهد مجتمعات الشرق في الصين والهند وفيتنام وكوريا "وثبة لم يشهدها التاريخ منذ القرن الحادي عشر.. وثبة نحن (المصريين) في قلبها ومن أهلها."

ويتوقف أمام معاهدة السلام المصرية-الاسرائيلية 1979 قائلا انها عزلت مصر عن العالم "وحاصرتها في دائرة السياسة الامريكية" بل يصف يوم 26 مارس اذار 1979 الذي وقعت فيه الاتفاقية بأنه "التأسيس الثاني لدولة اسرائيل ونهاية الرفض العربي على حد تعبير اثنين كبار من المفكرين الصهاينة التقدميين الليبراليين. اذ هو يضفي الشرعية على الدولة العنصرية."

وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة قد أصدرت عام 1975 قرارا ساوى بين الصهيونية والعنصرية ولكنها ألغت هذا القرار في التسعينيات بضغط أمريكي. ثم دعا مؤتمر دربان بجنوب افريقيا في سبتمبر أيلول 2001 الى اعادة تجديد قرار الامم المتحدة لاعتبار الصهيونية حركة عنصرية.

ويقترح عبد الملك عودة دوائر التحرك المصري في ثلاثة اتجاهات هي الجنوب حيث حوض النيل من السودان حتى اثيوبيا والدول المحيطة ببحيرة فيكتوريا وفي الشمال الشرقي حيث تأتي الغارات منذ الهكسوس في مصر القديمة "حتى حروب الدولة الصهيونية في عصرنا" اضافة الى العمق العربي في الشام والخليج.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 25 كانون الثاني/2007 - 5 /محرم/1428