مصطلحات نسوية: الاختلاف والتأخير

 الاختلاف

Difference

من القضايا المحورية في النقد النسوي للتفكير الثنائي فكرة (الاختلاف) وتدين معظم المناقشات النظرية حول الاختلاف بالفضل إلى أعمال فرديناند ديسوسير وجاك ديريدا وجاك لاكان وغيرهم عن اللغة وعملياتها الدلالية، الذين يرون أن المعنى لا يمكن أن ينشأ إلا من خلال الاختلافات ولا يمكن أن يستمر إلا من خلال الإحالة إلى معان أخرى، ويميل مذهب ما بعد الحداثة إلى التأكيد على تعدد (المختلف) ومن ثم رفض المقابلة الثنائية للآخر.

ويلاحظ أن مذهب ما بعد الحداثة عندما يعيد النظر في الهوامش والحدود يؤدي إلى خلخلة فكرة المركزية وما يرتبط بها من قضايا الأصل والهوية المتجانسة.

 ومن المنظور اللامركزي فإن كل ما هو (خارج المركز) سواء على أساس طبقي أو عنصري أو نوعي (مذكر أو مؤنث) أو على أساس الميل الجنسي أو الانتماء العرقي، يكتسب أهمية جديدة نتيجة لما فيه من اعتراف ضمني بأن ثقافتنا ليست حقاً كتلة واحدة متجانسة كما يشيع في المفهوم العام.

وفي محاولة للتصدي لوضعهن الهامشي في الثقافة السائدة التي تتمركز حول الذكر، تشترك الكثيرات من النسويات صراحة مع ما بعد الحداثة في التأكيد على الاختلاف، لا على المقابلة الثنائية والإقصاء.

ولعل النظرية النسوية تقدم أوضح مثل على أهمية الوعي بتنوع تاريخ المرأة وثقافتها وباختلافاتها المتداخلة على مستوى الانتماء العنصري والعرقي والطبقي وعلى مستوى الميول الجنسية. لكن الاختلاف لا بد أن يظل موضوعاً خلافياً حتى لا يتحول إلى بنية خطابية تفتقر إلى المرونة. 

الاختلاف والتأخير

Differance

مصطلح وضعه جاك ديريدا الذي يرى أن كل أنساق التفكير مبنية على نمط ثنائي ترتب فيه المفاهيم ترتيباً تقابلياً ويؤثر فيه أحد الزوجين على الآخر، الأمر الذي يتولد عنه المعنى، لكن مفهوم الاختلاف والتأخير يقاوم منطق (إما هذا وإما ذاك) في هذا النسق، ويرفض الوحدة والانغلاق ويؤكد على أن المعنى في آخر الأمر مؤقت. والاختلاف والتأخير لا يمكن استيعابه استيعاباً تاماً في صورة كلٍ غير إشكالي، ولذلك فإنه يتسم بالمبالغة، ويعد المصطلح مهماً للنظرية النسوية، وخصوصاً النظرية النسوية الفرنسية، فنجد أن هيلين سيسو مثلاً تربط بينه وبين فكرتها عن الكتابة الأنثوية، التي تحاول بطريقة مشابهة تقويض المنطق الثنائي الذي يقوم عليه خطاب النظام الرمزي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 23 كانون الثاني/2007 - 3 /محرم/1428