الاستخبارات الباكستانية تشجع صعود حركة طالبان مجددا في افغانستان

 ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن دبلوماسيين غربيين ومعارضين باكستانيين الاحد ان اجهزة الاستخبارات الباكستانية تشجع صعود حركة طالبان مجددا في افغانستان.

واكدت الصحيفة ان تشجيع الاستخبارات العسكرية نابع ليس فقط من اعتبارات دينية فقط بل من الرغبة في حماية المنطقة الغربية الضعيفة في باكستان.

واضافت ان عشرات المقابلات مع سكان على جانبي الحدود تدفع الى الاعتقاد بان مدينة كويتا تشكل قاعدة مهمة لطالبان وبان السلطات الباكستانية تشجع المتمردين.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن احد قياديي طالبان السابقين قوله ان الاستخبارات الباكستانية سجنته لانه رفض التوجه للقتال في افغانستان.

واعتقل اعضاء سابقون في ميليشيا الحركة الاسلامية او قتلوا حتى بسبب رفضهم استئناف نشاطاتهم داخل طالبان حسبما اضافت الصحيفة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن دبلوماسي غربي في كابول قوله ان "الباكستانيين يدعمون فعليا طالبان".

بدوره قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي يوم الاحد إن "دوائر باكستانية معينة" تحمي المسلحين الذين يقاتلون الحكومة والقوات الاجنبية في أفغانستان وأضاف أن المخدرات والفساد في حكومته يساهمان في أعمال العنف.

وقال كرزاي الذي كان يتحدث في مستهل دورة جديدة للبرلمان الافغاني إن خطر المسلحين والمخدرات سيزيد حدة في السنة المقبلة وناشد الناس الاحتشاد من أجل الدفاع عن البلاد.

وقال كرزاي في اشارة الى العام الماضي الذي كان الاكثر دموية منذ الاطاحة بحركة طالبان عام 2001 "واصل أعداء حرية واستقلال أفغانستان بشكل مخز للغاية تدخلهم في شؤوننا الداخلية."

وأضاف "شكلوا جماعات ارهابية تتألف من شبكات ارهابية دولية تحت حماية دوائر باكستانية معينة لتحويل أطفالنا ومعلمينا ورجال الدين بلا رحمة الى شهداء."

ولقي أكثر من أربعة آلاف شخص حتفهم في أعمال عنف بأفغانستان في العام الماضي وتتوقع قوى غربية زيادة مستوى الهجمات عند تحسن الاحوال الجوية خلال فصل الربيع.

وكانت باكستان مصدر الدعم الرئيسي لطالبان حتى هجمات 11 سبتمبر أيلول عندما انضمت الى الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على الارهاب.

ولكن غضب أفغانستان من تسلل مقاتلي طالبان من باكستان سبب توترا شديدا في العلاقات بين البلدين الحليفين لواشنطن.

وأعلن الجيش الامريكي زيادة حادة في عدد هجمات طالبان من باكستان حيث يقول مسؤولون بالجيش الامريكي إن قيادة طالبان متمركزة في منطقة القبائل التي تشيع بها الفوضى.

وتقر باكستان التي تحارب متشددين في المنطقة القبلية الواقعة على الحدود بأن بعض المتشددين يتسللون الى أفغانستان ولكنها تقول ان طالبان تمثل مشكلة أفغانية تتفاقم من جراء الفقر والغضب من الحكومة بسبب الفساد.

وأبرز كرزاي الخطر الذي يمثله الفساد.

وقال كرزاي "فساد الادارة من بين المشكلات الرئيسية في الحكومة والمجتمع. هناك صلة مباشرة بين الارهاب وزراعة المخدرات وتهريبها وفساد الادارة."

من جهتهم يقول مقاتلو حركة طالبان في أفغانستان إنهم سينفقون مليون دولار على فتح مدارس في المناطق التي يسيطرون عليها لمواجهة دعاية الغرب والحكومة المدعومة من الغرب.

وحظرت طالبان على الفتيات التعليم خلال فترة حكمها وهاجمت المئات من المدارس وقتلت بعض المعلمين والتلاميذ في السنوات الاخيرة في اطار حربها على الحكومة ومن يدعمها من الغرب.

وقال عبد الحي مؤتمن المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي من مكان لم يكشف عنه "الاهداف هي اعادة فتح المدارس حتى يتسنى للاطفال المحرومين الاستفادة وثانيا مواجهة دعاية الغرب ودماه ضد الاسلام والجهاد وطالبان." وتشير طالبان الى حكومة الرئيس حامد كرزاي باعتبارها دمية.

وتابع في وقت متأخر من مساء السبت "سيتعلم الطلبة مواد تتوافق مع تعاليم الاسلام والجهاد."

وأضاف أن المدارس ستفتح بداية من مارس اذار في 14 منطقة. ولم يتضح ما اذا كانت ستفتح للفتيان والفتيات أم للفتيان فقط.

وأحرز تقدم في مجال التعليم منذ الاطاحة بطالبان عام 2001 وعاد ما يصل الى ستة ملايين طفل أفغاني للتعليم بالرغم من أن عددا كبيرا ممن يفترض عودتهم لا يذهبون للمدرسة.

وقال صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) العام الماضي ان نحو نصف فتيات أفغانستان في سن المدارس الابتدائية لا يذهبن للمدرسة ويرجع ذلك جزئيا لخوف الاباء على سلامتهن.

وأغلقت مئات المدارس خاصة في جنوب وشرق البلاد اما بسبب تعرضها لهجوم أو بسبب مخاوف المعلمين من الهجمات.

ويقول محللون ان طالبان تستهدف المدارس لاقناع الافغان بأن الحكومة لا يمكنها حمايتهم ولا يمكنها السيطرة على البلاد. وفي الكثير من المناطق تعد المدارس الرمز الوحيد لسلطة الحكومة.

وشكلت الحكومة ويونيسيف قوة عمل خاصة لمحاربة هذه المشكلة مع التركيز على تحسين الرقابة وفرق المراقبة الخاصة وتشجيع المجتمعات والاباء على نقل المعلومات والمساعدة في اعادة فتح المدارس المتضررة أو المدمرة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 22 كانون الثاني/2007 - 2 /محرم/1428