مصطلحات ادارية: التنظيم العلمي للعمل

 التنظيم العلمي للعمل

Scientific management

مجموعة من القواعد والطرائق هدفها تنظيم العمل في مشروع أو إدارة، في إطار هاجس مفاده زيادة الإنتاجية دون الضرر بالعامل.

فكرة تنظيم العمل على نحو علمي وُلدت في القرن التاسع عشر وطورها المهندس الأمريكي ف. و. تيلور (1856 – 1915). وحلل تيلور، الذي كان أول (مهندس مستشار في التنظيم)، تحليلاً منهجياً تلك الحركات المهنية بغية حذف ما كان منها غير مفيد وتحديد الإيقاعات الأكثر نجوعاً. فازداد إنتاج مصنع الصلب في بتلهام 400 بالمئة بفضل هذه الطريقة، عام 1885.

 ولكن العامل الإنساني كان مهملاً وكان الأجر المحسوب على القطعة المنتجة قد أصبح (علاوة إرهاق) فاقترح إذن ج. إ. مييو (1927) وإ. أتزلر (1927) وتلاميذهما تنظيمات أخرى حيث كانت معطيات علم النفس والفيزيولوجيا الإنسانية قد وجدت نفسها مندمجة.

 ولا ينبغي أن ينظر إلى العامل على وجه الخصوص من وجهة نظر قدرته الجسمية على سبيل الحصر، بل أن ينظر إليه أيضاً من وجهة نظر قدراته الاجتماعية. والواقع أنه لا يستجيب عادة لمقتضيات المشروع بوصفه فرداً منعزلاً. بل بصفته عضواً في جماعة تؤدي التواصلات، وضروب التعاطف، وظاهرات القيادة والسلطة، دوراً في كنفها.

 وتوسع حقل تطبيق التنظيم العلمي للعمل توسعاً تدريجياً، وأخذت الطريقة بالحسبان عدداً من العوامل الأخرى أكثرها أهمية هي: إدارة المخزونات، وتنسيق العمليات المختلفة وتخطيطها، والرقابة الدقيقة على الميزانيات والمنتجات المصنعة.

ويطبق تنظيم العمل حالياً في غالبية المشروعات والأقسام أو الإدارات، ولكنه مستمر في إثارة مشكلات كثيرة. وعلى هذا النحو إنما تبادل عام 1969 عمال فرنسيون شباب في مصنع كبير لصناعة السيارات، يحتجون على شرعية التنظيم وتوزيع مراكز العمل، مواقعهم، إذ برهنوا بالوقائع على صوابية اعتراضاتهم. وكانوا يرفضون بهذا الأسلوب أن يكون محكوماً عليهم ألا ينجزوا سوى فاعلية محدودة تسبب الاغتراب.

وولدت مشكلات تنظيم العمل من صعوبة الأخذ بالحسبان معاً وجهة نظر الاقتصاد الوطني ووجهة نظر المصالح الخاصة، ووجهة نظر الإنسان في العمل. فلا بد من وجود تسوية حتى لا تحدث زيادة الإنتاج على حساب العامل. إن هذا التنظيم، يقول جان فوراستيه (المولود عام 1907)، ينبغي له أن (يقدم المبادرة لكل عامل، مبادرة القيام بالفاعليات الموهوب بها جيداً) وأن يعفى من الأعمال التي لا يكون موهوباً بها، فالجانب المنطقي والعقلاني الوحيد من التنظيم العلمي للعمل غير كاف ليكون هذا التنظيم ناجعاً بالفعل، ولا بد أيضاً من أن تضاف إليه وجهة النظر الإنسانية، بحيث لا يقتصر الأمر على رضى الفرد، بل رضى الجماعة أيضاً.

 وتبرهن التجربة على أن المشروع الأكثر فاعلية هو أيضاً المشروع الذي يستجيب لتوقعات العامل على نحو أفضل والمشروع الذي يكون فيه الأسعد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 22 كانون الثاني/2007 - 2 /محرم/1428