حزن وغضب وعدم تصديق عربي بعد اعدام ونهاية الطاغية صدام

بعد ان تمكنوا بالكاد أن يصدقوا أعينهم وهم يرون صور الرئيس العراقي السابق الطاغية صدام حسين في غرفة الاعدام قال الاكراد والشيعة في العراق ان الرئيس السابق تجرع من نفس الكأس التي أعدها عندما أعدم يوم السبت. لكن بالنسبة للكثير من العرب السنة الذين كان صدام واحدا منهم كان اليوم يوما حزينا.

ولم تعرض القناة السنية الرئيسية في العاصمة سوى تغطية بسيطة للحدث. وعرضت قناة العراقية الرسمية صورا عنيفة لعملاء صدام وهم يعدمون ضحاياهم ويضربونهم.

وكما عرضت لقطات للضحايا الاكراد للهجمات الكيماوية وفيلما لرجل معصوب العينين وهو يدفع من فوق سطح مبنى.

وفرض حظر على تكريت مسقط رأس صدام ووردت تقارير عن وقوع اشتباكات متفرقة هناك. وقال سكان في العوجة القرية الفقيرة التي ولد فيها صدام ان الرئيس السابق بات الان شهيدا في المعركة ضد الحكومة التي تقودها الولايات المتحدة.

وقال شاب لرويترز في العوجة بدا متشككا في أن صدام أعدم بالفعل "هذه محكمة مرتزقة. الشعب العراقي يرفض هذه المحكمة. صدام هو الرئيس الشرعي للعراق. اذا كانوا أعدموه فسنثور. سنصبح قنبلة."

وتظاهر عدة مئات من أنصار صدام في الرمادي في محافظة الانبار الغربية حيث بؤرة الانشطة المسلحة التي يقودها العرب السنة ورردوا هتافات مثل "بالروح بالدم نفديك يا صدام".

وأغضب إعدام صدام حسين يوم السبت كثيرا من العرب وحتى من رأوا أنه يستحق الموت عبر بعضهم عن شكه في عدالة محاكمته.

وقال كثيرون إن إعدامه لادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية في يوم عيد الاضحى سيؤجج نيران العنف في العراق.

وقال ايهاب عبد الحميد الروائي والمحرر العام لصحيفة الدستور المستقلة في مصر "لست أشعر بأي حزن أو تعاطف مع صدام. لكن التوقيت غبي جدا ومن شأنه ان يدفع المسلمين للاعتقاد بأنه قد تم اختياره لاستفزاز مشاعرهم."

وقال عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن لقناة الجزيرة التلفزيونية "هذا التنفيذ بالطريق والتوقيت الذي تم (يوم عيد الأضحى) إهانة لكل العرب ولكل المسلمين... إهانة لديانة عظيمة مثل الديانة الإسلامية."

وأضاف أن "الناس في الشارع العربي يتساءلون من الذي يستحق الإعدام .. الحاكم صدام حسين الذي حافظ على وحدة العراق وحافظ على الهوية العربية والإسلامية والتعايش بين مختلف الطوائف السنية والشيعية ..هذا الرجل يستحق المحاكمة أم الذي ورط العراق بهذه الحرب الأهلية الدموية.."

ولم ترد تقارير عن خروج مظاهرات في العواصم العربية حيث انشغل المسلمون بعطلة عيد الاضحى.

وفي افغانستان التي كانت الهدف الأول السابق على العراق في الحرب التي اعلنتها الولايات المتحدة ضد الارهاب قال القيادي الكبير بطالبان ووزير الدفاع السابق الملا عبيد الله أخوند ان اعدام صدام سيوحد المسلمين ضد الولايات المتحدة.

وصرح لرويترز عن طريق الهاتف "إعدام صدام يوم العيد هو تحد للمسلمين. إعدامه سيرفع من روح المسلمين المعنوية. الجهاد في العراق سيزداد ضراوة والهجمات ضد القوات المحتلة ستزيد. الآلاف من الناس سينهضون والكراهية لأمريكا تملأ قلوبهم."

وصدمت أنباء إعدام صدام الفلسطينيين الذين اعتبر كثير منهم الرئيس العراقي السابق بطلا قوميا لإطلاقه صواريخ على إسرائيل أثناء حرب الخليج عام 1991.

وبعد تلقيهم الأنباء في اتصالات هاتفية أو رسائل نصية على هواتفهم المحمولة أسرع كثير من الفلسطينيين في غزة عائدين إلى منازلهم عقب صلاة العيد لمتابعة الأمر عبر التلفزيون ونحر أضحياتهم.

وقال أبو محمود سلامة عقب الصلاة بأحد المساجد "أهو شاة ليذبح.. أعتقد أن الأمريكيين أرادوا أن يقولوا لجميع القادة العرب وهم خدم لهم إنهم مثل صدام ليسوا إلا خرافا تذبح في العيد."

وقال مشير المصري عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس الحاكمة إن "إعدام الرئيس صدام حسين دليل على سياسة أمريكا الإجرامية والإرهابية وحربها على كل قوى المقاومة في العالم."

وفي الكويت حيث تشتد كراهية الناس لصدام بسبب غزوه البلاد في عام 1990 قال احمد الشطي مدير ادارة التوعية والاعلام الصحي إن الرئيس العراقي مجرم لم يحاكم على كل جرائمه.

وقال إن صدام "لم يحاكم على جريمة احتلال الكويت والفظائع التي ارتكبها هناك". وأضاف أن موته ينبغي الا يغضب العرب بل يجب ان يزعجهم فشل الولايات المتحدة في تحقيق الديمقراطية والاستقرار والتنمية في العراق.

وفي مكة ابدي الحجاج السنة غضبهم لاعدام السلطات العراقية صدام في عيد الاضحى.

وقال الحاج محمد صلاح من الاردن "إعدامه في العيد ... إهانة لكل المسلمين."

وقال أحمد المدوب المحرر السياسي لصحيفة الوطن البحرينية إنه يتوقع أن يؤجج اعدام صدام نيران التمرد بين السنة.

وأضاف "سيحدث هذا مزيدا من الانقسام بين العراقيين. وسوف يساعد أنصار صدام في حملتهم العنيفة. وسيصبح (صدام) بشكل ما شهيدا كما ستتعزز مكانته كشخصية سياسية."

وقال خلف العليان عضو البرلمان العراقي وهو سني لقناة الجزيرة من الأردن إن اعدام صدام كان عملا انتقاميا ضد العراق.

وانتقد أردنيون اعدامه لقتل نحو 150 شيعيا في عام 1982.

وقالت ألين سعيد وهي مديرة للتسويق ان صدام "لم يكن الديكتاتور الوحيد في العالم العربي بكل تأكيد. من المفارقة انه حوكم واعدم عن جريمة بسيطة في حين انه ارتكب جرائم أسوأ."

وصرح محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين بان حكومة عراقية غير كاملة السيادة حاكمت صدام.

وقال إن "اعدامه سيكون له اثار سلبية خطيرة وسيؤدي إلى مزيد من العنف العرقي والطائفي في العراق."

وخارج العالم العربي لم يدافع سوى قليل من المسلمين عن صدام. لكن كثيرين عبروا عن شكهم في عدالة محاكمته.

وفي باكستان قال لياقة بلوش زعيم تحالف يضم ستة أحزاب دينية معارضة إن صدام كان "شخصا شريرا" لكن محاكمته لم تكن عادلة.

وقال نواف الحربي وهو سعودي تحدث خارج المسجد الحرام ان شنق صدام يوم عيد الاضحى اهانة للمسلمين.

واضاف "لا أريد ان اصدق ذلك. صدام لا يمكن ان يموت. هل تلك هي الاخبار الطيبة التي نسمعها في عيدنا.."

وقال الحاج الاردني نضال محمد صلاح "اعدامه يوم العيد.. اهانة لكل المسلمين."

وفرضت اجراءات امنية مشددة بالفعل اثناء الحج بسبب الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في العراق وفي اماكن اخرى بالمنطقة.

ونال صدام وهو سني اعجاب كثير من العرب بسبب وقوفه في وجه الولايات المتحدة وتخشى سلطات الحج ان يثير اعدامه توترات بين الحجاج الشيعة والسنة.

وقال صلاح "ما حدث ليس امرا جيدا لانه كرئيس دولة لا يجب ان يعدم."

وعبر اخرون عن اعتقادهم بأن اعدام صدام لن يؤدي الا لزيادة العنف الطائفي في العراق.

وقال الحاج ابو مصطفى وهو سوري "هذا امر لا يصدق. لن تتحسن الامور في العراق الان لموت صدام. سيكون هناك مزيد من العنف ومزيد من الغضب العربي تجاه الغرب."

وكان اداء المرحلة التالية من الحج وهي رمي الجمرات اكثر ما يشغل الحجاج يوم السبت وبينهم كثيرون من خارج الشرق الاوسط.

وبالنسبة لاكراد عراقيين مثل علاء الدين سليمان محمد فان اعدام صدام "قرار عادل" بصرف النظر عن التوقيت رغم انه بدد الامال في اكمال محاكمة الرئيس السابق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الاكراد.

وكان من المقرر ان تستأنف الشهر القادم محاكمة صدام عن تهم بارتكاب جرائم حرب ضد الاكراد العراقيين فيما يسمى بحملة الانفال.

لكن كثيرين من العرب قالوا انه اذا كان هناك من يجب ان يقدم للمحاكمة فانها الحكومة العراقية بقيادة الشيعة التي تؤيد الغزو الامريكي للعراق والذي اطاح بصدام في 2003 .

وقال محمد موسى وهو حاج من لبنان "انهم عملاء للامريكيين يجب ان يعدموا هم وليس صدام حسين." واضاف ان "صدام حسين هو اشرفهم. انه اشرف عربي. سيذهبون الى الجحيم وسيذهب الى الجنة."

وأدانت النقابات المهنية الاردنية يوم السبت اعدام الطاغية صدام حسين ووصفته باليوم الاسود الذي تحدت فيه الولايات المتحدة مشاعر المسلمين.

وقالت النقابات وعددها 14 في بيان تلقت رويترز نسخة منه يوم السبت "في هذا اليوم الاسود بتاريخ الادارة الامريكية ياتي اعدام الرئيس الشهيد صدام حسين."

واضاف البيان "وفي اول ايام عيد الاضحى المبارك وفي الاشهر الحرم تحديا واضحا لمشاعر المسلمين وإثارة للفتنة الطائفية وتاكيدا على سياسة بوش العدائية والانتقامية."

وقال البيان "إن سياسة إدارة المحافظين الجدد وعلى راسهم بوش الصغير والتي ما دأبت تمارس حقدها وعنصريتها لتؤكد باقدامها على اعدام الرئيس صدام حسين بان هذه السياسة موجهة لشعوب وحكام الدول العربية الاسلامية وانها لا تخدم سوى المخطط الصهيوني في المنطقة وان الشعارات الزائفة التي تطلقها من حرية وعدالة وديمقراطية ما هي الا بضاعة زائفة."

واضاف "ان النقابات المهنية الاردنية واذ تنعي الشهيد البطل الرئيس صدام حسين لتؤكد ان يوم تحرير العراق قريب وسيحققه سواعد ابطال المقاومة الباسلة بطرد المحتل وعملائه."

واعلنت ليبيا الحداد الوطني ثلاثة ايام على "اسير الحرب" صدام حسين الرئيس العراقي السابق الذي اعدم فجر السبت في بغداد.

واعلنت وكالة الانباء الليبية "الحداد ثلاثة ايام في ليبيا وتنكيس كل الاعلام والغاء مظاهر الاحتفالات بما فيها مظاهر العيد اعتبارا من اليوم حدادا على اسير الحرب".

وعشية تنفيذ الحكم انتقد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مساء الجمعة الاعدام المبرمج للرئيس العراقي السابق مؤكدا ان محاكمته "باطلة" وتعتبر "مهزلة ومسخرة" لانها اجريت "تحت الاحتلال".

وقال القذافي امام دبلوماسيين عربا وغربيين ورجال دين وصحافيين بمناسبة عيد الاضحى والسنة الجديدة ان "صدام حسين المحكوم عليه بالاعدام اسير حرب اطاحت به قوات الغزو الاجنبي وليس الشعب العراقي لذلك فان هذه المحاكمة باطلة ومهزلة ومسخرة".

واضاف ان "المحكمة التي حكمت عليه باطلة. والعراق بلد محتل. واذا افترضنا انه يجب ان يحاكم فيجب ان تحاكمه اميركا وبريطانيا وتتحملا مسؤوليتهما بشجاعة". واعلن القذافي ان "هناك ابادة جماعية في العراق ابادة عرقية للشعب العربي".

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 31/كانون الأول  /2006 - 9 /ذي الحجة /1427