عقدة حب العرب وتمجيدهم للطغاة والمجرمين.. مجالس عزاء ونحيب على اعدام صدام

يبدو أن بعض العرب لا يستطيعون التخلص من عقدة التأقلم على الاستعباد من قبل الحكام الطغاة الذين يتوارثون الاستبداد في بلدانهم مثل توارثهم الحكم وتسلطهم على مقدرات الشعب بوضاعة لا مثيل لها، فهم في الوقت الذي يرفعون أعلام إسرائيل في بلدانهم ويتبادلون الزيارات والمصالح معها تراهم وبكل وقاحة يتهمون الباقين بالعمالة والخيانة وينكرون على الشعب العراقي حقه في إقامة العدل ودولة الديمقراطية والمؤسسات والقصاص من المجرمين صدام واز لامه الذين عبثوا بالعراق وشعبه طيلة أربعة عقود.

فقد نقلت وكالة رويترز أن مئات ألناشطين المصريين حضروا يوم الأربعاء مجلس عزاء في الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي نفذ فيه حكم الاعدام يوم السبت الماضي ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدة واسرائيل وانتقدوا حكومات الدول العربية بدعوى أن ردودها على الحدث لم تكن قوية.

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد عبرت يوم تنفيذ الاعدام في صدام حسين عن الاسف لإقدام السلطات العراقية على التنفيذ وأن ذلك كان في أول أيام عيد الاضحى.

ونظمت مجلس العزاء لجنة الحريات بنقابة المحامين.

وقال مقرر اللجنة منتصر الزيات ان العزاء في صدام حسين "موجه بالدرجة الاولى الى النظام العربي الرسمي الذي صمت أمام الاحتلال (الامريكي البريطاني للعراق) وصمت أمام عبث الاحتلال وصمت أمام المحاكمة الهزلية (لصدام)."

وأضاف "نريد أن نوجه رسالة للاحتلال من القوى الحية الشعبية أنها لم تصمت."

ورفعوا لافتات كتب على احداها "وصية صدام الاخيرة.. فلسطين عربية."

وردد الحضور هتافات تقول "أمة واحدة عربية ضد الحملة الامريكية" و"اللي اتاخد يوم بالقوة لازم يرجع عافية وقوة."

ويشير الهتاف الأخير إلى قول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعد حرب يونيو حزيران 1967 التي احتلت فيها اسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان السورية "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة."

وحضر مجلس العزاء رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين سامح عاشور ومحسن خليل سفير العراق في القاهرة وقت سقوط نظام صدام في أبريل نيسان عام 2003.

وامتدح المتحدثون صدام حسين وهاجم بعضهم حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي قالوا انها نفذت ارادة الولايات المتحدة وايران بإعدام صدام.

وقال عضو مجلس الشعب ورئيس تحرير صحيفة الاسبوع الاسبوعية المستقلة مصطفى بكري موجها حديثه الى الرئيس الراحل "لحظة الاغتيال كنت رابط الجأش قويا عنيدا لا ترتجف."

وأضاف "لم تكن دكتاتورا. أنت كنت دكتاتورا على الذين يحكمون العراق اليوم.. الذين يمزقون العراق اليوم.. الذين يتآمرون على العراق اليوم... هؤلاء الذين يحكمون العراق ليسوا عراقيين." ومضى يقول "أقول لك يا سيادة الرئيس نم قرير العين فنحن أمة تعرف عدوها."

لكن عضو مجلس الشعب ورئيس حزب الكرامة العربية تحت التأسيس حمدين صباحي حذر من تقسيم العرب الى سنة وشيعة. وقال "الشيعي العربي كالسني العربي." وأضاف أن صدام مات بأيدي الامريكيين وأن "من حسن خاتمة المرء أن يموت بأيدي أعدائه." وطالب الأمة العربية بالثأر.

وقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي أحد الاحزاب الصغيرة "اغتالوا صدام حسين لانه الحاكم العربي الوحيد الذي قال لا... أمام دولة الشر الاولى في العالم الولايات المتحدة." وأضاف "اغتيل لأنه رفض أن يعترف بالكيان الصهيوني... لانه الحاكم العربي الوحيد الذي رفع شعار... أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة."

وقال رئيس حزب السلام الديمقراطي أحمد الفضالي ان نشطاء مصريين سيسعون للحصول على موافقة لدخول العراق لتقديم العزاء لعشيرة صدام.

وامتنعت كثير من الحكومات العربية عن التعليق لكن هشام يوسف مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وصف الاعدام بأنه نهاية مأساوية لعهد صدام في تاريخ العراق.

وأعلنت ليبيا الحداد الرسمي لثلاثة أيام وألغت مظاهر الاحتفال بعيد الاضحى.

وقالت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصريين في بيان أن المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم سيقدم "أغنية للشهيد الراحل الرئيس صدام حسين." ونال عبد الرحيم شهرة واسعة في مصر والعالم العربي منذ أكثر من ست سنوات بعد أغنيته ( أنا بكره إسرائيل) التي قدمها عام ( 2000) . وسبق للمطرب نفسه أن قدم أغنية عقب الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق عام ( 2003) قال في كلماتها إن شعب العراق "غلبان.. ومسكين". وأن الأمريكان "حاطين عينيهم" على نفط العراق ،ويضيف إنه "ما حدش عارف بكره الدور على مين"، في إشارة إلى ما كان يتردد عن احتمال امتداد الحملة الأمريكية إلى عواصم عربية أخرى بعد بغداد .

بدوره موقع إيلاف الإخباري إن بعثيوا البحرين أقاموا مجلس عزاء للطاغية أعلن عنه نائب الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي (بعثيون شيعة) ذكر عن إقامة مجلس عزاء على روح "شهيد الأمة العربية الرئيس المجاهد صدام حسين" حسب تعبيره، وذلك بالتنسيق مع جمعية الوسط العربي الإسلامي (سنة). وقال العالي في تصريح خاص لـ "إيلاف" انه يتوقع حضور أعداد كبيرة من المعزين فيما أسماه "اغتيال" الرئيس العراقي الاسبق صدام، مؤكدا أن فتح مجلس العزاء جاء بعد آلاف الاتصالات التي تلقتها الجمعية من قبل المتعاطفين والمستنكرين للطريقة التي جرى بها الإعدام.

وذكر العالي »نحن لا ننطلق من منطلق سياسي بحت في إقامة بيت للعزاء ولكن في هذا الموقف هناك تعاطف من الناس في تقديم العزاء، وقمنا بهذه الخطوة كواجب، وأشار إلى أن الحكم بالإعدام صدر قبل أن تنعقد المحكمة أصلاً.. كما وصف العالي حكم محكمة التمييز الصادر بالموافقة على حكم الإعدام بأنه صادر عن محكمة أميركية صهيونية إيرانية.

وأضاف العالي ان الحكم بإعدام القائد المجاهد ورفيقيه يشير بعمق الى المأزق الأميركي وغرق مشروعه في العراق وهزيمته المدوية على أيدي أبطال المقاومة الباسلة، كما أنه دليل واضح على الغباء الأميركي. واضاف " كما يمثل ما في نفس الحاقدين على القائد ورفاقه الأبطال الذين تصدوا لأحلامهم المريضة ببناء امبراطوريتهم على حساب أمتنا العربية المجيدة."حسب تعبيره".

وفي تصريحات صحافية قال النائب السابق في البرلمان البحريني المحامي فريد غازي تعليقا على قرار الإعدام انه لا يمكن ان يربط الحكم القضائي بالقرار السياسي لان القرار القضائي يجب أن يكون مستقلا ولا يؤخذ بتأثير من الوسط السياسي بشكل عام، منوها بأن صدام حسين خلع من الحكم بقرار سياسي وأعدم بقرار سياسي أيضا.. وفيما يتعلق بإعدامه في يوم عيد الاضحى، ذكر المحامي غازي ان تنفيذ الاعدام في هذا اليوم يعد اهانة للمسلمين ويسقط كل التهم الموجهة اليه، التي لم يعرف دوافعها وحقائقها.. لذا فإن صدام حسين كان قويا.. ومات قويا.

المحامية فوزية جناحي ذكرت ان تنفيذ قرار اعدام صدام حسين أبعد كل التهم الاخرى ولربما كان باعتقاد القضاة أن الاحكام المترتبة على هذه التهم الحبس 15 أو 20 سنة، الا ان البدء بقضية الدجيل معناه تأكيد إعدام صدام.

من جهته اعتبر رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم يوم الخميس توقيت وظروف "قتل" الرئيس العراقي السابق صدام حسين اهانة واذلالا للعرب والمسلمين.

واضاف في برنامج باذاعة حكومية ناطقة باللغة الامازيغية ان الائمة سيركزون في خطبهم يوم الجمعة على الوضع بالعراق بعد اربعة ايام من اقامة صلاة الغائب على صدام في مختلف مساجد البلاد.

وقال متحدثا باللغة العربية "اقيمت صلاة الغائب الثلاثاء الماضي. باذن الله ائمة المساجد سيتطرقون للوضع في العراق لان ما يجري في العراق يدمي قلوبنا. كل يوم جثث متناثرة. كل يوم اقتتال. كل يوم تفجيرات. هذا لا يبشر بالخير." وتابع "العراق عراق الرافدين... العراق الذي اعطى الكثير للبشرية وليس للعرب فقط. اول حروف الكتابة هي في العراق. مهد الديانات هو من وادي الرافدين الى الحجاز. ابو الانبياء سيدنا ابراهيم من هذه الارض الطيبة. فلا ينبغي ان نسكت على ما يجري في العراق."

ومضى بلخادم يقول "لا يمكن ان نكون في واد وشعبنا في واد. شعبنا متعاطف .. ساءه ما حدث يوم عيد الاضحى المبارك. ساءه ان يقتاد قائد عربي لم يطح به شعبه ولم يطح به جيشه بل اطاحت به قوات احتلال.. يقتاد الى حبل المشنقة ويشمت في قتله. لا اقول حكم الاعدام."

واعتبر بلخادم ان رفض ما حدث لا يعني تأييد صدام في كل اعماله خلال فترة حكمه للعراق.

وتابع "هذا لا يعني ان كل ما قام به صدام جيد ومقبول. لا.. فيه اشياء مقبولة وفيه اشياء لا نقبلها. لكن الذي لا نقبله على الاطلاق هو هذا الاذلال للعرب وهذه الاهانة للمسلمين ان يقدم في عيد الاضحى بين صلاة الفجر وصلاة العيد هذا المنظر الشامت للمسلمين والعرب بقتل قائد عربي."

من جهتها نقلت وكالة أصوات العراق إنتقاد مثال الآلوسي عضو مجلس النواب ورئيس حزب الامة العراقي اليوم الاربعاء مواقف بعض الدول العربية إزاء تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وقال الالوسي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد اليوم "انتقد مواقف بعض من الدول العربية بخصوص حكم إعدام الطاغية صدام." \ولكن الالوسي لم يذكر تلك الدول بالإسم. وأضاف "ان سبب تباكي بعض من الدول العربية لانها لا تريد عراقا مستقلا وتخشى ان تطالها الديمقراطية."

وفي اطار ردود الافعال العربية شتم يمني الكويت والسعودية في مرقص بالزمالك بمصر ودبت مشاجرة عنيفة بعد رفض الراقصة والمغني «تمجيد صدام»!!

حدث ذلك في ليلة طرب وانس احتفالاً برأس السنة الجديدة التي لم تكن «سعيدة» على سعيد مدير احد المراقص المعروفة في الزمالك، بعد ان دبت مشاجرة عنيفة بين ثلاثة يمنيين وكويتي وسعوديين تواجدوا لقضاء اجازة العيد ونهاية عام 2006 بسبب تزمت اليمني في طلب اغنية لتمجيد رئيس النظام البائد المعدوم صدام حسين.

ورغم رفض «المغني والراقصة» الغناء للطاغية بسبب رفض الامن المصري الغناء خاطبتهم شفويا وقالت ان الغناء لتمجيد الرؤساء ممنوع ومن يخالف يتعرض الى غرامة مالية كبيرة الا ان اليمنيين لم يلتزموا بالتعليمات وراحوا يرشون آلاف الدولارات والجنيهات المصرية لجذب انتباه المغني والراقصة اللذين لم يفارقا طاولة اليمنيين القريبة من مسرح الفرقة الغنائية، وراح احدهم يهمس في اذن الراقصة ان تغني لصدام حسين الا انها رفضت وقالت له «دي بوسة بدل الاغنية»، والغناء «للرؤساء العرب ممنوع» ولم يرض اليمني في البوسة من الراقصة الملقبة باسم «البرنسيسة» حتى طلب مدير الملهى الذي يدعى سعيد مؤكدا لليمنيين صعوبة تلبية طلبهم في تمجيد رئيس العراق المعدوم وقال لهم «الحي أبقى من الميت»، الا ان احد اليمنيين خطف الميكرفون وراح يمدح صدام ويكيل الشتائم على الكويت والمملكة العربية السعودية، ولم تعره الزبائن الانتباه الا انه رمى «سعوديين وكويتي» بزجاجة بيرة ولم يتمالكوا اعصابهم وتحول المرقص الى ليلة نكد بعد ان تطايرت زجاجات الويسكي وتحطمت مجموعة من الكراسي وبعض الآلات الموسيقية البيانو والعود وتدخل «البودي غارد» الخاصين بالملهى ومعهم مجموعة من الضباط وتم تسجيل قضية في قسم الزمالك واستدعاء المغني والراقصة والمتشاجرين وبعض الزبائن كشهود عيان ولم تتنازل الاطراف عن حقوقهم في القسم وتم احالة القضية الى النيابة العامة.

وفي حادثة تعبر عن غباء ردود افعال بعض العرب أقدم مغربي في تطوان بشمال المغرب على شج رأس زوجته بسكين كان يقطع به لحم خروف عيد الاضحى بعد ان أشادت باعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وقالت صحيفة الاحداث المغربية يوم الخميس إن الحادث وقع يوم الاثنين الماضي حين قالت الزوجة إن صدام "يستاهل". واضافت الصحيفة أن الزوج تسبب في احداث جرح غائر في رأس زوجته نقلت على اثره الى المستشفى على وجه السرعة للعلاج.

وقالت الصحيفة "لجوء الزوج لهذا السلوك الوحشي الذي لم يسبق له القيام به جاء نتيجة استفزازات زوجته له خلال الحديث عن اعدام صدام حسين" بعد ان ابدى "تأثره الشديد لاعدامه."

نتمنى ان يأتي اليوم الذي يفيق العرب مما هم فيه من النشوة التي تحدثها لهم سياط الديكتاتوريات الحاكمة ويتخلصوا  من عقد الرضوخ للطغيان ويأتي اليوم الذي يعيشون في ديمقراطيات الحكم فيها للشعوب وليس لحكام طغاة بعيدين عن التغيير والمساءلة.

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 5/كانون الثاني/2007 - 14 /ذي الحجة /1427