المياه الغازية والوجبات السريعة وتأثيراتهما الضارة

  أن الصحة الجيدة هي التي نصنعها بأنفسنا من خلال اختيار الغذاء الصحيح، وعلينا أن نحذر من الإعلانات التجارية الرائجة للمطاعم السريعة والمشروبات الغازية الضارة ذات الألوان الصناعية التي باتت اليوم خطرا كبيرا يهدد فئة الشباب تحديدا، مما يستدعي التدخل السريع من قبل الجهات المعنية لتفادي الأعراض الناتجة عن استخدام هذه المواد الكيماوية ومنع أو تقنين استعمالها في الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.

وفي آخر دراسة عن التغذية الصحية نشرتها مؤخرا صحيفة أخبار الخليج، أتضح أن ما ينفقه الأطفال على المشروبات الغازية في بعض دول الخليج العربي يصل إلى 400 دينار بحريني سنويا، بينما أشارت دراسة أخرى إلى أن فئة المراهقين والشباب الذين يقبلون على تناول الوجبات السريعة بشراهة معرضين للإصابة بأمراض وأعراض صحية خطيرة أبرزها السمنة، التي باتت من الظواهر الشائعة في المجتمع الخليجي بشكل عام.

 هذه الأعراض الصحية التي باتت تدق ناقوس الخطر على صحة هذه الفئة ذكورا وإناثا، معني بها عدة أشخاص ابتداء من المعرضين للخطر مرورا بأولياء الأمور وصولا إلى الجهات المعنية التي تسمح بدخول وتسويق مثل هذه الأغذية الصحية التي تشكل خطرا صحيا كبيرا على هذا الجيل.

يقول أحمد محمود وهو مواطن خليجي: إن تناوله للوجبات السريعة يعتبر كثيرا مقارنة بالوجبات العادية، إلا أن شرب المياه الغازية حاضر دائما مع كل وجبة بل حتى حين الشعور بالعطش البسيط. وعن قناعته بما يفعل قال أحمد: لقد تعلمنا في المدرسة ومن خلال نشرات التوعية أن هناك آثارا سلبية للوجبات السريعة وكثرة تناولها التي عادة تكون ملغمة بالمشروبات الغازية، التي يزداد تناولها في الإجازة الصيفية تحديدا مقارنة بأشهر السنة التي يتركز استهلاكنا لها في نهاية الأسبوع فقط. أنا ومن هم في سني على دراية تامة بأخطار المشروبات الغازية لما تحتويه من سكريات ضارة بالجسم، إلا أنه لا توجد معلومات أكثر يمكن أن تجعل الآخرين يقتنعون بمساوئ الوجبات السريعة التي باتت من الظواهر العصرية الآن ويقبل عليها الشباب بشدة.

 أما عائشة عبد الكريم محمد فقالت: أن مغريات الوجبات السريعة كثيرة، وأنظمة الغذاء عند الشباب مفتوحة ومن دون قيود وبالتالي نجد أن الشباب وخاصة المراهقين منهم هم أكثر عرضة لأمراض السمنة والسكر وزيادة الدهون، وهذه الأمور لأن الجانب الصحي معدوم. شخصيا أحاول أن أتجنب تناول الوجبات السريعة بشكل كبير، وكذلك بالنسبة إلى شرب الغازات التي توجد الكثير من الأدلة التي تؤكد على مضارها صحيا، والجميع سواء من المراهقين أنفسهم أو عوائلهم يدركون هذه المخاطر.

كذلك أشار الشاب قاسم خليل المشيمع إلى نقطة جديدة وهي أن ما هو مطروح بين أيدي الشباب سواء من المشروبات الغازية أو الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية والحلويات ذات الألوان الصناعية العالية لا يوجد لها بديل يغري المراهقين والشباب للإقبال عليه وترك ما فيه مضرتهم.

وأضاف المشيمع: دائما ما نسمع عن مضار هذه المنتجات التي باتت اليوم موجودة بكثرة وأصبح الشباب الذين لا يقبلون عليها غير متحضرين وهذا الكلام أقوله من باب تجربة شخصية، أسمعها بين الحين والآخر بين الطلاب، ويمكن التأكد مما أقول عند نهاية الأسبوع في المطاعم الكثيرة التي تبيع هذه المنتجات وتحديدا في المجمعات التجارية وبدعم من بعض الآباء أيضا. 

 أن المتتبع للسوق الأوروبية والأمريكية يجد أن البضاعة الغذائية تخضع إلى رقابة صحية وقانونية صارمة، بحيث أن ما ينتج لابد أن يكون صالحا للجميع، وأي مخالفة غذائية فيه تعني جريمة بحق الإنسانية ويمكن التأكد من هذه الأمور من مجلة الصحة البشرية وهي معروفة في الوسط الأمريكي، خاصة بعد أن توجهت العديد من شركات التغذية هناك للإعلان عن منتجاتها فيها.

هناك مسؤولية يجب أن نقر بها تقع على عاتقنا  تجاه المواد الغذائية التي تحدث عليها بعض الإشكاليات الصحية التي تدخل إلى البلاد ومن بعد تسويقها، واستخدامها وبعد فوات الأوان نجد الجهات المعنية تبدأ بالتدخل، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك.

الواقع يشير إلى أن هناك ضعفا في قسم الرقابة على المواد الغذائية الضارة بصحة الإنسان، إلا أن هذه الأمور باتت تطفو على السطح بما لهذه الكلمة من معنى في إشاعة الوعي الصحي والتحذير من خطورة السمنة والأمراض المعوية  واللهفة وراء الوجبات السريعة وشرب المياه الغازية ولاسيما السوداء منها، مع التأكيد الدائم على أن الخضروات والفواكه أفضل الأطعمة الصحية فضلا عن  أن هناك من هذه المنتجات ما هو مغشوش أصلا وتدخل المواد الكيميائية في تركيباته العضوية.

 وقد كشفت قناة بي بي سي الإخبارية هذه الأمور من قبل بعض المسئولين عن صحة الغذاء في أمريكا، و بينت الدراسة إن مؤشرات آخر الإحصائيات التي قامت بها وزارة الصحة لقياس أضرار التغذية الخاطئة بشكل عام على المواطنين في مملكة البحرين تدل على انتشار بعض الأمراض المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتغذية مثل ارتفاع معدلات السمنة لدى البالغين (29%) ولدى فئة السن المدرسي (24%)، وارتفاع مشكلة فقر الدم الحديدي لدى فئة السن المدرسي (24%)، ومشكلة مرض السكري (30%) لدى البالغين وغيرها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 7/كانون الثاني/2007 - 16 /ذي الحجة /1427