بريطانيون ومعارضون: الإيرانيون يتدخلون سلبا في العراق لاثارة العنف الطائفي

 قال مسؤولون بريطانيون لـ"بي بي سي" إن الإيرانيين الخمسة الذي اعتقلتهم قوات أمريكية لفترة من الوقت في بغداد الشهر الماضي "كانوا ضباط استخبارات يسعون للتأثير على الحكومة العراقية".

وذكر مسؤول بريطاني لبرنامج "نيوزنايت" في "بي بي سي" أن هؤلاء الخمسة "لم يكونوا يريدون خيرا في العراق".

وكان اعتقال هؤلاء قد أثار جدلا دبلوماسيا عندما تبين أن هؤلاء الإيرانيين الخمسة الذين أفرج عنهم لاحقا جاؤوا إلى العراق بدعوة من الحكومة العراقية.

وقد احتجت إيران لدى الولايات المتحدة وقالت إن بعض الذين اعتقلوا كانوا دبلوماسيين.

وألمح البيت الأبيض إلى أن اعتقال هؤلاء أكد المزاعم بأن الإيرانيين "يتدخلون" في العراق.

"لا دليل ماديا"

وكانت القوات الأمريكية قد داهمت مبنى تابعا للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم.

وعثرت القوات الأمريكية داخل المبنى على المسؤولين الإيرانيين وعلى وثائق، يقول محرر برنامج "نيوزنايت" "مارك أوربان" إنها "سببت هلعا" لدى قادة قوات التحالف العسكريين في العراق.

وقال مسؤول بريطاني للبرنامج "إن المسؤولين الإيرانيين الخمسة كانوا من أجهزة استخبارات إيرانية مختلفة، وإن الاجتماع كان هاما، وإنه لم يكن لغاية حسنة."

وقال المسؤولون البريطانيون للبرنامج إن اعتقال هؤلاء الخمسة زود القوات الأمريكية والبريطانية بمعلومات استخباراتية هامة، لكن لم يعثر على دليل مادي يثبت أن الإيرانيين كانوا يزودون مسلحين بأسلحة بقصد دعم الهجمات ضد قوات التحالف.

وقال المسؤولون البريطانيون إن المسؤولين الإيرانيين الذين اعتقلوا كانوا في العراق لإجراء لقاءات عالية المستوى مع مسؤولين في الفصائل المختلفة في الاتئلاف الشيعي الحاكم في العراق.

وقال المسؤول البريطاني لـ"بي بي سي":"إن الإيرانيين الخمسة أجروا حوارا بشأن ما إذا كان نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية سينجح أم لا، كما جرت مناقشة هويات الأشخاص الذين يجب أن يشغلوا مناصب وزارية معينة."

وبعد اعتقال هؤلاء سارع الأمريكيون بالإفراج عن بعض الدبلوماسيين الإيرانيين وثلاثة من ضباط الاستخبارات الإيرانية.

لكنهم أبقوا قيد الاحتجاز لفترة من الوقت اثنين من ضباط الاستخبارات الإيرانية الذين قبض عليهم في المبنى.

وكان ناطق عسكري أمريكي قد قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إن مداهمة المبنى" في بغداد "أسفرت عن الحصول على معلومات معينة من مصادر موثوقة جدا تربط بين أفراد وأماكن وأنشطة إجرامية."

وقال الناطق "إن بعض تلك المعلومات المعينة لها علاقة بهجمات ضد القوات متعددة الجنسيات في العراق."

وقد أبدت الإدارة الأمريكية رغبتها في اعتبار الدبلوماسيين الإيرانيين الذين أفرج عنهم أشخاصا غير مرغوب فيهم وحظر عودتهم إلى العراق. ويقال إن حكومة المالكي تنظر في تنفيذ هذه الرغبة.

بدوره قال معارض للحكومة الايرانية يوم الجمعة ان ايران كثفت جهودها بشكل كبير خلال الشهور الاخيرة لاثارة العنف الطائفي في العراق حيث تنقل بسهولة أموالا وأسلحة عبر حدودها مع العراق كما تنقل ذلك رويترز.

وذكر علي رضا جعفر زادة الذي كشف بدقة تفاصيل هامة بشأن برنامج ايران النووي في عام 2002 أسماء ومواقع وامدادات قال انها مرتبطة بالعمليات الايرانية في العراق التي تشمل تقديم قنابل تزرع على جوانب الطرق أسفرت عن مقتل جنود أمريكيين.

وكان جعفر زادة يتحدث خلال مؤتمر صحفي نظمته لجنة سياسة ايران وهي جماعة أمريكية تسعى من أجل تغيير النظام في طهران. وقال ان معلوماته حصل عليها من أعضاء يقيمون في ايران من منظمة مجاهدي خلق التي تسعى للاطاحة بالنظام الاصولي والتي تضعها الولايات المتحدة على قائمتها الخاصة بالمنظمات المتطرفة.

وتنفي ايران اثارة العنف الطائفي أو العمليات المناهضة للولايات المتحدة في العراق.

غير أن الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الامريكية توماس مكينيرني عضو لجنة سياسة ايران قال ان ما قدمه جعفر زادة يعد "دليلا دامغا" على أن ايران أصبحت القاتل الرئيسي للقوات الامريكية في العراق.

واضاف أنه ينبغي لذلك أن يدفع الرئيس جورج بوش الذي يستعد للاعلان عن تغيير في النهج بخصوص سياسة العراق لمواجهة الدور الايراني بشكل مباشر اذا كان يرغب في ارساء الاستقرار بالعراق.

وقال مكينيرني "مجرد ارسال مزيد من القوات الى العراق لا يحل المشكلة الا اذا هاجمت تلك المشكلة (تدخل ايران) ويجب أن تتم مهاجمتها بشكل خفي في ايران. اننا نواجه عدوا رهيبا للغاية يعتقد أننا لن نرد."

وقال جعفر زادة ان ايران أنفقت منذ عام 2003 مليارات الدولارات في العراق وحشدت موارد حكومية هائلة كما أطلقت يد قوة القدس التابعة للحرس الثوري "لفرض سلطتها في العراق".

غير أنه قال انه خلال الشهور القليلة الماضية كان هناك "زيادة حادة في رعاية ايران للارهاب والعنف الطائفي".

وقال مكينيرني ان أكثر القنابل التي تزرع على جوانب الطرق تطورا والتي تقتل قوات أمريكية ومدنيين بالعراق تأتي من ايران. وقال جعفر زادة ان منظمة رئيسية تعد واجهة تستخدمها قوة القدس لنقل الاسلحة والذخائر الى العراق تدعى "مقر اعادة اعمار المواقع المقدسة بالعراق".

واضاف أن هذه المنظمة "أبرمت اتفاقات مع سلطات محلية بمختلف محافظات العراق حتى لا يتم تفتيش حاويات البضائع التي تأتي من ايران عند الحدود وتصل مختومة الى النجف وكربلاء وبغداد."

وقال "تقوم قوة القدس باخفاء الاسلحة والذخائر في تلك الحاويات."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 7/كانون الثاني/2007 - 16 /ذي الحجة /1427