من مكتبة النبأ: أصل الأشياء.. بدايات الثقافة الإنسانية

 

 

الكتاب: أصل الأشياء.. بدايات الثقافة الإنسانية..

المؤلف: يوليوس ليبس

ترجمة: كامل إسماعيل

الناشر: دار المدى/ دمشق/ ط2/ 2006

 

 

 

 

الكتاب الذي بين أيدينا عبارة عن مجموعة من الدراسات في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية تلقي أضواء على التاريخ الثقافي للإنسان، مسترشدة بنتائج الدراسات الميدانية التي قام بها مختصون في علم الأجناس في مختلف قارات العالم بين شعوبها الأصلية. وتختص كل من هذه الدراسات الخمس عشرة التي يضمها الكتاب بمعالجة ظاهرة اجتماعية معينة، أو جانب هام من حياة الإنسان منذ وجوده، وتتبع تطور هذه الظاهرة أو هذا الجانب عبر التاريخ، وإلقاء أضواء على عوامل هذا التطور بالأسلوب الوصفي والتحليلي المقارن.

ولئن بدا أن كل فصل من هذه الفصول يعالج مسألة معينة أفرد لها المؤلفون دراسات وأبحاثاً متنوعة، ومن منطلقات ووجهات نظر مختلفة، إلا أنها بمجموعها تشكل وحدة متكاملة تتناول التراث المادي والفكري للشعوب التي نطلق عليها اسم (بدائية)، كمحاولة للتوصل عن طريق دراستها إلى رسم خط تاريخ المجتمعات الحديثة منذ البدايات الأولى لتشكل المجتمعات، وكذلك لإبراز العناصر الثقافية المشتركة بين مختلف شعوب الأرض.

فالكتاب بهذا المعنى يعتبر مرجعاً أساسياً للمهتمين بعلوم الانثروبولوجيا (الاتنولوجيا) والفولكلور، التي احتلت مواقع متقدمة في العلوم الإنسانية المعاصرة، لأنه يلقي الأضواء على جوانب عديدة نعيشها في حياتنا اليومية، أو تظهر لا شعورياً في سلوكنا الفردي والاجتماعي، فهو دليل عمل لمن أراد دراسة ظاهرة اجتماعية أو فولكلورية، وفي الوقت نفسه مصدر متعة وفائدة للقارئ العادي غير المختص.

وفي الكتاب أيضاً محاولة لإنصاف بعض الشعوب – التي لم ينصفها الباحثون والمؤرخون – عن طريق إبراز فنونها وآدابها وقيمها الاجتماعية وغيرها من مساهمات في بناء صرح الحضارة الإنسانية. وقد حرص المؤلف على إبراز هذه الجوانب كرد علمي وإنساني منه على طروحات العهد النازي في ألمانيا حول العروق والأجناس التي قسمت الشعوب إلى راقية ومنحطة، أو أنكرت على البعض حتى حقها في الأخوة الإنسانية.

مؤلف الكتاب هو الباحث الانتروبولوجي الألماني البروفسور (يوليوس ليبس) أستاذ علم الأجناس وعلم الاجتماع في جامعة (كولن) ومدير متحف علم الشعوب في المدينة نفسها، حتى صعود النازية إلى الحكم في ألمانيا.

في مقدمته للطبعة الأولى من هذا الكتاب كتب (يوليوس ليبس):

(إنني على ثقة أن مهمة عالم الأجناس في واقعنا المعقد هذا هي أن يضع علمه في خدمة هدف التفاهم الأفضل بين الثقافات والشعوب. إن الإرث الذي انتقل إلينا من الشعوب البدائية هو تراث مشترك لجميع الشعوب والأمم. يجب أن تساهم القاعدة الثقافية التي تبنيها حقائق علم الشعوب في الاقتراب من الهدف النهائي، الذي هو خلق عالم متفاهم وموحد. فلا يمكن أن نفرق بين المخترعين والمكتشفين الأوائل الذين أبدعوا أقدم الممتلكات الثقافية للإنسانية، حسب لون بشرتهم أو انتمائهم القومي أو الديني، الذين طواهم النسيان. ومع ذلك فقد ساهموا في سعادة البشرية أكثر من رجالات عصرنا الراهن).

وأمام النعش الذي سجي عليه جثمان (يوليوس ليبس) تحدث عميد كلية الفلسفة في جامعة لايبزغ البروفسور (أنطون أرنولد) قائلاً:

(كل إنسان فانٍ، ولكن الأمانة التي أثبتها في أعماله، تظل خالدة).

حملت فصول الكتاب العناوين التالية:

الفصل الأول: المسكن والموقد.

الفصل الثاني: صالون التجميل عند البدائيين

الفصل الثالث: الآلة الأولى أو الاختراع الأول في تاريخ البشرية

الفصل الرابع: ثمار الأرض.

الفصل الخامس: اختراع العمل اليدوي

الفصل السادس: المسرات ومجالس الأنس

الفصل السابع: عن الطرق والجسور والعربات والسفن

الفصل الثامن: من النقود الصدفية حتى دفتر الشيكات

الفصل التاسع: من الطبلة حتى الصحيفة

الفصل العاشر: مدارس دون كتب

الفصل الحادي عشر: المسرح الأول

الفصل الثاني عشر: من القبيلة إلى الدولة

الفصل الثالث عشر: قوى السحر.

الفصل الرابع عشر: كان يا ما كان.

الفصل الخامس عشر: مملكة الأموات.

الفصل السادس عشر: ملحق صور.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 29/كانون الأول  /2006 - 7 /ذي الحجة /1427