البرلمان العراقي لاحج مقبول ولاذنب مغفور

محمد الوادي

  هذه الايام البرلمان العراق فعلآ معطل وواقف عن العمل ومشلول. والسبب هذه المرة ليس مثل كل الاسباب والمبرارات السابقة " الارهاب والوضع الامني وغياب بعض الاعضاء " بل السبب هذه المرة  بين قوسين  "ألهي "!! بمعنى أدق ان حوالي 176 عضو برلمان توجه الى بيت الله الحرام لاداء فريضة الحج.

فلقد " تكالب " بعض اعضاء البرلمان العراقي وهم يشكلون الغاليبة العظمى من المجلس على السفر الى الديار المقدسه. رغم ان أقل واحد فيهم كان قد أدى هذه الفريضة مرتين في السابق على اقل تقدير.ولم توقفهم عن السفر  كل المناشدات والمقالات وحتى فتوى دينية من المرجع الديني الشيخ اليعقوبي. ضربوا كل ذلك عرض الحائط وكان ( مركبهم عذابات العراقيين وبحرهم دماء العراقيين المهدورة كل يوم وكل لحظة) بحروا بهذه الدماء البريئة وذهبوا ليواجهوا الكعبة الشريفة ومقام الرسول العربي الامين "ص" وبعضهم من قوائم الشيعة عكس قوائم السنة سوف يذهبون بالتاكيد لزيارة أئمة البقيع "ع" أجمعين. ولا اعرف ولااستطيع ان استوعب كيف سيواجهون كل هذه المراقد المقدسة المطهرة "سنه وشيعه ". وماذا سوف يقولون واي نوع من الدعاء سوف يطلقون. وهم في وقفتهم هذه كانوا سببآ اضافيآ في معاناة أضافيه على العراقيين بسبب تعطيل اصدار الكثير من القرارات التي تخص الفقراء والمساكين والثكالى والايتام وعوائل الشهداء والمفقودين و مقابر الموت الصدامي الجماعي.

كنت اتمنى ان يكون بعضهم " كبير " بموقف وطني وانساني قريب الى الله أقرب من الكعبة المشرفة نفسها. ويعلن تنازله الى العراقيين عن مقعده المخصص بقانون " صدامي " على طريقة قانون اصدقاء السيد الرئيس. لكن لانهم صغار جدآ واصغر من حجم المسؤولية ومن العراق فلم يفعلها احدهم.!! ولقد تم سفر هولاء المنتخبين من الفقراء بقانون ظالم مستبد وعنصري هم واثنين من اقربائهم خصصت لهم جميعآ مقاعد خارج القرعة التي تمارس فقط على الفقراء. وهم انفسهم فقراء عراق الصنم وفقراء عراق هذه الاصنام الجديدة وان كانت صغيرة الحجم.

 أن الله والتاريخ والعراقيين وكل قوانيين السماء سوف لن تسامحكم ياعصابات الموت والسرقة " الرسميه ". والتي تحاكي  في سلوكها عصابات الموت والدم التي تستهدف العراقيين من الارهابين والملثمين ومؤتمرات الموت الطائفي مثل الحثالة التي اجتمعت في اسطنبول اخيرآ. فانتم وعدنان الدليمي والنفيسي والزرقاوي وطارق الهاشمي والمهاجر وفيلق عمر الارهابي وهيئات الدم كلكم في مركب تدميري انتهازي واحد لقتل العراقيين وسرقة ثرواتهم.وان اختلفت طرق أدائكم المشين بهذا الجانب الاجرامي.

لم أجد الطف واقل وطئة من اطلاق تسمية عصابات الحج عليكم. لان العصابه في تعريفها الاولي البسيط تعني ( مجموعة من السيئين يجتمعون على هدف واحد للسرقة والقتل ولاغتصاب حقوق الاخرين ) وانت فعلتم كل ذلك. لانكم وانتم في الحج تاخذون رواتب خياليه من خزينة الدوله. وانتم اغتصبتم حق الغير من خلال القانون الصدامي. وانتم تخليتم عن مسؤولياتكم الاخلاقية والرسمية التي انتخبكم العراقيين لاجلها. بل ان بعضكم عمل " كحمله دار " وهذه مخالفة دستورية ايضآ. لذلك فان كلمة عصابات هي وصف من الحد الأدنى بحقكم.

ولابد من الاشارة أن في البرلمان العراقي نوع  " الجحوش " الذين لم يحضروا حتى هذه اللحظة اجتماع واحد في البرلمان , لكنهم مع ذلك يقضون وقتهم ينطلقون من لندن الى القاهرة وعمان والرياض. يحرضون على حكومة المالكي ويتصورون واهمين ان بامكانهم العوده الى سدة الوزاره مرة اخرى.فكان الله في عون الشعب العراقي الذي اصبح بين فكي الارهاب والجحوش من جهة وبين نماذج من عصابات الحج البرلمانية من جهة اخرى.

أن على وسائل الاعلام العراقي الشريف والمثقفين العراقيين الاحرار. ان لايسكتوا على مثل هذه التخبطات التي يذهب ثمنها دماء اضافية من العراقيين  وهدر لثرواتهم. وأن يفضحوا ويتصدوا لقوانيين " الحج " الاستثنائية والصدامية هذه ولمثيلاتها من القوانيين الاستثنائية التي صدرت بعد سقوط الصنم. وعدم المسؤولية التي يمارسها كل يوم بعض الاعضاء في البرلمان والحكومة العراقية , فهولاء البعض هم في الحقيقة أتعس بكثير واخطر من عدنان الدليمي والقاعدة. فهذا الاخير واضح ومشخص وموضوع بخانة الحثاله. اما تلك عصابات البرلمان فان اول خطورتها انها رسميه !! وثم يلوذ بعضهم " باللحى الخفيفة " والمسبحه التي لاتفارق ايديهم حتى داخل الاجتماعات البرلمانيه !! فلاتتركوهم ايها العراقيين النجباء لان هولاء اصنام جديده ولان مسؤولية الصنم الذي سقط في ساحة الفردوس يتحمل جزء منها نحن العراقيين. فلا تعيدوا الكره مرة اخرى. ولاتعطوهم مصدر قوة بخوفكم او ترددكم عن قول الحقيقة مثل ماهي ان اخلاقهم هذه انما هي اخلاق عصابات انتهازيه لاتخجل. فقولوا لهم بصوت عالي  وواضح لايقبل اللبس ( لابارك الله فيكم. ولاحج مقبول ولاذنب مغفور.. أيها الحراميه ). ولكن هيهات انك لو ناديت حيآ.  

[email protected] 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 27/كانون الأول  /2006 - 5 /ذي الحجة /1427