حاخامون مناهضون لإسرائيل يواجهون النبذ من العالم اليهودي

انتقد زعماء يهود من أنحاء العالم بشدة منظر ستة يهود ملتحين يعتمرون قبعات سوداء يحتضنون الرئيس الإيراني في مؤتمر يشكك في محارق النازي حيث يعتقدون أن هذه اللفتة تضر بالدين.

ولا تزال قضية قتل النازيين الجماعي لستة ملايين يهودي واحدة من اكثر القضايا حساسية بالنسبة لليهود. فقد كان بين اسباب إنشاء اسرائيل أن تكون جنة للناجين من المحارق.

ولا يزال اليهود قلقين من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي أثار إدانة دولية منذ توليه رئاسة البلاد عام 2005 حين وصف محارق النازي بأنها "خرافة" ونادى "بمحو إسرائيل من على الخريطة".

وبالرغم من هذا شاركت مجموعة صغيرة من اليهود في المؤتمر الذي عقد في ديسمبر كانون الاول. ويقولون إنهم ذهبوا تحت لواء حركة ناطوري كارتا وهي حركة شديدة التطرف يقدر الكثير من المحللين عدد أعضائها بنحو 100 لا تعترف بدولة اسرائيل وتسعى الى زوالها.

وهم يعتقدون أنه يجب أن يظل اليهود بلا دولة قبل ظهور المسيح المنتظر ويعتبرون الحركة الصهيونية التي أنشأت اسرائيل امرا بغيضا امام الله لإقامتها دولة قبل الأوان.

وحتى قبل مؤتمر طهران أثارت الحركة غضب الكثير من اليهود من خلال دعم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وارتباطها بصلات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويعتبر الزوار اليهود الست الذين شاركوا في المؤتمر في ايران أنفسهم جزءا من طائفة الهاريدي وهي طائفة يهودية محافظة للغاية يعني اسمها بالعبرية "الخائفون" من الخطيئة.

لكن حتى في حي ميا شاريم شديد التطرف في القدس الذي يعيش به الكثير من الكارهين للدولة اليهودية وبعضهم يشتركون مع جماعة ناطوري كارتا في معتقداتها المعادية للصهيونية قال سكان كثيرون إن من شاركوا في مؤتمر طهران تجاوزوا الحدود.

وقال حاييم فرايد وهو يهودي شديد التطرف يعيش في حي ميا شاريم "في الوقت الذي لا نتفق فيه مع دولة اسرائيل العلمانية فإن هؤلاء الأشخاص دنسوا اسم الرب... إنهم لا يمثلوننا."

وقالت متحدثة باسم مؤسسة نصب ياد فاشيم التذكاري الاسرائيلية التي تهدف لإحياء ذكرى محارق النازي إن الجماعة "رسم كرتوني مؤسف استخدمها النظام الإيراني كأداة للدعاية."

ونادى الزعيم اليهودي الغربي الاسرائيلي الحاخام يونا ميتسيجر الحاخامين في أنحاء العالم بحظر دخول المشاركين اليهود وهم من الولايات المتحدة واوروبا للمعابد اليهودية.

وقالت جماعة اجوداث اسرائيل الامريكية التي تمثل عشرات الآلاف من اليهود شديدي التطرف في الولايات المتحدة إنه بالرغم من انتمائهم لطائفة هاريدي فإن الستة "عار" و"خطر" على اليهود.

وشارك في المؤتمر الذي رعته الحكومة الإيرانية غربيون يشككون في محارق النازي بالرغم من أن بعض الدول التي ينتمون لها جعلت من نفي حدوثها جريمة.

وقال الحاخام اهارون كوهين من جماعة ناطوري كارتا في المؤتمر إن المانيا نفذت "سياسة كارثية ومارست الإبادة الجماعية" ضد اليهود لكنه قال إن مسألة كم مليون شخص قتلوا تظل قابلة لطرح التساؤلات.

وقال زعيم ناطوري كارتا في اسرائيل الحاخام اسرائيل هيرش إنه في الوقت الذي "يعد فيه نفي الناس حدوث محارق النازي امرا مؤلما" فإن المشاركة اليهودية في طهران مهمة.

وأضاف وهو محاط بمجلدات من الكتاب اليهودي المقدس في منزله المتواضع بحي ميا شاريم "كان الهدف أن نكشف للعالم كله أن الإيرانيين لا يكنون كراهية لليهود بل يعارضون الصهيونية فحسب مثلنا."

ومضى يقول "أردنا أن نظهر أن الصهيونية لا تمثل اليهود."

وقال هيرش (51 عاما) وهو امريكي المولد ورفض الجنسية الإسرائيلية إنه لم يستطع الذهاب الى طهران لأنه يعيش في اسرائيل. ولا تسمح إيران بدخول الزائرين الذين يحملون تأشيرات إسرائيلية في جوازات سفرهم. وكان موشي والد هيرش وهو حاخام مولود في نيويورك مستشار الرئيس عرفات للشؤون اليهودية.

تأسست جماعة ناطوري كاتا وهو اسم باللغة الارامية يعني "الأوصياء على المدينة" في القدس في أواخر الثلاثينات في مواجهة الحركة الصهيونية المتنامية فيما كانت حينذاك المحمية البريطانية فلسطين.

وتعارض طائفة ساتمار هسيديك الكبيرة وصاحبة النفوذ دولة اسرائيل وتعتقد أن الصهيونية "إغراء وثني" وهي حليف تقليدي لجماعة ناطوري كارتا لكنها نأت بنفسها بشكل متزايد عن الحركة.

ووصفت القيادة الحاخامية لطائفة ساتمار ومقرها الولايات المتحدة مشاركة يهود في مؤتمر طهران بأنها "تصرفات جنونية" ودعت أتباعها والآخرين الى تجنب من "يعطون الضوء الأخضر لسفك دماء اليهود."

ويعتقد كثيرون في عالم اليهود شديدي التطرف أن موشي هيرش الذي انسحب حاليا من انشطة الحركة أبعد ناطوري كارتا عن أهدافها ويمثل طائفة منشقة من خلال تقريبها من شخصيات إسلامية متشددة معارضة لإسرائيل مثل أعضاء حركة حماس.

ووصف اسرائيل ايشلر النائب الإسرائيلي السابق والمعلق المعروف من طائفة هاريدي أنشطتهم بأنها "تنطوي على مفارقة تاريخية" و"فوضى".

وقال لرويترز "حتى اكثر الحاخامين المناهضين للصهيونية أعلنوا أنه في مواجهة العالم الخارجي نحتاج أن نظهر جبهة متحدة (مع دولة اسرائيل)." 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 27/كانون الأول  /2006 - 5 /ذي الحجة /1427