
كلاب وخفافيش ووجبات دجاج كنتاكي المقلية وسمك البرمون النهري ستحل
في موائد العشاء في أنحاء آسيا المطلة على المحيط الهادي في عيد
الميلاد بدلا من لحوم الديوك الرومية التقليدية في العالم الغربي في
مناسبة يجري الاحتفال بها بكثير من البهجة في هذه المنطقة غير
المسيحية.
ويعتبر عيد الميلاد مهرجانا أجنبيا غربيا في كثير من دول اسيا لكن
هذا لا يمنع ملايين الناس من اعداد ولائم من الاطعمة المحلية التي لم
يسمع عنها الغرب.
وفي اندونيسيا أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان والتي تضم اقلية
مسيحية كبيرة تشمل ولائم عيد الميلاد ما لذ وطاب من اطباق للسكان
المحليين منها لحم خنزير منقوع في الدم ولحوم الكلاب.
وتقول ارميدا سيمانجونتاك المسيحية الاندونيسية "عادة ما نلتقي في
تجمع عائلي في منزل الاهل بعد قداس ليلة عيد الميلاد. لا نتبادل
الهدايا (كما في الغرب) نستغل هذه المناسبة اكثر لنلتقي ونتحدث."
وفي جزيرة سولاويزي بشرق اندونيسيا يحتفل بعض المسيحيين بتناول
فئران الحدائق المطهوة بالفلفل الاحمر والثوم او الخفافيش المطهوة في
لبن جوز الهند.
اما في اليابان يتوجه الكثيرون في عيد الميلاد الى مطاعم كنتاكي
لتناول وجبات من الدجاج المقلي.
وتحقق هذه المطاعم أرباحا كبيرة في فترة عيد الميلاد وقد لا تستطيع
استيعاب كل زبائنها ليلة الاحتفال بعيد الميلاد في 24 ديسمبر كانون
الاول وتردهم مكسوري الخاطر ان لم يحجزوا أماكنهم مسبقا.
ويقول سوميو يوكوكاوا من قسم العلاقات العامة بكنتاكي في اليابان
"خلال الفترة من 23 الى 25 ديسمبر يمكن ان تقفز المبيعات الى عشرة
امثال المستويات العادية."
ويعد فخذ الخنزير الصيني الحلو طبقا رئيسيا في وليمة عيد الميلاد في
الفلبين حيث يشيع في هذه المناسبة تقديم اطباق الخنزير او الديوك
الرومية المشوية.
وبرغم ان عيد الميلاد يوم عمل عادي في الصين الشيوعية تقدم الفنادق
الكبرى في بكين وشنغهاي ولائم غداء وعشاء مبهرة في ليلة عيد الميلاد.
كما يعيش الكثير من المطاعم الاصغر نفس الحالة المزاجية حيث يرتدي
العاملون قبعات سانتا كلوز وتزين النوافذ بالاشرطة وهو ما لم يكن يخطر
ببال احد في عهد الزعيم الشيوعي الراحل ماو تسي تونج.
هذا وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الجمعة ان عشرة من طلاب الدكتوراة
في ثلاث من أكبر جامعات الصين وضعوا رسالة على الانترنت ينتقدون فيها
بشدة الاحتفالات المحلية بعيد الميلاد ويطالبون الصينيين "بمقاومة
الغزو الثقافي الغربي".
وقالت صحيفة تشاينا ديلي ان الطلاب الذين ينتمون لجامعات بكين
وتسينجهوا والشعب نددوا بانتشار "الثقافة الأمريكية والأوروبية" في
أنحاء الصين إضافة الى "هيمنتهم التكنولوجية والاقتصادية".
ونقلت الصحيفة عن الرسالة المؤرخة وفقا للتقويم القمري الصيني القول
"الثقافة الغربية تجتاح البلاد مثل العواصف الكاسحة وليس كرخات المطر
المعتدلة."
انه "إخفاق من جانب الحكومة في المحافظة على التقاليد الصينية مع
تشجعيها الاقتصاد."
وأضافت الصحيفة ان واضعي الرسالة انتقدوا تجار التجزئة لاستغلالهم
الاحتفالات لتعزيز تجارتهم وانتقدوا الصينيين الذين يحتفلون بهذه
المناسبة دون معرفة أصلها.
ويقر حكام الصين الشيوعيون رسميا مهرجانا تقليديا واحدا فقط هو رأس
السنة القمرية الجديدة. أما الاحتفالات الأخرى مثل مهرجان قوارب التنين
فلا تزال مناسبة رسمية في هونج كونج وتايوان. |