تباين ردود افعال العراقيين حيال تقرير بايكر وعدم ارتياح كردي منه

 

تباينت ردود افعال السياسيين العراقيين حيال التوصيات التي اعلنها تقرير بايكر - هاميلتون وتراوحت بين مؤيد ومؤيد متحفظ وبين قلق منها ورافض لها.

لكن الجميع يتفق على ان توصيات التقرير غير ملزمة للحكومة العراقية ولا حتى لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش لكن التقرير يضع توصيات من شأنها ايجاد حلول ناجعة للوضع في العراق.

فقد رحبت الحكومة العراقية بالتوصيات التي قدمتها لجنة دراسة العراق الى الادارة الامريكية يوم الاربعاء وقالت ان مقترحات اللجنة بضرورة ان يتولى العراقيون القيادة بشأن الامن تتشابه مع مقترحات الحكومة.

وقال نائب رئيس الوزراء برهم صالح لرويترز "يتفق التقرير مع وجهة نظر الحكومة العراقية بأن الامن يجب ان ينقل الى العراقيين وان العراق يجب ان يتقلد القيادة."

واستمع صالح ومسؤولون كبار اخرون الى جانب رئيس الوزراء نوري المالكي الى عرض مختصر للتقرير عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من وزير الخارجية الامريكي السابق جيمس بيكر واعضاء اخرين في اللجنة قبيل تقديم التقرير فى واشنطن.

والتقى المالكي مع بوش الاسبوع الماضي وحصل على وعد بالاسراع بتدريب ونقل المسؤولية لقوات الامن العراقية. وقال رئيس الوزراء يوم الثلاثاء إنه لا يتوقع ان تختلف التوصيات مع تلك المباديء.

واصدر مكتب المالكي بيانا قال فيه ان رئيس الوزراء استمع الى عرض موجز للتقرير ورأى فيه ثلاث توصيات رئيسية هي ضرورة دعم حكومة الوحدة الوطنية وان جيران العراق يجب ان يجري التشاور معهم وأن القوات الامريكية يجب ان تتحول من دور قتالي الى دور معاون وفي مجال التدريب.

وقال صالح "نحن ايضا دعونا الى اجماع دولي واقليمي دعما لانتقال العراق الى الاستقرار."

وقال متحدث باسم كتلة الاقلية السنية الرئيسية في البرلمان انه محبط لان التقرير لا يتضمن اي جدول زمني مقترح لانسحاب القوات الامريكية.

واضاف المتحدث سالم الجبوري من جبهة التوافق العراقية "لا نريد ان نرى انسحابا فوريا يسبب فوضى ولكننا نريد جدولا زمنيا للانسحاب."

وقال النائب البارز من كتلة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية عباس البياتي "التقرير يصور فهما امريكيا للازمة في العراق. ولتحويل ذلك الى تغييرات في السياسة على الارض يجب منح دور للحكومة العراقية لجعلها تنجح."

واضاف ان "الاطار العام لخفض في حجم القوات يمثل رؤية عامة لكننا يجب ان نكون اكثر تحديدا وان نقول انه مع تشكيل فرقة عراقية واحدة يمكن ان تغادر فرقة امريكية.

من جهته اشاد رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بتوصيات تقرير بايكر -هاميلتون ورأى انه "درس المشهد العراقي بجدية وعمق".

واوضح ان التقرير يتضمن ايجابيات تتماشى مع كثير من التوصيات العراقية لافتا الى معالجته لمسألة تواجد القوات الأميركية والملف الأمني معربا عن اعتقاده بأن "تنفيذ هذه التوصيات سيخفف الاحتقان في العراق".

وقال مستشار المالكي وعضو اللجنة الامنية في البرلمان العراقي حسن السنيد ان التقرير يشكل خطوة اولى لقراءة واقعية للموقف الامني والسياسي في العراق.

واضاف انه في السابق كانت الادارة الامريكية تعتمد على تقارير سفارتها ببغداد ورجال المخابرات والقادة العسكريين الميدانيين وهم جزء من تلك الادارة لتقييم الواقع الامني والسياسي "لكنها المرة الاولى التي تقرأ فيها الولايات المتحدة الوضع في العراق بعينين وليس بعين واحدة وهما عين الجمهوريين وعين الديمقراطيين".

ورأى ان التقرير على الرغم من بعض نقاطه المبهمة "ينبىء عن موضوعية وواقعية".

واعتبر السنيد ان هناك نقاطا ايجابية مهمة في التقرير بامكان الحكومة العراقية والادارة الامريكية توظيفها كبرنامج عمل مستقبلي آخذا عليه "اعتماده اللهجة الامريكية المعهودة وهي لهجة الضغوط والتهديد".

واشار الى اهمية دعوة فتح حوار مباشر مع سورية وايران لما لهاتين الدولتين من اهمية وتأثير في الملف الامني العراقي.

من جهته قال نائب رئيس الحكومة العراقية الدكتور برهم صالح ان تقرير بايكر - هاملتون "يتوافق مع مصالحنا الوطنية".

وكشف صالح ان "بايكر شرح لرئيس الحكومة نوري المالكي امس من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة اساسيات التقرير وخطواته".

واعرب عن اعتقاده بأن التوصيات جاءت متوافقة مع المصلحة الوطنية العراقية خاصة فيما يتعلق بمواضيع تحقيق المصالحة الوطنية وتسليم الملف الامني للعراقيين.

كما اشار الى انها جاءت متوافقة مع الرؤية العراقية في ما يتعلق بمسألة تحقيق اجماع دولي واقليمي لدعم الاستقرار في العراق.

واضاف "نحن كعراقيين وقبل ان يخرج هذا التقرير بتوصياته يجب ان نقر بخطورة الموقف واهمية تحقيق المصالحة الوطنية ودعم الاصطفاف الوطني لدحر الارهابيين ومنع التدخلات الاقليمية التي تريد تحويل العراق الى ساحة تصفيات اقليمية ودولية وضرورة اتخاذ قرار عراقي مدعوم من قبل المجتمعين الدولي والاقليمي".

لكن رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني انتقد التقرير المقدم من لجنة بايكر لتقييم الاوضاع في العراق ومستقبل القوات الامريكية فيه.

وقال في مؤتمر صحافي اليوم انه بالرغم من ان بايكر اكد لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اتصال هاتفي ان الاقليم له خصوصيته في التقرير "لكن كان من المفروض ببايكر ان يزور اقليم كردستان ليطلع على الاوضاع فيه عن كثب ومن ثم يعود الى امريكا وبعدها يقدم التقرير للرئيس جورج بوش".

اما رئيس كتلة التوافق العراقية عدنان الدليمي فاعرب عن اعتقاده بأن هذا التقرير سيؤدي الى اصلاح الوضع قائلا "ان النقطة الرئيسية التي اشار اليها هي الاخطاء الكبيرة التي ارتكبتها امريكا في العراق ما حدا الرئيس الامريكي جورج بوش الى القول ان هذا التقرير تقرير قاس ولكننا سنأخذ به".

واعتبر عدنان الدليمي انه اذا ما اخذ بتوصيات تقرير بايكر-هاميلتون فسيؤدي ذلك الى اصلاح الوضع في العراق.

وقال الدليمي "ان الانسحاب لا بد منه ان لم يكن في 2008 فربما يكون بعده بقليل ولكن لا بد ان يتم الانسحاب التدريجي بالتوازن مع تشكيل قوة عراقية تستطيع ان تحقق الامن بالعراق".

لكنه ابدى تحفظه على اعلان "موقف رسمي" حيال جميع بنود التقرير وتوصياته قائلا ان "تقرير بيكر - هاميلتون تقرير واسع يقع في 700 صفحة وما لم نطلع على توصياته بشكل مستفيض لا نستطيع ان نتخذ الموقف المناسب الرسمي لكننا بصورة عامة نرى هذا التقرير تقريرا سديدا لان الذين كتبوه هم من خيرة الرجال وممن يمتلكون الخبرة الواسعة لا سيما بايكر الذي اسهم في وضع حلول للعديد من المشاكل الدولية".

من جهته اعتبر رئيس القائمة العراقية الوطنية والرئيس الاسبق للحكومة العراقية اياد علاوي في تصريح صحافي ان توصيات تقرير بايكر - هاملتون "جاءت متأخرة وعمومية ولم تأخذ بنظر الاعتبار الصورة الاستراتيجية للمنطقة بالكامل".

ورأى ان "التقرير اعاد مواقف ونتائج كانت متخذة اساسا في مؤتمر شرم الشيخ قبل اكثر من عامين ونصف العام عندما كنت رئيسا للحكومة العراقية حيث قدمنا مذكرات وبمبادرة عراقية طالبنا فيها بدعم قوى الاعتدال في العراق وفي المنطقة عموما".

واشار الى انه تحدث مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قبل عام بضرورة ان "يرعى مجلس الامن اجتماعا لمناقشة موضوع الامن في العراق واهمية الحوار مع سورية وايران ضمن اشراك المنطقة بالكامل في هذا الحوار".

وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي مفيد الجزائري "ان هناك توصيات كان على الادارة الامريكية اتخاذها قبل سنوات وقلنا بذلك واكدنا عليه مثل توصية اللجنة بالتوجه نحو دعم بناء القدرة العسكرية للقوات الامنية العراقية والاسراع بتدريبها وتجهيزها لتتمكن من تسلم مهام الامن بنفسها".

من جهته انتقد قباد الطالباني نجل الرئيس العراقي جلال الطالباني وجهة نظر مجموعة امريكية لدراسة العراق طالبت ببقاء سلطة مركزية قوية للحكومة العراقية بدلا من اعطاء المحافظات سلطات أوسع.

وصرح الطالباني الابن وهو الممثل الكردي في واشنطن بأن هذه التوصية أثارت قلق كثيرين في المنطقة الكردية بشمال العراق التي تسعى للحصول على مزيد من الحكم الذاتي.

وقال في حديث هاتفي موضحا انه لا يتحدث باسم والده رئيس العراق "كثيرون منا يشعرون ان الانظمة الاستبدادية المركزية هي التي قادتنا الى ما نحن فيه اليوم.. وهو دولة فاشلة."

وجاء في تقرير مجموعة دراسة العراق التي تضم خمسة جمهوريين وخمسة ديمقراطيين ويرأسها جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكية الاسبق وهو جمهوري ولي هاملتون عضو الكونجرس السابق الديمقراطي ان تكاليف تقسيم العراق الى ثلاثة أقسام تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي مع وجود سلطة مركزية فضفاضة ستكون مرتفعة للغاية.

وقال التقرير الذي نشر أمس الاربعاء "على الولايات المتحدة ان تؤيد بقدر الامكان سيطرة مركزية للسلطات الحاكمة في بغداد خاصة فيما يتعلق بعائدات النفط."

وطالب كبار مسؤولي صناعة النفط العراقية شركة نفط العراق الوطنية بتوزيع العائدات من خلال السلطة المركزية لكن الزعماء الاكراد يسعون بقوة الى سيطرة مستقلة على الثروات النفطية.

وقضية تقسيم السلطة بين بغداد والمحافظات هي محور نزاعات طائفية وعرقية في العراق.

وتطرق الطالباني الابن أيضا الى اقتراح مجموعة دراسة العراق بضرورة حل مشاكل العراق من منظور اقليمي مع قيام جارتي العراق سوريا وايران بدور.

وقال مكررا وجهة نظر الولايات المتحدة القائلة بان ايران وسوريا تتدخلان في شؤون العراق "نؤمن ان مشاكل العراق يمكن ان تحل من خلال العراقيين وحدهم."

وصرح بان تعاون ايران وسوريا يجب ان يكون مرتبطا بالقضايا العملية مثل تأمين مناطق الحدود لا بالقضايا السياسية.

وأضاف "يجب الا يتدخلا في قلب ما يحدث في العراق."

والسيطرة على المنطقة النفطية في كركوك في شمال العراق هو سبب للتوتر. وتقع المنطقة النفطية خارج المنطقة الكردية الحالية ويريد الاكراد ضمها من خلال استفتاء.

وجاء في تقرير مجموعة دراسة العراق ان مخاطر تصعيد العنف بسبب استفتاء كركوك كبيرة للغاية.

وقال الطالباني الابن مشيرا الى مطلب الاكراد باجراء استفتاء "ليس من مصلحة أحد" تأجيل هذه القضية مع تنامي التوترات بسبب كركوك "علينا ان نحسم الامر."  

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 8 /كانون الأول  /2006 -16 /ذي القعدة /1427