القناصون يثيرون الذعر في شوارع بغداد

 

شهدت ساحة الطيران في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد صباح الثلاثاء حالة من الاضطراب والفوضى والفزع بعد أن سقط شرطي عراقي على الارض فجأة بينما كان يقف قرب دوريته..ولم يجد الذين شهدوا الحادث صعوبة في تحديد الفاعل..إنه القناص المجهول..

وكان من الطبيعي ،وكما يحدث في كل المرات والحوادث المشابهة ، أن تختفى على الفور سيارات نقل الركاب من المنطقة المحيطة بالساحة وان يلوذ المدنيون المتواجدون في الساحة والمواطنون الذين كانوا يرومون ركوب السيارات بالفرار بعد أن اصيبوا بحالة من الهلع.

يقول حمزة ، وهو سائق سيارة باص يعمل في خط الباب الشرقي / مدينة الصدر , بعد أن طلب عدم ذكر إسمه كاملا ، لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة إنه شاهد الشرطي المقتول , لكنه يجهل "جهة إطلاق الرصاصة التي اصابته."

وذكر ابو جواد ،وهو سائق باص على خط المشتل / الباب الشرقي, ان إشاعات كثيرة ترددت بعد مقتل الشرطي مفادها ان عشرات القناصين يعتلون المباني العالية وان هذه الشائعات هي التي جعلت المدنيين في المنطقة يهرعون الى اماكن آمنة , خصوصا بعد ان اطلق رجال الشرطة النار في الهواء.

ويقول ابو علي ،وهو بائع صحف كان قريبا من الحادث ، إنه لم يسمع صوت الاطلاقة التي استهدفت الشرطي الا انه رأي الشرطي وهو يسقط صريعا , مضيفا ان المدنيين " بدأوا يصرخون بأن هناك قناصا في المنطقة , الامر الذي أثار حالة من الهلع فيما بينهم."

ويستخدم سكان بغداد سيارات النقل الكبيرة والصغيرة يوميا في التنقل بين أرجاء العاصمة ،وتعتبر مناطق مثل الباب الشرقي وباب المعظم والشورجة والكاظمية والنهضة نقطة إلتقاء لخطوط النقل الرئيسية. وكان كثير من المواطنين ، من موظفين وطلاب وكسبة ، قد شكوا مؤخرا من اضطراب الوضع الامني في منطقة باب المعظم بعد ان دار حديث عن وجود قناصين يعتلون البنايات الشاهقة لإستهداف الشرطة والمواطنين.

وكانت الشرطة العراقية قد أعلنت مؤخرا القاء القبض على ما اسمته "قناص بغداد" ، ويدعى علي نزار الجبوري خلال عملية دهم في شارع فلسطين شرق بغداد. واعلنت ايضا عن القاء القبض على قناصين في شارع الرشيد وسط بغداد يحملان الجنسية العربية.

وقد تسبب الخوف من أعمال القنص العشوائية في منع الكثير من العراقيين من الذهاب الى أعمالهم وقضاء مصالحهم..ويقول صلاح ،وهو صاحب محل لبيع الملابس الرجالية الجاهزة في مدينة الصدر إنه لا يذهب للتبضع من سوق الشورجة الذي يبيع بالجملة كل يوم كما كان يفعل من قبل ،بل يتسوق مرتين بالاسبوع فقط بسبب ما يشاع من وجود قناصين في منطقة الشورجة القريبة من منطقتي الفضل وباب المعظم.

وداهمت قوات مشتركة عراقية امريكية منطقتي الفضل وباب المعظم يوم الجمعة الماضي بعد ان قصفت المروحيات الامريكية عددا من المواقع في المنطقة لاعتقادها بوجود مسلحين واعلنت عن إعتقال نحو 45 مسلحا خلال العملية.

وقال احمد خيري الذي يرقد مع اخيه المصاب بمستشفى الجملة العصبية وسط بغداد إن سيارات الاسعاف نقلت رجلا مسنا مصابا بطلق قناص في منطقة الرحمانية الشعبية ، حيث أصيب في عنقه ولفظ انفاسه الاخيرة قبل ان تجرى له العملية لاخراج الرصاصة.

واشار الى ان اولاد القتيل ابلغوه بان والدهم كان يبيع اللبلبي(الحمص) في عربة في منطقة الرحمانية , وهم لايعرفون اسباب استهدافه من قبل القناصين.

ويقول العميد عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية إن قوات الامن "القت القبض على عدد كبير من القناصين في بغداد والذين اعترف قسم منهم على متعاونين معهم وممن يسهلون لهم عمليات القنص ضد المواطنين وضد رجال الامن."

وأضاف ل(اصوات العراق) ان "القناصين الذين تلقي قوات الامن القبض عليهم بعد معلومات استخباراتية معظمهم من افراد الجيش العراقي السابق وهم مدربون بشكل جيد ومنهم رجال كبار في السن ممن كانوا في الجيش العراقي السابق اواخر الستينيات واوائل السبعينيات ، وهؤلاء متدربون على الرمي بشكل جيد , وعلى الرغم من ذلك يتبين من خلال التحقيقات معهم انهم اميون او خريجو الدراسة الابتدائية."

واوضح ان " القناصين كانوا ينشطون في مناطق الكرخ وبسبب تضييق الخناق عليهم في مناطق الكرخ من قبل قوات وزارتي الدفاع والداخلية صاروا يتسللون الى مناطق الرصافة , ولكن قوات الامن تبحث عنهم في كل مكان من بغداد."

واشار العميد خلف الى ان " الوزارة لديها الان خطة طموحة لمعالجة الوضع الامني عموما وخصوصا في بغداد , لاننا بصدد استلام الملف الامني بالكامل , وهذا التحول سيفتح ابواب الامن في العراق", معبرا عن اعتقاده بان " الاسابيع المقبلة ستشهد تحولا كبيرا في استتباب الامن ،وبان المواطن سيلمس ذلك خلال الاسابيع القليلة المقبلة , وحوادث التفجير والاغتيالات ستصبح من الماضي."

وختم تصريحه بالقول " إننا نعمل من باب اننا ابناء البلد وواجب علينا حماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم والممتلكات العامة , لكننا نعول على المواطن أن يتعاون مع اجهزة الامن للقضاء على حوادث العنف في العراق, وفي ذات الوقت ندعوه للحيطة والحذر دائما." 

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس7 /كانون الأول  /2006 -15 /ذي القعدة /1427