المنتدى الاستراتيجي يؤكد بان حرب لبنان الاخيرة كانت نقطة تحول بالمنطقة

 

اعتبر سياسيون ومثقفون عرب مشاركون في أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي، أن حرب لبنان الأخيرة، بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله، تعد أحد أبرز نقاط التحول في العالم العربي، والتي قد تؤدي إلى "دخول المنطقة لمنعطفات خطيرة وغير مسبوقة."

وأكد المشاركون في الجلسة التي عقدت الثلاثاء، بعنوان "التحالفات الجديدة في العالم العربي"، ضمن فعاليات المنتدى المنعقد حالياً في دبي، أن المنطقة العربية بصدد دخول عهد جديد، كنتيجة للأحداث المتسارعة اوالصراعات التي تعج بها المنطقة.

ودار النقاش خلال الجلسة، التي أدارها الإعلامي المصري المعروف حمدي قنديل، حول المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ العالم العربي، بدءاً بسقوط الدولة العثمانية في العام 1918، مروراً بالحرب الباردة، ووصولاً لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، التي تعد نقطة التحول الرئيسية التي قادت لتحولات أخرى بالمنطقة.

وناقش المتحدثون بروز عقليات جديدة، اعتبروا أنها جاءت نتاجاً طبيعياً للعديد من الأحداث، إضافة إلى ثورة المعلوماتية، وحرب حزب الله الأخيرة مع إسرائيل في صيف 2006.

كما تطرقوا إلى مناقشة العديد من الاسئلة الهامة، والتي تضمنت نوعية الأحداث التي تسبب تغييراً في منهج وأسلوب تفكير الشعوب العربية، ومدى قابلية ظهور مثل هذه التحولات في المنطقة، ودخول العالم العربي إلى عهد جديد.

ففي كلمته ببداية الجلسة، قال رامي خوري المحرر العام لصحيفة "ديلي ستار" اللبنانية: "إن نهاية الحرب الباردة أزالت القيود والعوائق التي سمحت للمنطقة للانفتاح، والتي بدورها ابرزت العديد من الشخصيات والحركات التي لعبت دوراً بارزاً في التغيير."

وحول أعمال القتال التي حدثت بلبنان بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قال خوري: "لقد شكل التقدم التقني للحرب التي خاضها حزب الله ضد إسرائيل، والإرادة السياسية لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، إنجازاً غير مسبوق في المنطقة، ما ساهم في إفراز مفاهيم جديدة تدعو إلى مقاومة المخططات الأمريكية للمنطقة، وتغيير العقلية السائدة في العالم العربي."

وأضاف قوله: "قد تشهد المنطقة تحولات نوعية نتيجة للحرب الأخيرة على لبنان، إلا أن التحدي يكمن في كيفية ترجمتها على صعيد التنمية في المنطقة."

واستطرد قائلاً: "برزت محاولات جادة للتحرك تعبيراً عن الهوية والانتماء والغضب والقلق من المستقبل، إلا أن هذه التحركات لم تحمل في طياتها الحلول للأزمات التي تواجهها المنطقة، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تبني مشاريع بناءة لمواجهة التحديات."

ومن جانبه قال غسان سلامة، أستاذ العلاقات الدولية بمعهد العلوم السياسية بفرنسا، والمستشار الأول للأمين العام للأمم المتحدة، إن ثورة المعلوماتية أسهمت في إحداث العديد من المتغيرات السياسية في العالم أجمع، وخصوصاً في المجتمعات غير الديموقراطية.

من جهته، تساءل عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، عما إذا كانت المنطقة تشهد تراجعاً على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إنطلاقاً من قراءة للعديد من الفجوات التي لا تزال تعيق عملية التطور الإقليمية.

وأضاف سعيد قوله: "من بين هذه الفجوات، التحول الاستراتيجي للمنطقة العربية إثر انتهاء الحرب الباردة، كمثال انكفاء بعض البلدان، كمصر والمملكة العربية السعودية، عن لعب الدور الإقليمي، وتوجيه التركيز نحو الداخل، بعد هزيمة صدام حسين في عام 1991"، ويقصد بذلك حرب تحرير الكويت.

ومن ناحيتها، عددت روز ماري هوليس، مدير الأبحاث في "شاتام هاوس" المعهد الملكي للشؤون الدولية ببريطانيا، مجموعة من الأحداث التي شكلت نقاط مفصلية بالمنطقة العربية.

وأشارت إلى أن من بين هذه النقاط "إعلان دمشق" الذي صدر إثر حرب الخليج عام 1991، والذي شدد على سيادة الدول العربية على مواردها الطبيعية، وقالت: "إن النفط في الكويت هو نفط كويتي لا عربي، وكذلك الحال في المملكة العربية السعودية وغيرها."

ورأت هوليس أن الأحداث الراهنة تساهم في تغيير واقع المنطقة بشكل جذري، يوازي خمسة أحداث مفصلية في القرن الماضي، منها قيام دولة إسرائيل عام 1948، وهزيمة العرب في حرب 1967، وانسحاب المملكة المتحدة من دول الخليج عام 1971. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 6/كانون الأول  /2006 -14/ذي القعدة /1427