النهضة العربية وقعت في شباك المركزية الأوروبية

  

اكد الباحث الدكتور جابر عصفور ان قضية المؤثرات الاجنبية في نقدنا العربي الحديث والمعاصر هي جزء لا يتجزأ من قضية الانا والاخر التي تنطوي على علاقة متميزة تؤكد تأثير الاتجاهات النقدية الاجنبية في نظيرتها العربية.

واوضح خلال ورقة قدمها في ندوة (الخطاب النقدي العربي ...الانجازات والاسئلة) والقتها نيابة عنه الدكتورة نورية الرومي ان النهضة العربية وقعت في شباك المركزية الاوروبية خصوصا في المجالات التي انطوت على التسليم بسبق التقدم الاوروبي في الوجود والرتبة.

واستعرض في ورقته التي حملت عنوان (الدوران في دائرة الاخر) تجربة مصر منذ البعثة المصرية الاولى الى فرنسا والتي كانت احد اسباب الاتصال بالاضافة الى الترجمة بتجلياتها من التعريب الى التلخيص والنقل واللقاءات المباشرة والحوارات في المؤتمرات.

ورد الدكتور عصفور على من يدعو الى تأسيس نظرية عربية في النقد الى الانتظار طويلا حتى تتحقق مجموعة من الشروط منها مناخ من الحرية الكاملة في التفكير وتراكم معرفي ضخم و حركة ترجمة دقيقة النتائج وادراك ان النظرية لا يمكن ان تنتسب الى دين او دولة او فرد.

وقال الدكتور محمد براده في تعليقه على ورقة الدكتور عصفور ان "الاشكالية الكامنة في هذا التناول تظل قريبة من الطرح المتداول منذ عقود الذي يرى ان النقد العربي لم ينجح في مجاوزة علاقة التأثر والتبعية واعادة الانتاج المختلة تجاه النقد الغربي والعالمي".

واضاف "هو رأي له نصيب كبير من الصحة وتؤيده شواهد ملموسة تبرز التفاوت بين النقدين لكن هذا الامر لا يمكن تعميمه اذ توجد محاولات نقدية عربية انجزها نقاد داخل الحقل الادبي العربي".

وشدد على ان مسألة تحليل انعكاس المؤثرات الايجابية على النقد العربي محفوفة بمسالك صعبة متشابكة تستدعي التمييز بين عدة مستويات.

بدوره اكد الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي ان العمل النقدي يعتبر عملا ابداعيا وهو مفتاح اساسي لكشف عوالم النصوص الابداعية .

وقال الرفاعي لدى افتتاحه ندوة( الخطاب النقدي العربي ...الانجازات والاسئلة) التي تقام ضمن مهرجان القرين الثقافي ال13 ان " النقد اضاف للنصوص جزءا من النكهة الخاصة وكون لها حضورا اجتماعيا بين جمهور القراء ".

وبين ان النقد ظل على مدى العصور رافدا ومحركا اساسيا للعملية الابداعية وشكلت مدارسه واطروحاته عنصرا فاعلا في حراك اية ساحة من الساحات الثقافية .

وشدد الرفاعي على ان الناقد يتحمل مسؤولية كبيرة لاتصاله بالمدارس النقدية العالمية او من جهة فهمه لحركة مجتمعه حتى تكون مشاركته الثقافية واعية وملتزمة .

ووذكر الدكتور محمد برادة في كلمة القاها نيابة عن المشاركين ان " النقاد والمبدعين العرب الذين يشاركون في الندوة يحسون بالامتنان للمجلس الوطني لانه اتاح لهم الفرصة للحوار والمكاشفة ومحاولة صياغة الاسئلة والاشكاليات في سياق قومي وعالمي يعيش على ايقاعات متسارعة ".

واضاف براده ان النقد ليس مجرد رصد او تلخيص او تمحيص معياري لنصوص الابداع بل ان مجالاته اتسعت فلم يعد مختصرا في التعليقات الفورية والقراءات الانطباعية بل تعدى الى افق التفكير النظري .

واشار الى ان النقد العربي عاش عقودا طويلة متأثرا بالمناهج والمصطلحات التي انتجها النقد العالمي لكنه استطاع الان ان يصوغ اسئلته وان يجعل قراءة النصوص مجالا لمساءلة الذات والمجتمع والتاريخ .

وستناقس الندوة التي تستمر ثلاثة ايام ويشارك فيها الكثير من الباحثين والادباء عددا من المحاور المرتبطة بالنقد . 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/كانون الأول  /2006 -13/ذي القعدة /1427