هل نحن على اعتاب حرب طائفية اقليمية؟

قال مستشار أمني للحكومة السعودية الاربعاء ان المملكة ستتدخل في العراق باستخدام الاموال أو الاسلحة أو قوتها النفطية للحيلولة دون قيام الميليشيات المدعومة من ايران بقتل المسلمين في العراق في حالة بدء انسحاب الولايات المتحدة من هناك.

وكتب نواف عبيد في صحيفة واشنطن بوست الامريكية ان القيادة السعودية تستعد لمراجعة سياستها بشأن العراق للتعامل مع تداعيات انسحاب امريكي محتمل كما انها تدرس خيارات تتضمن اغراق سوق النفط لاحداث خفض هائل في الاسعار ومن ثم الحد من قدرة ايران على تمويل الميليشيات في العراق.

وقال عبيد ويحمل التدخل السعودي في العراق مخاطر كبيرة حيث يمكنه اثارة حرب اقليمية. وليكن الامر كذلك..فعواقب عدم التدخل اسوأ بكثير .

وذكر المقال ان الاراء التي وردت به تعبر عن رأي عبيد وليس الحكومة السعودية.

وأضاف ان غض الطرف عن قتل العراقيين حسب الهوية سيكون نبذا للمباديء التي قامت عليها المملكة. وسيقوض مصداقية السعودية في العالم الاسلامي وسيكون تسليما بأعمال ايران العسكرية في المنطقة .

وعلى صعيد متصل قال بوش انه لا يدعم الدعوات المطالبة بانسحاب امريكي من العراق لكنه من المتوقع ان يتسلم في وقت قريب توصيات تتعلق بتغيرات محتملة في السياسة الامريكية بشأن العراق من لجنة تتألف من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وتخشى السعودية وهي أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم وحليف وثيق للولايات المتحدة من أن ايران تكتسب نفوذا في المنطقة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 والذي أطاح بنظام صدام حسين.

وأجرى نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله في الرياض يوم السبت. ولم يجر الكشف عن تفاصيل المحادثات.

وقال عبيد ان زيارة تشيني تبرز تميز وضع السعودية في المنطقة واهميتها بالنسبة للاستراتيجية الامريكية في العراق .

وقال انه اذا بدأت الولايات المتحدة في الانسحاب من العراق فان أحد أول النتائج سيكون التدخل السعودي الضخم لمنع الميليشيات التي تدعمها ايران من ذبح العراقيين حسب الهوية .

وحدد عبيد ثلاثة خيارات تأخذها الحكومة السعودية في الاعتبار..

-- تزويد زعماء المسلحين (البعثيون السابقون من أفراد القوات العراقية السابقة الذين يشكلون العمود الفقري للتمرد بنفس أنواع المساعدة التي تتلقاها الميليشيات وتتضمن التمويل والاسلحة.

-- تشكيل كتائب جديدة لقتال الميليشيا المدعومة من ايران.

--أو ربما يقرر العاهل السعودي تضييق الخناق على التمويل الايراني من خلال سياسات نفطية. فاذا ما عززت السعودية انتاجها وخفضت الاسعار الى النصف سيكون تأثير ذلك كارثيا بالنسبة لايران...وستكون النتيجة الحد من قدرة طهران علي مواصلة ضخ مئات الملايين كل عام للميليشيات في العراق وفي أي مكان اخر .

 من جهته قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إن "انسحاب القوات الأميركية من العراق في الظروف الحالية لن يساعد على استقرار العراق، بل على العكس سيقود إلى تعقيد الوضع وإلى حرب أهلية واسعة، سيدفع العالم ثمنها". وفي مقابلة مع صحيفة (لوفيغارو)، أجرتها في الكويت، ونشرتها اليوم تزامناً مع زيارته إلى باريس، أشار أمير الكويت إلى "ضرورة تعاون الدول العربية وبقية الدول المجاورة للعراق بشكل فعال لوقف حمام الدم بين العراقيين"، مؤكداً "دعم" بلاده لمشروع المصالحة الوطنية التي يقودها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واستطرد "لكن بالمقابل يجب أن يغادر الجنود الأميركيين المدن العراقية وتنسحب إلى الضواحي، وقد قلت ذلك أكثر من مرة للرئيس جورج بوش". ودعا الصباح إلى"إعطاء الأولوية إلى حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي محذرا من أن الوضع قد ينفجر في أي لحظة، وقد يخلق جو أكثر ملائمة لنمو الإرهاب".

قنبلة المستشار الامني السعودي التي فجرها على صفحات جريدة واشنطن بوست الامريكية وتوقيتها لم ياتي من فراغ بل هي رسالة جس نبض وتحذير في نفس الوقت ، كيف ، السعودية تتمعن عن كثب مجريات الاحداث في العراق وخصوصا دور ايران المفترض في دعمه لبعض الفئات الشيعية اضافة الى نفوذ ايران المتنامي كدولة اقليمية هذا النفوذ الذي بدا ياكل من جرف الحضور الواسع للسعودية ، ايضا دور حزب الله ( الشيعي ) ودوره المؤثر في المنطقة والذي بدا بالتعاظم خصوصا بعد الغزو الفاشل للجنوب اللبناني ، وببساطة يكمن معرفة المشاكل التي يمكن ان يحدثها حزب الله للحكومة اللبنانية والتي يمكن ان نضعها الحكومة ) في خانة ( الحليف) للسعودية رغم ان هذا ( التحالف ) قد لايبدو ظاهرا من انه يمكن اطلاق هذه الصفة عليه ، لكن بالامكان ان نقترب من هذه الصفة لو قرانا تصريحات السفير السعودي في لبنان حول نزول المعارضة الى الشارع ،ايضا التقارب الاخير بين سوريا والعراق – زيارة وزير الخارجية السوري الى العراق – تصب في مصلحة ايران باعتبار ان العراق سيكمل الحلقة التي تربط ايران وسوريا وايضا حزب الله في لبنان وبالتالي سيكون لايران حرية اكبر وعمق اوسع في التحرك على هذه الجبهات .

ايضا هنالك التقاريرالامريكية التي توصي بالتعامل مع 80% من الشعب العراقي – الشيعة والاكراد – بعد فشل التعامل مع الاقلية والتي اوصلت امريكا الى سياسات خاطئة قد تدمر كل المشروع الامريكي في حال الاستمرار معها .

هذه المعطيات وغيرها هي التي اجبرت السعودية باطلاق بالون الاختبار رغم انها ابدت نفيها وربما اعتراضها عليه ، لان السعوديه تدرك تماما عدم قدرتها على تنفيذ هذه السياسة في العراق لان هذه السياسة ان اسلمنا جدلا انها ستنجح في انجاز المشروع السعودي المفترض فان السعودية ستكون اول المكتوين بنارهذا المشروع .

كل الذي ستحاول السعودية فعله هو الدعم المباشر لحكومة ( السنيورة ) في لبنان تحت رؤيا ان هزيمة حزب الله هي هزيمة لايران في المنطقة ، وايضا هذه الرؤيا قد تجد من يساندها من الدول الكبرى والدول المجاورة .

ان سياسة لوي الاذرع التي تحدث الان بين المعارضة – حزب الله ، حركةامل، تيار العماد عون وغيرهما- وبين الحكومة اللبنانية ستكون الساحة الاهم في الوقت الحاضر وعلى المدى القصير بالنسبة لكل من ايران وسوريا من جهة والسعودية ودول اخرى سيكشف القادم من الايام عنها بصورة مباشرة وغير مباشرة .

لذا والحال هذه فمن المرجح من اننا سنكون امام مفاجات سياسية وربما مواجهات داخلية ، نحن بانتظار القادم من الايام .

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/كانون الأول  /2006 -13/ذي القعدة /1427