السعودية ومصر.. التدخل لنشرالارهاب والفتن الطائفية

اسعد راشد

 ما ان انتشر نبأ احتمال انسحاب القوات الامريكية من العراق انطلقت الصيحات النكرة الطائفية والارهابية من اعلى مرجعية وهابية في العالم اي من السعودية وعبر مستشار امني سعودي قيل عنه انه مسئول استشاري في المؤسسة الامنية السعودية وقيل عنه انه "لا يمثل الا نفسه" ! يدعوا فيها الى دعم السنة في العراق وتسليحهم وتقويتهم لاهداف واضحة اعتبرها الكثير من المراقبين انها دعوة صريحة لتأجيج العنف والقتل والارهاب في العراق من خلال تحريض السنّة في العراق وفي مناطق اخرى للذهاب الى العراق للدفاع عما يسميه عن السنة ولمنع "مهاجمة الميليشيات الشيعية السنة"!!

نواف عبيد شخصية سعودية وصفته الصحف والاعلام بانه مسئول استشاري امني وان له دور في تقديم رؤى امنية وسياسية للحكومة السعودية يتم الاخذ بها في تقرير السياسة السعودية تجاه المسائل الامنية والسياسية وحتى النفطية هذا الرجل يقول في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست "ان المملكة السعودية ستتدخل بالاموال والاسلحة لمنع الميليشيات الشيعية لمهاجمة السنة العراقيين ما ان تنسحب القوات الامريكية من العراق " ..

وقال "ان السعودية وهي اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم قد تخفض اسعار النفط للضغط على دولة ايران الشيعية كي لا تدعم الميليشيات الشيعية في العراق بالاموال والاسلحة ضد السنة"!!

بالطبع ان ما قاله هذا الدعي ليس فقط يمثل السياسة السعودية الرسمية المتبعة منذ انهيار نظام البعث الاجرامي في العراق فحسب بل هي استراتيجية ال سعود ودولتهم الوهابية المتطرفة والاصولية القائمة على ثقافة القتل والارهاب ونشر التطرف باسم الدفاع عن السنة وهذه السياسة لم تكن بحاجة الى مثل هذا المقال والتصريح الذي اتى في الصحيفة المذكورة ليؤكد واقع موجود وحقيقة قائمة رغم النفي السعودي الرسمي الذي جاء في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية نقلا عن مصدر مسئول حيث قال "ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية في عددها الصادر يوم الاربعاء 29ـ11ـ2006 منسوبا للكاتب نواف عبيد ليس له اساس من الصحة"!

ولأضاف "ان الكاتب لا يمثل اي جهة رسمية في المملكة السعودية وان ما نشره لا يمثل سوى وجهة نظره الشخصية" !

هذا النفي السعودي يأتي بعد الاحراج الذي سببه المقال وهو ما اعتبره البعض فضيحة لال سعود ولدورهم التخريبي والارهابي في مناطق العالم وخاصة في العراق فيما اعتبر بعض الاخر من المراقبين السياسيين تصريح اخر للرئيس المصري يوم امس حول لبنان جاء متناغما مع التصريح السعودي حول العراق حيث هدد حسني مبارك باالتدخل العربي في لبنان اذا ما "استمر التدخل الايراني في لبنان"!

فماذا قال بالتحديد الرئيس المصري حول لبنان ؟؟

يفول هذا "الزعيم العربي" (( ان الدعوة من جانب حزب الله وامل الى التظاهر ضد حكومة سنيورة(...) خطر جدا و لبنان لا يتحمل ذلك))!!

كما قال (( لو استمرت المسيرات فترة طويلة سيأتي من يناصر السنيورة من الخارج (...) من بلاد عربية كثيرة (...) ومن يناصر حزب الله وستكون النتيجة ساحة للقتال والخراب والدمار وستضيع لبنان))!!

هذا التصريح لا يختلف في جوهره ومضمونه الطائفي عن تصريح نواف عبيد السعودي في شيئ وكليهما يضربان على الوتر الطائفي ويتخذان من "الخطر" الايراني و"التدخل الايراني" ذريعة لاثارة الفتن الطائفية وتقوية نفوذ المتطرفين والارهابيين ونشر الارهاب والفوضى من خلال هوسهم الطائفي في المنطقة .

من يقرأ التصريحين سوف لن يجد اي تمايز او اختلاف في الموقفين كليهما وبكل وقاحة يدعوان الى التدخل الطائفي الشوفيني لصالح "السنّة" فهما في العراق يحاربان الشيعة والامريكان معا ويدعمان قوى الشر والارهاب والطائفية بالاسلحة والامول والاجساد النجسة الانتحارية بذرائع وهمية مثل التدخل الايراني والاحتلال الامريكي والنفوذ الشيعي اما في لبنان فانهما يمهدان الطريق لبرزو قوى متطرفة واصولية سلفية قاعدية وطائفية موتورة وبحجة التدخل الايراني لتهميش الطوائف اللبنانية الرئيسية عن الحياة السياسية ونشر الفتن الطائفية دون الحاجة طبعا لمقاتلة الامركيين بل في لبنان يتحالفان معه امريكا نفاقا وكذبا وفي العراق يحرضان على قتال الامريكيين ‘ هذه الازدواجية في التعاطي مع القضايا السياسية ومع المشهد السياسي تؤكد حقيقة ان الانظمة العربية لا تتحرك الا بدوافع الطائفية وهي لا تملك اي رؤية سياسية سليمة وتفتقد الرصيد الاخلاقي للتعامل مع الحقائق بعقول منفتحة .

والواضج من تصريح الطرفين ان من مصلحة السعودية ومصر ودول عربية اخرى ان تسود الفوضى في العراق ولبنان وتحريض الدول والقوى الخارجية لمنع قيام اي نظام ديمقراطي انتخابي حقيقي ‘ فالاجندة التي تحملها الدول العربية وخاصة السعودية ومصر تسعى لخلق بؤر ارهابية واثارة فتن طائفية هدفها يرتكز على ابقاء النظم التقليدية الحاكمة تستمر في حكمها الاستبدادي وابعاد رياح التغيير تهب على بلدانها وان تطلب الامر ان يسود القتل والخراب والدمار كما يبشر به حسني مبارك .

وفي الحقيقة ان تصريح نواف السعودي ومبارك المصري يعيد الاهان مجددا الى دور تلك الانظمة في خلق مشاعر الكراهية وتهيئة المحيط المناسب والبئية المساعدة على نموا الارهاب وقوى التطرف والقتل كما ان ان يشير بوضوح ان السعودية ومصر مصدر الارهاب والفتن الطائفية . 

شبكة النبأ المعلوماتية-االاثنين 4 /كانون الأول  /2006 -12/ذي القعدة /1427