المرأة العراقية تخشى الإنجرار الى الحرب الاهلية

 

ترسل الشمس آخر اشعتها ..تنزوي الظلمة ببطء ..دوي الهاونات يهز العاصمة بغداد.. أصوات انفجارات يعقبها رصاص ،بينما إعتصم العراقيون ببيوتهم يترقبون الجديد من الاخبار..دوريات الشرطة تعلن عن وجودها ،بينما تجول الارتال العسكرية للقوات المتعددة الجنسيات الشوارع..ومع كل هذه الاصوات والاحداث المتداخلة والمتلاحقة ، تتسائل العراقيات في خوف وهلع "هل هي الحرب الاهلية؟!"..

المرأة العراقية .. تحملت العبء الاكبر من آثار الحروب التي تلاحقت على بلدها ودفعت الكثير من التضحيات ،وبعد ان اعتقدت ان الفرج بات قريبا فوجئت بأن الوضع زاد خطرا وتعقيدا الى الحد الذي بات يسلم معه الكثيرون بأن الحرب الأهلية بدأت تداهم الجسد العراقي المثخن بالجراح بقوة وسرعة بالغتين..

تقول مريم ياسين الموظفة في وزارة الاعلام المنحلة لوكالة انباء(اصوات العراق) "لم نكن نتصور ان الوضع سيتأزم ويصل الى هذه الحال من السوء..عندما كنت اتابع الحرب الاهلية التي دارت في لبنان في التلفاز ، كنت اتساءل كيف يتصارع ابناء البلد الواحد؟!..وللاسف دارت الايام واصبحنا على اعتابها..هذا إذا لم نكن نحترق في اتونها بالفعل.."

سمية خالد ،أُم عراقية استشهد ابنها ناجي مؤخرا في احدى المواجهات التي جرت غربي بغداد ، تقول بصوت متهدج "استشهد ابني البكر قبل ذلك في حرب ايران ،وفقدت ابني ناجي في احدى المواجهات التي جرت في منطقتنا ،كان مارا بالصدفة حين اصابته رصاصة طائشة."

وتتساءل في حزن "هل يدرك من يتقاتل الآن ان هناك الكثير من الابرياء اليوم يدفعون الثمن؟..ثم الى متى يبقى العراقيون الابرياء الخاسر الاول من حروب لا ناقة ولا جمل لهم فيها؟."

"لقد جرى التخطيط لهذه الحرب بشكل علني وسافر" ..هذا هو ما تراه ساجدة خضير ،المديرة المتقاعدة لاحدى مدارس البنات، والتي أضافت ان "هذه الحرب التي بدأت بوادرها منذ احداث سامراء ستحرق الاخضر واليابس مالم نتدارك انفسنا ،وبمرور الايام سنرى حجم الكارثة الانسانية التي ستسببها..فالمتضرر في ذلك هو المدنيون اولا."

تسكت ساجدة برهة ثم تضيف "نحن على اعتاب هاوية لا نعلم مدى عمقها ،واذا لم ننقذ انفسنا كابناء اصلاء لهذا البلد ،فليس لنا ان نأمل ان ينقذنا المحتل او حتى القوى العراقية التي لاهم لها سوى ان تتنازع فيما بينها."

وتتساءل بإستهجان"هل يكون الحل ان نترك بيوتنا ونغادرها الى مناطق اخرى بحكم الاغلبية الطائفية ..ام يكون الحل ان نترك هذا البلد نهائيا؟!."

ام عقيل ، سيدة في السبعين من عمرها ، تقول في بيتها الكائن في حي العدل بينما كانت أصوات الانفجارات تتلاحق " كانت الايام الماضية صعبة للغاية ،كنت مستعدة لان ابيع ما املك كي اسفر اولادي الى اي بلد قريب،وبالفعل سافروا الى سوريا."

وتضيف أُم عقيل بحزن يغمر تقاطيع وجهها المتغضن أن " المرأة العراقية كتب عليها ان تعيش مظلومة ومغلوبة على امرها وكأن ما مرت به قليل ليضاف اليه فقدان اولادها او بناتها في حرب نخجل من ان نقول طائفية."

وتابعت "عندما كتب علينا القتال في الماضي ، كنا ندافع عن ارضنا وعرضنا اما اليوم فنقاتل انفسنا واخوتنا ..انها نار اذا استفحلت لن يسلم احد من لهيبها."

وبررت السيدة هدى الشاوي ، وهى ناشطة نسوية في احدى المنظمات اختارت الهرب الى خارج الوطن ، أسباب مغادرتها الى الاردن ،فقالت في مكالمة هاتفية من عمان " اشعر بالخوف من كل ما يجري ،فالاوضاع من سيء الى اسو أ..اصبحت حياتنا في العراق شبه مستحيلة خاصة في بعض المناطق الساخنة..فلا يمر يوم الا ويسقط عشرات الابرياء من العراقيين،لذا كان الحل ان نقرر مغادرة العراق ،خاصة بعد ان استشهد ابي في نهاية العام الماضي في منطقة العظيم عندما كان عائدا الى بغداد."

وختمت تصريحها بالقول "لست الوحيدة التي اشعر بالخوف." 

شبكة النبأ المعلوماتية-االاثنين 4 /كانون الأول  /2006 -12/ذي القعدة /1427