الشرق الاوسط والعراق يراقب ويترقب امريكا لتحديد سياساتها الجديدة

 

قال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الامريكي يوم الخميس إن الرئيس جورج بوش سيستغرق أسابيع وليس شهورا لبدء تغييرات في سياسته بشأن العراق بعد تسلمه توصيات على مستوى عال بشأن ادارة الحرب.

وأضاف هادلي الذي كان يتحدث بعد محادثات أزمة أجراها بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "هناك احساس حقيقي بأن الامر عاجل ولكنه ليس احساسا بالذعر."

وأعلن بوش الذي يتعرض لضغوط مكثفة لتغيير المسار في هذه الحرب التي لا تحظى بشعبية تأييده القوي للمالكي يوم الخميس قائلا انه سيجري الاسراع بتدريب القوات العراقية للاضطلاع بمهمة الامن وأن واشنطن لا تبحث عن "خروج مشرف" لقواتها من العراق.

كان بوش يتحدث بعد تقارير ذكرت ان مجموعة دراسة العراق المستقلة والمشكلة من الحزبين ستوصي بان ينتقل الجيش الامريكي من الدور القتالي الى دور مساند في العراق ولكنها لن تقترح جدولا زمنيا للانسحاب.

وسيتم الكشف عن التقرير الذي أعدته لجنة شارك في رئاستها جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي الاسبق يوم الاربعاء القادم وسيتم اعدادها ضمن مجموعة من المراجعات عالية المستوى للرئيس بوش.

وعندما سئل متى سيبدأ بوش في اتخاذ قرارات بشأن سياسته في العراق بعد تسلمه التقارير أبلغ هادلي الصحفيين المرافقين لبوش على طائرة الرئاسة وهي في طريقها الى واشنطن "أعتقد انها ستكون على الارجح أسابيع لا أشهر. سيتم ذلك عندما يشعر الرئيس بالارتياح."

ولم يفصح هادلي في تصريحات ادلى بها على متن الطائرة الرئاسية التي أقلت الرئيس بوش من الأردن الى الولايات المتحدة عن طبيعة التغييرات المتوقعة في السياسة الأمريكية في العراق التي كانت سببا في خسارة الحزب الجمهوري للانتخابات النصفية للكونغرس قبل ثلاثة اسابيع.

واشار هادلي الى ان الرئيس بوش سيعلن تلك التغييرات في الوقت الملائم وبعد اجراء نقاش حولها مع العراقيين للتأكد من وجود خطة متفق عليها بين الحكومتين العراقية والامريكية لتحقيق النجاح في العراق.

وذكر ان المسؤولين الأمريكيين الذين شاركوا في لقاء بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عمان خرجوا بانطباع ان القادة العراقيين لديهم احساس حقيقي بضرورة العمل بسرعة مضيفا ان "الرغبة في العمل السريع لا تصيب العراقيين بالهلع مما يعتبر نقطة ايجابية بالنسبة لحكومة تواجه الكثير من التحديات".

واعتبر ان الحكومة العراقية تدرك التحديات التي تواجهها ولا تقلل منها بل "انها تضع خططا للتعامل معها وتسرع بجهودها لتفعيل تلك الخطط".

يذكر ان هادلي كان قد ذكر في مذكرة رسمية تم تسريب محتواها عقب عودته من العراق اخيرا أن "رئيس الوزراء العراقي قد يكون جاهلا بطبيعة الوضع في العراق او انه يقوم بتضليل الامريكيين او ان لديه نوايا طيبة الا انه لا يمتلك القدرة على تحقيقها" وهو ما اعتبره المراقبون مؤشرا على عدم رضا الادارة الامريكية عن رئيس الحكومة العراقية.

وقال هادلي ان الخطط فيما خص العراق التي سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة تتضمن الاسراع بعملية تدريب القوات العراقية وتجهيزها وتوفير القدرات اللوجستية والقدرات الاستخباراتية وتحويل قيادة القوات من القوة متعددة الجنسيات الى العراقيين وفقا لتسلسل قيادي يقوم العراقيون بتحديده حاليا.

واضاف ان الحكومة العراقية تقوم حاليا ببحث الحجم الذي ينبغي ان يكون عليه الجيش العراقي وما اذا كان من الافضل زيادة قوامه عما هو محدد في الوقت الراهن.

واشار مستشار الامن القومي الامريكي الى ان المالكي طرح على الرئيس بوش خلال الاجتماع في عمان مجموعة من الخطط الرامية الى الاسراع بنقل المسؤولية عن الامن الى القوات العراقية وتحقيق الاستقرار في بغداد فضلا عن استعراض ملامح سياسته الاقتصادية.

واضاف ان المالكي اكد للرئيس بوش تحمل الحكومة العراقية لمسؤوليتها في تحديد طريق المستقبل للعراق مشيرا الى ان ذلك الموقف قد نال رضا الرئيس بوش.

واشاد هادلي بالمالكي واصفا اياه ب"رجل ذي رؤية صحيحة وتصميم" مشيرا الى انه يقوم بوضع خطط لتحقيق اهداف الحكومة في العراق على نحو سريع وبشكل جيد.

واعتبر ان المالكي يواجه تحديات عديدة من بينها "بناء الجيش العراقي وفي الوقت ذاته محاربة هذا الجيش" في اشارة على ما يبدو الى اختراق الميليشيات المسلحة لقوات الامن والجيش العراقي.

وقال ان من بين التحديات التي تواجه رئيس الوزراء العراقي ايضا بناء المؤسسات الديمقراطية معتبرا ان تلك التحديات تعد صعبة لاسيما وان الحكومة العراقية حكومة جديدة تم تشكيلها منذ اشهر قليلة.

يذكر ان لجنة بيكر - هاملتون التي يتراسها وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر وعضو الكونغرس السابق لي هاملتون وتعمل على تقييم الاوضاع في العراق ستصدر تقريرها يوم الاربعاء المقبل على ان يتضمن سلسلة من التوصيات للادارة بخصوص سياستها في العراق.

وكانت وسائل اعلام امريكية اشارت الى ان التقرير سيتضمن المطالبة بسحب القوات الامريكية من العراق مع عدم تحديد جدول زمني لذلك الانسحاب.

هذا وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد أعلن يوم الخميس تأييده القوي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قائلا انه سيجري الاسراع بتدريب القوات العراقية للاضطلاع بمهمة الامن وأن واشنطن لا تبحث عن "خروج مشرف" لقواتها من العراق.

وأشاد بوش بالمالكي ووصفه بأنه "الرجل المناسب" للعراق ردا على ما تردد من أنه فقد الثقة في رئيس الوزراء العراقي وسط تصاعد اراقة الدماء الطائفية بين السنة والشيعة والتي حجبت عمليات مسلحة دائرة بالفعل للسنة في العراق.

وقال بوش بعد المحادثات "من بين الاحباطات التي يشعر بها رئيس الوزراء أنه لا يملك الادوات الضرورية للتعامل مع هؤلاء الذين ينتهكون القانون."

واضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي "أجرينا محادثات اليوم حول الاسراع بنقل السلطة لرئيس الوزراء ليستطيع أن يفعل ما يتوقعه منه الشعب العراقي."

وأضاف أن القوات الامريكية موجودة في العراق الى حين "اتمام المهمة" وستبقى هناك ما دامت الحكومة العراقية تطلب ذلك. وزادت هزيمة الحزب الجمهوري حزب بوش في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت مؤخرا من الضغوط على الرئيس لسحب القوات الامريكية من العراق.

وكان بوش يتحدث بعد تقارير ذكرت ان مجموعة دراسة العراق المستقلة والمشكلة من الحزبين ستوصي بأن ينتقل الجيش الامريكي من الدور القتالي الى دور مساند في العراق وأنها وبعقد مؤتمر اقليمي يمكن أن يؤدي الى محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة مع كل من سوريا وايران واللتين تتهمهما واشنطن باثارة العنف في العراق.

وقال بوش "اتفقنا على أهمية الاسراع بتدريب قوات الامن العراقية."

وأضاف "من مصلحتنا ان نسهم في ان تسود الحرية الشرق الاوسط بدءا بالعراق. ولذلك كل ما يدور عن الخروج المشرف (من العراق) ليس فيه اي واقعية على الاطلاق."

وفي وقت لاحق قال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه ان العملية دقيقة.

وأضاف "من ناحية هناك رغبة في أن يسيطر العراقيون على زمام الامور في أسرع وقت ممكن. ومن ناحية أخرى لا تريد ان يجدوا (العراقيون) انفسهم غير مستعدين أو غير قادرين على التعامل مع المواقف عند ظهورها."

وتوجد شكوك عميقة لدى القادة العسكريين الامريكيين بشأن كفاءة قوات الشرطة وقوات الامن العراقية وولاءاتها الطائفية. كما ترى الاقلية السنية أن بعض الوحدات ميليشيات شيعية معادية.

وقال مصدر مطلع على مداولات مجموعة دراسة العراق ان الفكرة هي نقل القوات الامريكية القتالية الى قواعد داخل العراق وفي أماكن أخرى في المنطقة خلال عام تقريبا. واضاف "انها في الاساس عملية اعادة انتشار".

ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها في السادس من ديسمبر كانون الاول.

وأكد المالكي بعد عودته لبغداد أن تجديد قرار الامم المتحدة بتمديد التفويض الذي يسمح بنشر القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق حتى نهاية عام 2007 تضمن صياغة جديدة تقول ان الهدف هو نقل السيطرة الامنية الكاملة للعراقيين.

وأضاف المالكي أن ثلاثة تحسينات أو مطالب ادخلت على القرار الدولي بشأن القوات الاجنبية في العراق تخص تولي الحكومة المسؤولية الامنية واضطلاع الحكومة العراقية بمسؤولية بناء القوات المسلحة وتولي مسؤولية قيادة القوات العراقية.

وأعلن بوش تأييده للمالكي بعدما أكد مسؤولون أمريكيون أن رئيس الوزراء العراقي ليس غاضبا من مذكرة سرية حساسة سربت من البيت الابيض تنتقده وانه لم يقصد أي صد لبوش عندما كان متوقعا أن يعقد الزعيمان اجتماعا اوليا في وقت سابق.

وقال بوش عن المالكي "انه الرجل المناسب للعراق وسنساعده ومن مصلحتنا ان نساعده."

وأضاف بوش أن المالكي استبعد أي أفكار لتقسيم العراق كوسيلة لوقف العنف الطائفي المستشري.

وقال بوش "رئيس الوزراء أوضح ان تقسيم العراق الى أقسام كما اقترح البعض ليس هو ما يريده شعب العراق وان اي تقسيم للعراق لن يؤدي الا الى زيادة العنف الطائفي. وأوافقه الرأي."

وقال أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في تصريحات نشرت اليوم الخميس ان انسحاب القوات الامريكية لن يكون في صالح الاستقرار في العراق. وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة لوفيجارو الفرنسية "على العكس سيتدهور الوضع وسنرى حربا اهلية ضارية يدفع ثمنها العالم أجمع."

وكان من المتوقع ان يجتمع بوش مساء يوم الاربعاء مع المالكي ومع العاهل الاردني الملك عبد الله لكنه أبلغ وهو في طريقه من لاتفيا حيث شارك في قمة لحلف شمال الاطلسي ان الاردنيين والعراقيين رأوا انه لا حاجة للقمة الثلاثية.

والتقى الملك عبد الله مع بوش والمالكي كل على حدة.

واصر مسؤولون امريكيون على ان التغيير لا صلة له بمذكرة لستيفن هادلي مستشار الامن القومي لبوش شككت في قدرة المالكي على السيطرة على الاضطراب في العراق.

 

وقال المالكي بعد الاجتماع مع الرئيس الامريكي جورج بوش في الاردن يوم الخميس ان القوات العراقية ستكون قادرة على تولى قيادة الامن من القوات الامريكية بحلول يونيو حزيران 2007 في خطوة قد تسمح للولايات المتحدة ببدء الانسحاب.

وجاء هذا البيان متمشيا مع توقعات المالكي السابقة بانه يحتاج الى ستة اشهر لتولي مسؤولية الامن فور ان يصبح برنامج تدريب جديد معدا. واعلن هو وبوش الاتفاق على ذلك خلال محادثاتهما في عمان.

وقال المالكي لمحطة (ايه بي سي) التلفزيونية"لا استطيع الاجابة باسم الادارة الامريكية ولكن بوسعي ان اقول لكم انه من جانبنا فان قواتنا ستكون جاهزة بحلول يونيو 2007."

ويساور القادة الامريكية مخاوف خطيرة بشأن كفاءة قوات الشرطة والجيش العراقية وولاءاتها الطائفية. وتنظر الاقلية السنية الى بعض الوحدات على انها ميليشيات شيعية معادية.

وأبدى بوش تأييدا قويا للمالكي وقال ان القوات سيتم تدريبها بشكل أسرع لتولي المسؤولية ولكنه رفض اشارات الى انه يسعى الى "خروج مشرف " للقوات الامريكية. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 3 /كانون الأول   /2006 -11/ذي القعدة /1427