سوريا تعرض تراثها الثقافي لمواجهة العزلة

  قال وزير السياحة السوري سعد الله اغا القلعة يوم الخميس إن بلاده تخطط لحملة تسويقية لجذب السياخ الغربيين لمشاهدة كنوزها الاثرية للمساعدة في التصدي لمحاولات تسعى الى تصوير سوريا كدولة مارقة.

وقال القلعة لرويترز في مقابلة ان دمشق تخطط لحملة اعلانات تعرض في وسائل الاعلام الغربية العام القادم للترويج لسوريا كدولة مستقرة ومتسامحة ذات طابع متنوع وتراث ثري وعمارة فريدة في تاريخ الشرق الاوسط.

وتواجه سوريا منذ عقود عزلة من قبل دول غربية بسبب دعمها جماعات فلسطينية ولبنانية مسلحة يعتبرها الغرب تنظيمات ارهابية من ناحية وبسبب سياساتها في لبنان من ناحية أخرى.

وفرضت واشنطن عقوبات على سوريا في عام 2004 للاشتباه في دعمها للارهاب غير أن مبعوثين أوروبيين كبارا زاروا دمشق مؤخرا لفتح الطريق أمام تقارب محتمل.

وقال القلعة "السياحة جسر للحوار. عندما نجتذب من خلال الترويج للسياح الاوروبيين فانهم يكتشفون صورة حضارية حقيقية عن سوريا مختلفة عن الصورة التي يروج لها بعض الاعلام."

ومضى يقول "هم لا يأتون فقط للاثار او للسياحة الدينية ولكن يأتون ويستفسرون عن الاقتصاد والمجتمع والسياسة ويكتشفون حالة الوئام التي تعيشها سوريا بين المسلمين والمسيحيين وهذا يفاجئهم."

وخاضت سوريا معركة ضد هجمات شنها متشددون اسلاميون كان اخرها محاولة لضرب السفارة الامريكية في دمشق في سبتمبر أيلول الماضي. لكن البلاد لا تعاني من عنف كالعنف الذي يعاني منه بعض جيرانها.

وارتفع عدد السياح بنسبة 12 في المئة في عام 2005 رغم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في العام نفسه والذي أدى الى تدهور علاقات دمشق مع الغرب.

وتبين الارقام الرسمية أن 13 بالمئة من بين 3.4 مليون سائح زاروا سوريا في عام 2005 كانوا غربيين. وجاء نحو 74 بالمئة من دول عربية أخرى وجاءت النسبة الباقية من دول اسلامية.

وقال القلعة ان وزارته تدعو عشرات الصحفيين الغربيين لتطلعهم على سوريا وان ميزانية التسويق التي اعتمدتها الوزارة ستزيد من 1.6 مليون دولار هذا العام الى 5.5 مليون دولار في عام 2007.

وأضاف "عندما يأتي صحفي معروف في اوروبا ويكتب ان شوارع دمشق اكثر امنا من اي عاصمة اوروبية يأتي الناس بناءا على هذه النصيحة."

واستطرد قائلا ان سوريا تعيش في منطقة مضطربة لكنها مستقرة وامنة مما يجذب السياح لزيارتها.

وأضاف "نسبة الجريمة في سوريا من ادنى النسب في العالم والبلد امن ومستقر ومطمئن اي سائح او سائحة يستطيعون التجول الساعة الثالثة ليلا دون اي مشكلة."

ونادرا ما يشاهد السياح الذين يأتون الى سوريا شيئا عدا المعالم التاريخية في دمشق القديمة واثار العصور الوسطى في حلب واثار من الحقبة الرومانية في بالميرا وقلاعا تاريخية من أيام الحروب الصليبية.

لكن توجد في سوريا الاف المواقع السياحية من بينها حصن شيد على نهر الفرات لمنع توسع الفرس خصوم الامبراطورية الرومانية في الشرق.

ويقال أن سان جورج قديس انجلترا مدفون في كنيسة بيزنطية قرب الحدود مع الاردن.

وقال القلعة "سوريا لديها مخزون كبير جدا قل نظيره من المواقع الاثرية التي ترسم تاريخ الانسانية منذ أكثر من عشرة الاف سنة وتنوع طبيعي وحالة استقرار وتقاليد ضيافة متأصلة نتيجة وقوعها تاريخيا على نقطة تلاقي خطوط التجارة العالمية."

وبدأت دمشق تولي قدرا أكبر من الاهتمام للسياحة بعد أن تولى الرئيس بشار الاسد السلطة خلفا لوالده في عام 2000. وقطع بشار خطوات على طريق الانفتاح الاقتصادي بعد عقود من سيطرة الدولة لكن قبضته ظلت قوية على النظام السياسي.

وتخلت الدولة عن بعض مخاوفها الامنية ولم تعد الحكومة تشعر بخوف من السياح الذين يتجولون في البلاد.

وقال القلعة انه جرى تسهيل اجراءات الحصول على تأشيرة لزيارة سوريا وتصدر للغربيين الان تأشيرات دخول عند وصولهم اذا جاءوا في رحلات سياحية. ويمكن للاخرين الحصول على تأشيرة من السفارات السورية في غضون 48 ساعة.

وتفتح سلاسل المقاهي الغربية محلات في سوريا بالاضافة الى توسع في الفنادق والمطاعم لاستضافة تدفق متوقع في السياح. وفندق فور سيزونس المؤلف من 300 غرفة هو أحدث فندق يقام في دمشق. وجاري العمل في انشاء عدة فنادق أخرى.

وقال القلعة ان أعداد السياح ظلت كبيرة رغم حرب اسرائيل مع مقاتلي حزب الله اللبناني هذا العام وأن نسبة الاشغال في فنادق دمشق بلغت 85 بالمئة. 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  25  /تشرين الثاني  /2006 - 3 /ذي القعدة /1427