ازدياد عدد المصابين بوباء الايدز والسبب هو المخدرات والانحراف الجنسي

 

قالت الامم المتحدة يوم الثلاثاء ان عدوى فيروس "اتش اي في" المسبب للايدز تتزايد في جميع المناطق وان الفيروس القاتل ينتشر في الصين بشكل تدريجي من الجماعات الاكثر عرضة للاصابة الى عموم السكان.

وقال برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز ومنظمة الصحة العالمية في تقرير ان قرابة 40 مليونا من البالغين والاطفال مصابون بالعدوى وان أكبر الزيادات اللافتة للنظر في حالات الاصابة الجديدة حدثت في شرق اسيا ومنطقة شرق أوروبا/وسط اسيا وهي ناتجة بشكل رئيسي عن تعاطي المخدرات وممارسة الجنس بطرق غير امنة.

وأشار التقرير الى أن دول جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا لا تزال تتحمل الجانب الاكبر من وباء الايدز حيث يبلغ عدد حالات الاصابة بها نحو 24.7 مليون مصاب يمثلون نحو ثلثي عدد المصابين بفيروس "اتش اي في" في شتى أنحاء العالم.

وأضاف التقرير الذي عقد مقارنات بشكل رئيسي مع احصائيات عام 2004 لا عام 2005 بسبب تغييرات في المنهج والبيانات "ارتفع عدد الاحياء المصابين بفيروس "اتش اي في" خلال العامين الماضيين في كل منطقة من العالم."

وأضافت الوكالتان في تقريرهما السنوي المشترك لعام 2006 ان الاصابات بفيروس "اتش اي في" بسبب تعاطي المخدرات في الصين والتي تمثل نحو نصف حالات الاصابة في البلاد البالغ عددها نحو 650 ألفا قد وصلت الى "نسب مثيرة للقلق".

وأضاف التقرير عن الصين "الى جانب انتشار "اتش اي في" تدريجيا من المجموعات السكانية الاكثر عرضة للاصابة الى عموم السكان.. يتزايد أيضا عدد الاصابات بالفيروس بين النساء."

ومن بين 2.9 مليون حالة وفاة بالايدز حدثت العام الماضي على مستوى العالم وقعت 2.1 مليون حالة في افريقيا التي ظهر فيها الوباء قبل نحو 25 عاما.

وأصيب هذا العام نحو 4.3 مليون شخص في أنحاء العالم بفيروس "اتش اي في" أغلبهم من الشبان ليرتفع اجمالي عدد المصابين بالمرض القاتل في أنحاء العالم الى ما يقدر بنحو 39.5 مليون. وسجلت افريقيا 2.8 مليون حالة اصابة جديدة هذا العام.

وقال التقرير ان بعض الدول ومن بينها أوغندا تشهد عودة لزيادة معدلات الاصابة بعدما نجحت في تقليلها.

وقال بيتر بايوت المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز "هذا مثير للقلق.. البرامج المتزايدة للوقاية من فيروس "اتش اي في" في تلك الدول أظهرت تقدما في الماضي كما نعلم. وأوغندا كانت مثالا رئيسيا."

وأضاف "اننا بحاجة الى تكثيف جهود الوقاية بشكل كبير في الوقت الذي نوسع فيه برامج العلاج من فيروس اتش اي في."

واشار التقرير الى "أدلة على تراجع أو ثبات معدلات انتشار فيروس "اتش اي في" في معظم بلدان شرق وغرب أفريقيا" بينما واصل معدل انتشار الفيروس في الزيادة في موزامبيق وجنوب افريقيا وسوازيلاند.

وكشف عن أن "ثلث المصابين بالفيروس على مستوى العالم يعيشون في جنوب القارة الافريقية كما حدثت 34 في المئة من حالات الوفاة على مستوى العالم بسبب الايدز في عام 2006 هناك."

وفيما يتعلق بجنوب أفريقيا التي تشير التقديرات الى أن 5.5 من سكانها يحملون فيروس "اتش اي في" قال التقرير ان الوباء يواصل انتشاره مشيرا الى أن انتشار الفيروس لم يصل بعد الى مرحلة استقرار.

غير أنه استقرار عدد الاصابات في بعض البلدان يخفي وراءه معدلات اصابة جديدة عالية بفيروس "اتش اي في" وحالات وفاة بسبب الايدز في مناطق من بينها ليسوتو حيث يحمل ربع عدد البالغين المرض.

ويعد متوسط أعمار النساء في زيمبابوي حاليا من بين الاقل في العالم حيث يصل الى 34 عاما بينما يبلغ لدى الرجال 37 عاما.

وفي اسيا يحمل ما يقدر بنحو 8.6 مليون شخص فيروس "اتش اي في" بزيادة قدرها نحو مليون حالة كما توفي نحو 630 ألفا بسبب أمراض مرتبطة بالايدز هذا العام.

وفي الهند حيث يبدو الوباء مستقرا أو أخذا في التراجع في بعض المناطق ومتناميا بشكل متواضع في مناطق أخرى توجد نحو 5.7 مليون حالة اصابة أغلبها عبر ممارسة الجنس.

وأشار التقرير الى أنه في الصين حيث بدأ الوباء في المناطق الريفية توجد مخاوف من أن العدد الكبير من المهاجرين الذي يقدر بما يتراوح بين 120 و150 مليونا قد يتسبب في نشر الفيروس بشكل أكبر.

وقال التقرير "انتشار فيروس "اتش اي في" بين رجال يمارسون الجنس مع رجال أصبح ظاهرا الان في كمبوديا والصين والهند ونيبال وباكستان وتايلاند وفيتنام."

غير أن عددا قليلا للغاية من البلدان لديها برامج وطنية لمكافحة الايدز تتعامل بشكل مناسب مع دور ممارسة الجنس بين الرجال في نشر الوباء.

ويواصل فيروس "اتش اي في" انتشاره بشكل أقل في منطقة شرق اوروبا ووسط اسيا خاصة في اوكرانيا التي يوجد بها أكبر معدل انتشار للفيروس بين البالغين في أنحاء اوروبا ويقدر بنحو 1.5 في المئة.

وفي روسيا حيث تقل أعمار نحو 80 في المئة من حاملي فيروس "اتش اي في" ويقدر عددهم بنحو 940 ألفا عن 30 عاما يعد تعاطي المخدرات الوسيلة الرئيسية لانتشار الفيروس.

أما في أمريكا اللاتينية فيقيم ثلثا المصابين بفيروس "اتش اي في" ويقدر عددهم بنحو 1.7 مليون نسمة في البلدان الاربعة الكبرى وهي البرازيل والمكسيك وكولومبيا والارجنتين.

وقدر عدد المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة عام 2005 بنحو 1.2 مليون شخص.

ومما يزيد في الرفع من الحالات وجود سلوك ينطوي على مخاطر كحقن المخدرات والممارسات الجنسية المؤدى عنها دون حماية والممارسات بين الرجال دون حماية.

كما يكشف التقرير أن النساء أصبحن عرضة للإصابة عبر العالم أكثر من أي وقت مضى.

وفي أفريقيا جنوب الصحراء، هناك 14 امرأة حاملة للفيروس مقابل كل 10 رجال.

ويقول برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز إن الايدز ما زال ينتشر بشكل كبير في الموزمبيق وجنوب أفريقيا وسوازيلاند.

وتعتبر زيمبابوي الدولة الأفريقية الوحيدة الواقعة جنوبي الصحراء التي تراجعت فيها نسبة الإصابة بالفيروس.

وحذر المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز الدكتور بيتر بايوت من أنه من الضروري مواصلة جهود مكافحة الأيدز وضمان أن تكون تلك الجهود مسخرة بحيث توجه للفئات الأكثر هشاشة.

وقال: " علينا أن نكثف بقوة من جهود الوقاية تزامنا مع تطوير برامج العلاج. "

ارتفاع الإصابات في الصين

وفي الصين، ارتفعت نسبة الإصابة بنسبة 30 % من الحالات المعلن عنها.

وحسب مسؤولين صينيين فإن أزيد من 180 ألف حالة سجلت خلال العام الجاري، رغم أن التقديرات تتوقع أن يتجاوز عدد الإصابات 600 ألف حالة.

وتقول السلطات إن الارتفاع الذي سجل خلال العام الجاري يرجع في جزء منه إلى توثيق مزيد من الحالات، لكنها حذرت في الوقت ذاته من انتقال المرض من الفئات الأكثر عرضة للإصابة إلى فئات الشعب.

وحسب الوزارة الوصية فقد تم إحصاء ما لا يقل عن 183 ألفا و733 حالة خلال العام الجاري مقارنة ب 144 ألأفا و 89 حالة في العام الماضي.

وقد عزت وزارة الصحة نسبة 37 % من الحالات إلى تعاطي المخدرات و 28 % إلى الممارسات الجنسية غير المحمية.

ونقلت صحيفة تشاينا ديلي عن احصائيات اصدرتها وزارة الصحة ان عدد حالات الاصابة بالفيروس ارتفع الي 183733 من 144089 في نهاية العام الماضي.

وبين هذه الحالات أصيب 40667 شخصا بالايدز.

وقالت الصحيفة "يرجع مسؤولو الرعاية الصحية الكثير من الحالات الجديدة الى تحسن وسائل الكشف عن الحالات الموجودة بالفعل على الرغم من انهم حذروا ايضا من ان الفيروس يبدو انه ينتشر من المجموعات الاكثر عرضة الى عامة الناس."

وتشير تقديرات خبراء الامم المتحدة ووزارة الصحة الي أن 650 ألف شخص في الصين سيصبحون حاملين لفيروس (اتش.اي.في.) بحلول نهاية ديسمبر كانون الاول مما يوضح ان الكثيرين لا يعلمون انهم اصيبوا بالعدوى.

ونقل عن هاو يانج نائب مدير مكتب السيطرة على الامراض بوزارة الصحة قوله ان ادمان المخدرات هو سبب اصابة 37 في المئة بالعدوى خلال الاشهر العشرة الاولى من العام بينما اصيب 28 في المئة بالفيروس بسبب ممارسة الجنس غير الامن.

ونقل عنه قوله ايضا "قبل عام 2002 كان 10 في المئة فقط من جميع حالات العدوى سببها الاتصال الجنسي غير الامن."

واصبح (اتش.أي.في.) والايدز مشكلة كبرى في الصين في الثمانينات والتسعينات عندما اصيب مئات الالاف من المزارعين الفقراء بالعدوى من خلال عمليات غير امنة لبيع الدم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 22  /تشرين الثاني  /2006 -30 /شوال /1427