البنتاغون لن يغير الاستراتيجية الامريكية بالعراق بعد استقالة رامسفيلد

  

قال الجنرال وليام كالدويل المتحدث باسم القوات المتعدددة الجنسيات اليوم الاثنين ان الاستراتيجية العسكرية الامريكية في العراق لن تتغير باستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.

وأضاف في مؤتمر صحفي في بغداد ان "الجنرال جورج كيس قائد القوات المتعددة الجنسيات هو المسؤول ميدانيا عن العمليات في العراق وهو المخول بالتصرف بعد التشاور مع القيادة العسكرية المركزية في واشنطن."

وأشار الى أن هناك 140 الف جندي امريكي ينتشرون في العراق وان هناك مشاورات مستمرة بين نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي وجورج كيسي حول تسليم الملفات الامنية في محافظات العراق تباعا بحسب تطور قوات الامن العراقية.

وأشار الى ان "كيسي يرى ان الثقة في القوات العراقية ارتفعت قليلا بسبب التصفيات التي يقوم بها جواد البولاني (وزير الداخلية) بين عناصر الوزارة حيث تم طرد ثلاثة الاف موظف من الداخلية اضافة الى اعادة تدريب اللواء الثامن من الشرطة الوطنية باكمله."

وأعلن كالدويل أن القوات المتعددة بالتعاون مع القوات العراقية والعشائر وجهت ضربات افقدت تنظيم القاعدة فى العراق القوة على إعادة تشكيل هيكليه ،إلا أنه لم يفقد بعد القوة العملياتية .

وقال إن "القوات الامريكية والعراقية تمكنت خلال الاشهر العشرة الماضية من قتل 425 مقاتلا اجنبيا، إضافة إلى إعتقال 676 مقاتلا آخر."

وأوضح أن نسبة السوريين والمصريين من بين هؤلاء كانت هي الأعلى، حيث بلغت نسبة كل منهما 23 بالمئة من العدد الكلي، ونسبة السودانيين 13 بالمئة أما نسبة السعوديين فبلغت 12 بالمئة.

واشار كالدويل إلى أن "معظم هؤلاء تسلل عن طريق الحدود السورية."

واعرب عن اعتقاده ان "بامكان سوريا بذل مزيد من الجهود في ضبط الحدود مع العراق، وان لم نبلغ بأي تحسن في هذه المسألة، ونتوقع المزيد من الحوار في هذا الموضوع بين المسؤولين العراقيين والسوريين خلال زيارة وزير الخارجية السورى وليد المعلم."

واجرى المعلم على مدى أمس واليوم مباحثات مع مسؤولين عراقيين فى أول زيارة لمسؤول على هذا المستوى للعراق منذ حوالى 25 عاما.

وحول نشاطات القوات المتعددة الاخرى فى العراق، قال كالدويل إن قواته إعتقلت خلال الاسابيع الثلاثة الماضية 184عنصرا ممن وصفهم ب "فرق الموت" اضافة الى ثمانية من قادة هذه الفرق.

وحول الخلاف في تعاطي القوات الامريكية مع الميليشيات، قال كالدويل "إن المالكي يريد حل الميليشبات العراقية بالطرق الدبلوماسية وبشكل سلمي، ونحن ندعم هذه المساعي، إلا اننا لن نقبل أن يتعامل أفراد هذه الميليشيات على أنهم فوق القانون، لان القوات الامريكية ستتصدى الى مثل هذه الاعمال."

وردا على سؤال لوكالة أنباء (أصوات العراق) حول صحة مطالبة خاطفى الجندى الامريكى احمد الطائى بفدية مقدارها ربع مليون دولار نظير اطلاق سراحه، قال كالدويل"ان التحالف لا يتفاوض مع المتمردين الخاطفين بشكل مباشر، لكننا سمعنا عن طلب هذا المبلغ من بعض افراد عائلة الطائي وليس من القوات الامريكية."

وأضاف أن "القوات الامريكية مستمرة بالبحث والتطويق بحثا عن الجندي المختطف، وإعتقلت 42 من الذين يشتبه بكونهم متورطين في عملية الخطف، إلا أن المعلومات التي حصلنا عليها منهم غير كافية لحد الان."

وكان الجيش الامريكي قد أعلن في وقت سابق من شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي عن إختطاف جندي امريكي من اصل عراقي عند خروجه من المنطقة الخضراء لزيارة اقارب له في بغداد، وخصص مبلغ خمسين ألف دولار لمن يساعد فى العثور عليه.

وشن الجيش الامريكي العديد من عمليات المداهمة والتفتيش عن الجندى في حي الكرادة جنوبي بغداد ومدينة الصدر الضاحية الشرقية لمدبنة بغداد.

واتهم مسؤولون أمريكيون وعراقيون دمشق بالتقاعس في الحد من تدفق المقاتلين الاسلاميين والاسلحة عبر الحدود الطويلة الشاسعة. ويقول مسؤولون سوريون ان اغلاق الحدود مستحيل وان على العراق أن يبذل المزيد من الجهود لمراقبة جانبه من الحدود.

وقال الميجر جنرال وليام كولدويل "لا نزال نشهد دخول مقاتلين أجانب ما بين 70 و100 في الشهر يعبرون الحدود السورية الى العراق."

وتعهد المعلم بأن تتعاون سوريا في مكافحة العنف الذي أثار المخاوف من احتمال نشوب حرب أهلية قائلا ان بلاده مستعدة للعمل "يدا بيد لتحقيق الامن في العراق الشقيق."

وأضاف أن أمن العراق جزء مهم من أمن سوريا. هرب نحو مليون لاجيء عراقي الى سوريا منذ الغزو.

وهذه أول مرة يزور فيها وزير سوري العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وهي زيارة نادرة من قبل أي مسؤول عربي رفيع. وتأتي الزيارة في خضم حديث متزايد عن جهود دبلوماسية لاشراك سوريا وايران في ايجاد حل للعنف الذي يجتاح العراق.

وقال مسؤول في مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني ان الرئيس قبل دعوة من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لزيارة طهران الاسبوع المقبل.

وفي دمشق قال مسؤول سوري مطلع على جدول الرئيس بشار الاسد عندما سئل ان كان الاسد سينضم الى الزعيمين في طهران كما أشارت بعض وسائل الاعلام انه لا توجد أي خطط لعقد مثل هذه القمة الثلاثية.

وتعهدت ايران بتقديم الدعم لحكومة العراق عندما زارها المالكي في سبتمبر أيلول. وحصل المالكي على تعهدات مماثلة خلال زيارات أخيرة لتركيا والسعودية وغيرها من الدول السنية الخليجية التي تنظر الى الحكومة التي يقودها الشيعة بالشك.

ودعا حلفاء الرئيس الامريكي جورج بوش الرئيس الامريكي في الاونة الاخيرة الى فتح الباب لاجراء محادثات مع سوريا وايران لطلب مساعدتهم في ارساء الاستقرار في العراق حيث تهدد أنشطة المسلحين والهجمات الطائفية بتمزيق البلاد.

لكن المعلم الذي قال أمس الاحد ان تحديد جدول زمني لسحب القوات الامريكية سيؤدي الى تراجع العنف في العراق أكد أنه لا يزور البلاد لارضاء الولايات المتحدة.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات مع الزعيم الشيعي العراقي القوي عبد العزيز الحكيم انه ليس وسيطا للولايات المتحدة وانه في الوضع الراهن لا يوجد أي حوار بين دمشق وواشنطن.

لكن التكهنات تتزايد في واشنطن بأن مجموعة دراسة الاوضاع في العراق التي تبحث الخيارات الاستراتيجية في العراق ستوصى بتعاون أمريكي أكبر مع سوريا وايران فيما تدرس الادارة الامريكية تغييرا في مسار الحرب.

وسحبت واشنطن سفيرها من دمشق وتقول انها لن تجيز أي اتصالات على مستوى رفيع بسبب اشتباهها في أن لسوريا دورا في دعم المتشددين والمسلحين العراقيين والمعارضين لحكومة لبنان.  

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 21  /تشرين الثاني  /2006 -29 /شوال /1427