الديمقراطيون يصرون على دخول سوريا وايران في حل ازمة العراق بعد البريطانيين

 

قال اعضاء ديمقراطيون بالكونجرس الامريكي ان سوريا وايران لابد وان تكونا جزءا من اجتماع في الشرق الاوسط بشأن العراق ولكن الجمهوريين يصرون على ضرورة ان يلبي خصوم الولايات المتحدة اولا شروطا.

وقال الديمقراطي كارل ليفن الذي من المتوقع ان يرأس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في الكونجرس الجديد في يناير كانون الثاني ان اي حل في العراق يتطلب مشاركة الدولتين الجارتين" سواء اردنا ذلك ام لا . ونحن لا نريد."

واضاف ليفن في حديث مع شبكة (سي ان ان) ان من المرجح ان تدعو لجنة مؤلفة من الحزبين تقوم بدراسة الخيارات بالنسبة للعراق برئاسة جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي السابق الى ضم ايران وسوريا الى الجهود الدبلوماسية بشأن العراق.

والتقت مجموعة بيكر بالفعل عدة مرات مع مسؤولين سوريين لبحث الطريقة التي يمكن ان يساعدوا بها.

وستجبر هذه الخطوة الادارة الامريكية على التعامل مع طهران ودمشق وهو ما ترفضه.

ويتعرض الرئيس جورج بوش لضغوط لتغيير سياسته في العراق بعد ان مني حزبه الجمهوري بنكسة قوية في انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس في السابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت السناتور الجمهوري باي بايلي هوتشيسون ان على ايران ان توافق اولا على التخلي عن طموحاتها النووية في حين يجب على سوريا ان توافق على منع عبور المسلحين الحدود الى العراق واشعال التمرد السني.

واضافت "اعتقد ان ذلك يتوقف على سلوكهما اذا كانتا ستصبحان قوة ايجابية. ولكن هذا يتطلب شروطا مسبقة."

ورغم ذلك قالت هوتشيسون ان من المهم تجميع الدول الاخرى في الشرق الاوسط للمساعدة في انهاء العنف في العراق.

واضافت"اعتقد ان الوقت قد حان كي يبدأ الاخرون في المنطقة تحمل بعض المسؤولية بشأن العراق.

"اعتقد اننا يمكن ان يكون لدينا حل طيب هناك."

ولكن ليفن الذي يدعم القيام بانسحاب تدريجي للقوات الامريكية من العراق يبدأ خلال ما بين اربعة وستة اشهر قال ان اقناع طهران ودمشق بالموافقة على الشروط قد يستغرق وقتا.

واضاف"سأخطر العراقيين والجيران اننا سنبدأ هذا الخفض التدريجي لانني اعتقد ان هذه نقطة الضغط على العراقيين .

"وهذه هي نقطة الضغط على الجيران الذين لا يريدون تفتت العراق."

وقال السناتور الجمهوري جون مكين الذي يحتمل ان يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة عام 2008 انه لا يهتم بمشاركة ايران وسوريا ولكنه قال انه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق.

واردف قائلا لشبكة (ايه بي سي) "اعتقد ان علينا ان نفهم انه ليس لدينا المشكلة النووية الايرانية فحسب ولكن الايرانيين سيصبح لهم الهيمنة اذا فشلنا.ولذلك فسيكون من الصعب جدا ايجاد مصالح مشتركة.

"ربما على المدى البعيد من مصلحة ايران الا ترى فوضى في المنطقة.

" ولكن على المدى القريب فان كلا من ايران وسوريا لا يشاركون الولايات المتحدة نفس الاهداف ."

ويقترح مكين زيادة عدد القوات الامريكية في العراق لمواجهة التمرد ولكن ليفن قال ان ذلك سيبعث برسالة خطأ الى الحكومة العراقية وجيرانها.

وقال ليفن"علينا حمل العراقيين على التوصل الى ذلك الحل السياسي وماداموا يعتقدون اننا موجودون ومادموا يريدوننا فان ذلك سيجعلهم لا يشعرون بضغط من اجل التوصل اليه (الحل السياسي)."

ولا شك في ان الحصول على تأكيد من واشنطن بعدم التعرض لنظامي دمشق وطهران سيكون من اول المطالب في التفاوض مع واشنطن، وربما يبدو هذا امرا غريبا بعد ان تعزز موقف النظامين اثر التورط الامريكي في العراق، وعقب النجاح الذي حققه حزب الله حليفهما في لبنان خلال حربه ضد إسرائيل الصيف الماضي.

غير ان للدبلوماسيين والمحللين السياسيين رأياً آخر فهم يقولون ان سورية وايران تعلمان انهما غير قادرين على مواجهة القوة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة في نهاية الامر.

ومن الواضح ان لمخاوفهما هذه اساس في التاريخ، فبعد ان عجزت ايران عن إلحاق الهزيمة بجيش صدام خلال ثماني سنوات من الحرب، شاهدت مرتين الدبابات الامريكية وهي تعبر حدود العراق، واذا كانت الصعوبات التي تواجهها امريكا الآن في العراق قد عززت موقع زعماء ايران، الا ان الحربين اللتين شنتهما واشنطن على العراق يبقيان درسا ماثلا في الأذهان.

وفي سورية، يخشى المسؤولون في دمشق من ان يطول التحقيق الدولي في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري كبار المسؤولين السوريين مما يمكن ان يؤدي لزعزعة النظام.

هذا امر يمكن ان يحدث اذا ما تشكلت المحكمة الدولية، التي تعمل الحكومة اللبنانية والامم المتحدة على عقدها قريبا، وبالطبع يعتقد السوريون ان واشنطن تستطيع ان توقف هذه العملية اذا رغبت في ذلك.

لذا تبدي سورية استعدادا للتعاون مع امريكا، فقد اظهرت في الآونة الاخيرة انها مستعدة للمساعدة في اضفاء الاستقرار على غزة، وهو امر تحبذه الولايات المتحدة. كما اعرب المسؤولون السوريون دائما عن استعداد الحكومة السورية لعقد محادثات سلام مع اسرائيل.

يقول جوشوا لانديز، استاذ دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما: يتميز السوريون بالواقعية، واعتقد انهم سيتقبلون العروض الامريكية الجادة ويؤكدون ضرورة معالجة المشكلات القائمة بشكل شامل.

اذا، ربما يكون التركيز على العراق وافغانستان والصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي وسيلة واقعية لتعامل الولايات المتحدة مع سورية وايران، فهما تدركان، ولو انهما لا تعترفان بذلك علنا، ان امريكا تستطيع مساعدتهما في استقرار نظاميهما وحل مشاكلهما الاقليمية.

بيد ان تعزيز هذين النظامين امر يصعب على واشنطن القيام به، وذلك لانه يتناقض مع اهداف حلفاء امريكا في الشرق الاوسط، فعندما وافقت امريكا علي عقد محادثات مع ايران حول العراق ـ لم تتجسد على ارض الواقع ـ شعر المسؤولون المصريون بالغضب لان ذلك يبين ان العراق اصبح يدور في فلك ايران لا في اطار المنظومة العربية.

وكانت ادارة بوش قد حددت موقفها بالقول انها ستنضم الى المفاوضات مع ايران اذا ما علقت طهران عملية تخصيب اليورانيوم، لكن الايرانيين رفضوا قبول اية شروط على المحادثات.

وللسيد ستيفن هادلي، مستشار الرئيس بوش لشؤون الامن القومي رأي آخر فهو يقول: ان التخاطب مع السوريين والايرانيين لا يشكل بذاته اية استراتيجية لانه يتعين على الادارة الامريكية ان تتأكد انهم يشعرون حقا باهمية التوصل لاستقرار بالعراق، ومهما يكن الامر ينبغي لأمريكا الا تتخلى ابدا عن تصميمها في منع ايران من امتلاك سلاح نووي مقابل الحصول على مساعدة طهران في العراق.

وبالمقابل، تشكل المسائل الايديولوجية عائقا ايضا امام التوصل لتسوية بين امريكا وايران. فالزعماء الايرانيون يعتبرون جمهورية ايران الاسلامية الثورية دولة مناهضة لامريكا واسرائيل، وان واشنطن تسعى لتأخير انتشار الاسلام الثوري.

من الواضح ان هناك الكثير مما يتعين عمله قبل التوصل لصفقة كبرى بين الطرفين.

من جانبها ، أكدت عضو مجلس الشيوخ الأميركي كاي بايلي هاتشسن أن مشاركة سوريا وإيران في المحادثات الخاصة بالشأن العراقي تعتمد على تصرفات هاذين البلدين:

" أعتقد أن ذلك يعتمد على إيران وسوريا، يجب على إيران بالطبع التوقف صناعة الأسلحة النووية لأن ذلك سيؤدي الى عدم إستقرار المنطقة، وبالنسبة لسوريا عليها بالطبع أن تتوقف عن مساعدة ودعم المسلحين والإرهابيين الذين ظهروا في منطقة الشرق الأوسط، أعتقد أن إشراكهم في المحادثات يعتمد على تصرفاتهم، إذا كانوا إيجابيين، فنعم بالطبع يمكن ذلك".

وقال السيناتور الجمهوري البارز جون مكين إنه لا يمانع في إشراك سوريا وايران في إطار البحث عن حل في العراق ولكنه إستبعد في الوقت نفسه نجاح مثل هذه الخطوة.

وفي حديث مع قناة تلفزيونية أوضح مكين:

" لا أمانع في مشاركتهم ولكن علينا أن ندرك بأن المشكلة ليست فقط في برنامج إيران النووي ولكن في حال فشل الولايات المتحدة فإن ذلك سيجعل إيران تتخذ مواقف متشددة، لذلك سيكون من الصعب إيجاد مصالح مشتركة. ربما على المدى البعيد ستفكر إيران بضرورة عدم تحويل المنطقة الى فوضى شاملة ، لا أعرف ، ولكن على المدى القصير فإن سوريا وإيران لايشاركان الولايات المتحدة الأهداف نفسها وعلينا أن نأخذ هذا الأمر بنظر الإعتبار.

بدوره، دعا السناتور الديموقراطي جون تستر إلى إشراك دول منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى دول أخرى من خارج المنطقة في البحث عن حل للأزمة العراقية.

واتهم تستر خلال حوار تلفزيوني إدارة الرئيس بوش بالافتقار إلى استراتيجية واضحة لمواجهة تلك المشكلة:

"في الوقت الراهن ليست هناك خطة لمواجهة هذه المشكلة، ولا تلوح على الأفق بوادر نهاية لها. ونحن بحاجة إلى تركيز جهودنا على محاربة الإرهاب والمسائل المتعلقة بالأمن الوطني، ولكني أعتقد أن هذه الحرب منعتنا من التركيز على تلك المسائل".

من جهة اخرى ذكرت مجلة نيويوركر الامريكية أن البيت الابيض رفض مسودة تقييم سرية أعدتها وكالة المخابرات المركزية الامريكية كشفت عن عدم وجود أدلة قاطعة على وجود برنامج سري ايراني للاسلحة النووية.

وقال سيمور هيرش الصحفي بقسم التحقيقات بالمجلة في مقال إن تحليل وكالة المخابرات المركزية الامريكية استند الى معلومات فنية جمعت عبر الاقمار الصناعية والى أدلة أخرى من بينها قياس معدلات الاشعاع في عينات مياه.

وقال المقال "لم تعثر وكالة المخابرات المركزية الامريكية على دليل قاطع حتى الان على وجود برنامج ايراني سري للاسلحة النووية مواز للعمليات المدنية التي أظهرتها ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية."

واضاف "أكد أحد المسؤولين البارزين الحاليين بالمخابرات وجود التحليل الخاص بوكالة المخابرات المركزية الامريكية.. وأبلغني أن البيت الابيض عارضه."

وتتهم الولايات المتحدة ايران بادارة برنامج للاسلحة النووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة.

وناقش المقال الذي نشر بالطبعة الحالية من المجلة كيف كان يعتقد ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي أن ادارة الرئيس جورج بوش ستتعامل مع ايران اذا فقد الجمهوريون السيطرة على الكونجرس وهو ما حدث بالفعل في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الكونجرس في السابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وكتب هيرش نقلا عن مصدر لم يعرفه قال انه مطلع على المناقشات "قال نائب الرئيس.. اذا فاز الديمقراطيون في السابع من نوفمبر فان ذلك الانتصار لن يمنع الادارة من الابقاء على خيار عسكري تجاه ايران."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 20  /تشرين الثاني  /2006 -28 /شوال /1427