العراقي قد يدفع حياته ثمنا لإسمه

  

الاسم الذي يحمله المواطن العراقي صار وبالا عليه ومصدر ا لمخاوفه ، فبعض الأسماء تدل على عهد مضى ، وبعضها يدل على الطائفة مما يجعل حامله عرضة للقتل على الهوية.

إزاء هذه المحنة الجديدة ، لجأ الكثير من العراقيين الى تبديل اسمائهم بما هو شائع في المنطقة التي يسكنها خشية أن تطاله عملية التطهير الطائفي أو القتل على الهوية.

ظاهرة تبديل الأسماء بدأت بعد التاسع من نيسان أبريل 2003 ، إذ لجأ الكثير ممن حملوا اسم ( صدام ) ،برغبتهم أو برغبة الدولة السابقة، لتغييره الى اسم آخر .

وأحد من الذين حملوا هذا الأسم قال ساخطا "الآباء يختارون أسماء أبنائهم عند الولادة ، لكن الأبناء في العراق ابتلوا باسمائهم هذه الأيام."

وكان الرئيس المخلوع صدام حسين قد عمد خلال عقد التسعينات من القرن الماضي الى تكريم المواليد الجدد ممن يحملون اسمه بمبالغ سخية ، كما كرم كل المولودين في يوم ولادته في 28 نيسان أبريل من كل عام.

وشجع هذا الأمر العديد من العراقيين على تسمية مواليدهم الجدد بإسم صدام ، لكن الأبناء الذين ابتلوا بهذا الأسم استبدلوه بأسماء جديدة.

وكمثال على ذلك حالة "صدام حسين شيال" ،وهو من العاملين في سوق السكائر في مدينة الكوت ، حيث قال لوكالة أنباء ( أصوات العراق ) " بعد السقوط شعرت بالخوف وبدأ الجميع يسخر مني لذلك غيرت اسمي من صدام الى عبد الله."

وتابع " في بداية الأمر كنت أنسى الاسم الجديد وإذا نوديت به لا استجيب لأنني لم أتعود عليه ، لكن مع مرور الزمن نسيت صدام وأيقنت أني عبد الله."

وقال السيد صباح حسون سلمان مدير شؤون أحوال واسط إن " قانون الأحوال المدنية العراقي رقم 65 لسنة 1972 المعدل بسمح بتغيير الاسم ، ولكل مواطن عراقي الحق في تغيير اسمه لمرة واحدة ."

وأوضح أنه "في الفترة التي تلت سقوط النظام السابق استقبلنا الكثير من المواطنين ممن كانوا يحملون اسم ( صدام ) وطلبوا تغيير هذا الاسم الى أسماء أخرى."

ولم يحدد المصدر عدد الذين بدلوا هذا الأسم ، لكنه استدرك "لايقتصر الأمر على من حملوا اسم صدام ، بل هناك أسماء كثيرة استبدلها أصحابها بعد أن كانت تدل في مرحلتها على بعض الأحداث والمناسبات المرتبطة بذاك العهد."

وذكر أنه من بين تلك الأسماء "بعث ، تموز ، قادسية ..." وبين أن عملية تبديل الاسم تستوجب تقديم طلب الى دائرة الأحوال المدنية ومن ثم يصار الى نشر إعلان تبديل الاسم في صحيفة محلية وفق القانون ، وتحديد مدة عشرة أيام لقبول الاعتراضات إن كان هنالك اعتراض من قبل آخرين.و بعد انتهاء المدة المحددة يبدل الاسم وفق القانون.

وتابع " بدأنا ومنذ حوالي خمسة أشهر نستقبل طلبات لمواطنين يطلبون تبديل أسمائهم رغم أنها لا تمت للعهد الماضي وهو ما أثار دهشتنا."

وأشار الى أن هؤلاء الأشخاص هم ممن يحملون وثائق صادرة عن أحوال واسط ، لكنهم يسكنون في مناطق صار القتل فيها يتم على الهوية.

وأضاف " أصحاب هذه الأسماء استبدلوا بها أسماء أخرى بسبب الوضع الأمني المتأزم ، فهم يسكنون مناطق من غير طائفتهم أو مذهبهم ، ولذلك يخافون القتل على الهوية."

وقال فيصل برهان ،وهو من العوائل المهجرة من منطقة أبو غريب الى محافظة واسط " تعرضت لمضايقات وتهديد من قبل أشخاص لا أعرفهم ،طلبوا مني الرحيل من المنطقة ، كنت شديد الحرص على أن يناديني الجميع (أبو أسماء) على اسم ابنتي الصغيرة ، رغم أنني معروف في المنطقة ومنذ ما يزيد على 13 عاما بـ ( أبو علي). "

الباحث مثنى حسن مهدي الغرباوي أوضح أن" اسم الشخص هو الهوية التي تميزه عن غيره ويعرفه الاخرون من خلاله ، والاسم يلازم َ الفرد منذ ولادته وحتى مماته."

وأضاف " اسم المولود الجديد هو دائما من اختيار الآباء أو الأجداد."

وقال إن "العرب ومنذ القدم أرخوا انتصاراتهم في الحروب باسماء مواليدهم سواء كان ذكوراَ أم أناث...لكن أسماء اليوم باتت تختلف عن أسماء الامس ،فهي جميلة وحضارية وتحمل معان ومدلولات كثيرة ،لكن بعض الأسماء بدأت تدفع بأصحابها نحو الهاوية ،خاصة في المدة الأخيرة حيث صار القتل يمارس على الهوية."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 20  /تشرين الثاني  /2006 -28 /شوال /1427