إرتفاع أسعار العقارات في البصرة مع عودة المهجرين

 

بعد أن شهدت أسعار العقارات في البصرة إنخفاضا ملحوظا خلال الأشهر الثمانية المنصرمة بسبب هجرة الكثير من مواطنيها إلى محافظات عراقية أخرى والى عدد من دول الجوار ، عادت لترتفع مرة اخرى مع بدء عودة عدد كبير من المهجرين إثر هدوء الاوضاع الامنية وعودة الاستقرار النسبي الى المحافظة.

وكان عدد كبير من عوائل المحافظة قد اضطروا للهجرة بعد تلقي تهديدات إضافة إلى التوترات التي شهدتها المدينة بعد تفجير ضريحي الإمامين العسكريين في سامراء.

وفي الآونة الاخيرة ، شهدت المحافظة بعض الاستقرار والهدوء مما إستتبعه عودة نسبة كبيرة جدا من الذين تركوا مدنهم وقراهم في البصرة. وكان من الطبيعي أن تعود أسعار العقارات من دور سكنية وقطع أراضي وبساتين ومزارع للارتفاع بصورة كبيرة حيث وصلت أعلى مستوياتها بل فاقت معدلاتها قبل هجرة هذه العوائل.

يقول السيد عبد الامير الخزاعي ،وهو صاحب محل عقارات في قضاء الزبير " حينما بدأ الناس يغادرون البصرة بسبب ظروف معروفة لدى الجميع ازداد ت عروض بيع الدور السكنية والقطع والمزارع وكذلك عرض الدور السكنية للإيجار."

وأوضح الخزاعي ان " إيجار الدار السكنية إنخفض حينها إلى اقل من 50 ألف دينار ، وأحيانا كنا لا نجد مؤجرا ، كما انخفضت أسعار الدور في الزبير من 150 مليون دينار إلى 50 مليون بل كان من الصعب أن تجد مشتريا حتى بهذا السعر."

والزبير مدينة تقع على مسافة 35 كم غربي مدينة البصرة وهي مدينة قديمة انشئت بالقرب من قبر الصحابي الزبير ابن العوام وعلى مشارف مدينة الخريبة (البصرة) قبل الفتح الإسلامي وكان يسكنها في الأغلب العرب السنة ، ولكن في منتصف القرن الماضي تغيرت ديمغرافتيها نسبيا بسبب الهجرات من محافظات الجنوب..وحتى بعد هذا التغيير الكبير لم تزل تسكن الزبير غالبية من العرب السنة.

ويضيف الخزاعي قائلا " هناك بيت بعته عن طريق مكتبي بمبلغ 55 مليون دينار وبعد أن عزم صاحبه على مغادرة البصرة بسبب تهديدات بعته ب18 مليون دينار ، والآن وبعد أن تحسنت الأوضاع منذ شهر آب أغسطس وبدأ الناس بالعودة إلى البصرة وخصوصا الزبير أصبح سعره يزيد على سعره الأول."

واشار إلى أن سعر استئجار بيت في مدينة الزبير يزيد حاليا على 300 ألف دينار بسبب كثرة العائدين إلى المدينة "، موضحا أن "الزبير تحديدا تتميز بنوع من الهدوء و الألفة بين ساكنيها إضافة إلى كونها تتمتع بمنظومة اجتماعية لها تقاليد ها وأعرافها الخاصة والمميزة نسبة إلى باقي مدن البصرة ..لذلك يحبذ من يعود من العوائل المهجرة إلى البصرة السكن في مدينة الزبير."

وقال شاكر محمود مدير إعلام الوقف السني ل( أصوات العراق) "بدأت عودة العوائل المهجرة من البصرة إلى ديارها منذ شهر آب أغسطس الماضي" ، مضيفا أن " أكثر من 60 % من العوائل التي غادرت منازلها في الزبير وأبي الخصيب عادت إلى ديارها."

واستدرك قائلا " لكن العوائل التي غادرت مركز المدينة لم يرجع منها سوى نسبة 20 % تقريبا ، ونأمل أن يعود الجميع ويحل السلم والأمان في بلدنا وتنتهي هذه الغمة."

ومن جانبه ، قال قاسم الدوسري احد العائدين إلى الزبير " بعت بيتي في نيسان أبريل الماضي ب 24 مليون دينار وعند عودتي لم أجد بيتا اسكنه أو استأجره فاشتريت بيتي القديم ب40 مليون دينار."

وقال جابر عبد اللطيف ،وهو أحد العائدين الى مدينة الزبير أيضا ، " بعد أن تعرضت إلى تهديدات من قبل مجهولين قمت بمغادرة البصرة إلى سوريا في شهر حزيران يونيو الماضي و بعت بيتي وأثاثه بمبلغ 45 مليون دينار بعد أن كان سعر البيت وحده يبلغ 60 مليون دينار."

وأضاف "وبقيت في سوريا لمدة أربعة أشهر ، ولكنني كنت أتابع الأخبار عن كثب وبعد أن عاد الهدوء إلى البصرة وفتحت المدارس أبوابها في الشهر العاشر عدت إلى مدينتي التي لم أر أجمل منها في عيني."

وتابع وهو يجاهد كى يحبس دموعه " إستقبلني الشيعي قبل السني وفتح بيته لي وقال اسكن معنا لحين أن تستقر وتشتري بيتا." وأضاف "هذه هي الشيمة العراقية ولم يكن بيننا في أي يوم من الأيام أي نوع من التفرقة والفرقة فهذه المشكلة التي حصلت دخيلة على بلدنا."

وختم بالقول "الآن اشتريت دارا بدون طابو (أي غير مسجلة رسميا) بسعر 20 مليون دينار وبدأت اشتري الأثاث شيئا فشيئا ولكن الأمان الذي اشعر به الآن لاتعادله كنوز الأرض."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 19  /تشرين الثاني  /2006 -27 /شوال /1427